مع اقتراب شهر فبراير من كل عام ترتفع درجات الحرارة في ملاعب كرة القدم مسجلة أعلى معدلاتها، لم لا وقد دقت ساعة عودة مباريات عصبة أبطال أوروبا وبداية أدوارها الإقصائية، ودخول المنافسة في البطولات الكبرى مراحلها الحاسمة .
ووسط هذا التوهج التنافسي على ملاعب القارة العجوز يعيش البرتغالي جوزي مورينيو فترة من الراحة وهو يراقب ما يجري على الملاعب المختلفة، حالة من البطالة لم يعتد عليها الرجل المثير للجدل خلال السنوات الأخيرة .
لست أدري لماذا تذكرت تصريحه الشهير في عام 2005 والذي أسس لصراع ممتد من الكراهية والتصريحات النارية بينه وبين الفرنسي آرسين فينغر مدرب لآرسنال اللندني، حيث وصف مورينيو غريمه الفرنسي بالرجل المحب للتلصص على الآخرين، الذي يهوى الإمساك بتليسكوب من أجل مشاهدة ما يدور في منازل الجيران، نبرة ساخرة تخصص بها مورينيو ووجدها أنسب تعليق على حديث فينجر المتكرر عن البلوز في ذلك الوقت .
ولعل السبب الأكثر إقناعًا وراء استرجاع ذاكرتي هذا التصريح الساخر من "سبيشيال وان" هو جلوسه على مقاعد المتفرجين ومتابعته الدائمة "من واقع الفراغ" أحوال الأندية الأوروبية الأخرى في فترة لم يجد خلالها البديل بعد إطاحة صديقه الروسي رومان ابراموفيتش به من على مقاعد البلوز التدريبية .
أندية عديدة ارتبط اسم مورينيو بها منذ انفصاله عن قلعة ستامفورد بريدج .. ولكن لم يصل أي ارتباط من بينها إلى مرحلة التوثيق، فإدارة مانشستر يونايتد تعلن بعد كل إخفاق تجديد الثقة في العجوز الهولندي لويس فان خال، وحتى في حال رحيله بنهاية الموسم سيكون الخليفة المرتقب هو الاسباني بيب غوارديولا الذي أعلن أن سطر الختام في رحلته مع العملاق البافاري بايرن ميونيخ ستتم كتابته بنهاية الموسم الجاري .
وحتى قطب مانشستر الآخر - والذي يعاني تذبذبًا فنيًا واضحًا يضع مدربه بليجريني تحت مقصلة الإقالة - يضع جوارديولا على رأس قائمة اهتماماته، ويؤكد البعض تحليلًا لهذا الموقف أن الإدارتين في مدينة مانشستر تعيشان حالة من الترقب والصبر لنهاية الموسم من أجل التسابق على الفوز بخدمات بيب .
وإن حدث هذا سيصاحبه وقع خاص في نفس مورينيو، هزيمة أخرى يتعرض لها من غريمه الاسباني ولكن خارج المستطيل الأخضر، خاصة في ظل تاريخ العداوة والتشاحن الطويل بينهما والذي صاحبته موجة من التصريحات الساخرة المتبادلة بينهما والتي كانت يومًا ما المادة الأكثر دسمًا للصحافة العالمية .
حتى العملاق البافاري الذي أعلن الانفصال عن غوارديولا لم يفكر مطلقًا في جلب مورينيو إلى البوندسليغا وفضل التعاقد مع الايطالي كارلو أنشيلوتي، الرجل الذي حقق في أول موسم له مع ريال مدريد ما فشل به مورينيو على مدار ثلاث سنوات وهو التتويج بالعاشرة الأوروبية .
أما فريقه السابق ريال مدريد والذي أعلن إقالة الاسباني رافا بينيتيز بعد تدني النتائج، لم يستغل فراغ مورينيو وتوجهت إدارته صوب الفرنسي زين الدين زيدان الذي ما زال يخطو اولى الخطوات في مشواره التدريبي، على الرغم من سيل الإشاعات المؤكدة لعودة سبيشيال وان إلى فريق العاصمة الإسبانية .
جميع من سخر منهم مورينيو واتهمهم بالانشغال به دائمًا يخططون لمرحلة الموسم الحاسمة، أما هو فيعيش فترة من الفراغ يصعب على شخصيته العنيدة تقبلها، خاصة أن قرار الاستراحة لم يكن بيده وإنما جاء ببطاقة حمراء خرجت من جيب أحد أكثر المؤمنين بقدراته التدريبية في العالم .
حالة مورينيو هذه تذكرنا بالرائعة السينيمائية The Others والذي قامت ببطولته النجمة نيكول كيدمان، وهو فيلم رعب نفسي من إنتاج عام 2001، تدور أحداثه في أعقاب الحرب العالمية الثانية، ويستعرض حياة سيدة وطفليها في منزل قديم، حيث يعاني الطفلان من حساسية شديدة ضد الضوء، وتتعامل خلاله الأم "نيكول كيدمان" مع بعض الأحداث المرعبة داخل المنزل وهي تظن بأن ما يحدث بفعل "الأشباح"، ليصاب المشاهد في نهاية الفيلم بصدمة هي الأكبر عندما نكتشف أن الأم والطفلين قد ماتوا منذ زمن بعيد، وأن من يثير الرعب داخل المنزل هم سكان المنزل الجدد "الأحياء" وعليهم التعايش مع شبح نيكول كيدمان وطفليها!.
الفيلم يتبنى وجهة نظر فلسفية عن وجوب التعايش بين الأفكار المختلفة، وحتمية اعتراف الشخص بأخطائه وعدم إلقائها على شماعة "الآخرين" لأنه ربما يكتشف في النهاية أنه هو من يتسبب في إلحاق الضرر والأذى بمن حوله وهو يظن العكس طوال حياته .
ربما لو توقف مورينيو عن إطلاق تصريحاته الشهيرة وكف عن إثارة الجدل واهتم بشأنه فقط دون الدخول في صراعات لنجح في كتابة تاريخٍ تدريبيٍ أكبر يليق بموهبته التي لا يختلف عليها أحد .
ووسط هذا التوهج التنافسي على ملاعب القارة العجوز يعيش البرتغالي جوزي مورينيو فترة من الراحة وهو يراقب ما يجري على الملاعب المختلفة، حالة من البطالة لم يعتد عليها الرجل المثير للجدل خلال السنوات الأخيرة .
لست أدري لماذا تذكرت تصريحه الشهير في عام 2005 والذي أسس لصراع ممتد من الكراهية والتصريحات النارية بينه وبين الفرنسي آرسين فينغر مدرب لآرسنال اللندني، حيث وصف مورينيو غريمه الفرنسي بالرجل المحب للتلصص على الآخرين، الذي يهوى الإمساك بتليسكوب من أجل مشاهدة ما يدور في منازل الجيران، نبرة ساخرة تخصص بها مورينيو ووجدها أنسب تعليق على حديث فينجر المتكرر عن البلوز في ذلك الوقت .
ولعل السبب الأكثر إقناعًا وراء استرجاع ذاكرتي هذا التصريح الساخر من "سبيشيال وان" هو جلوسه على مقاعد المتفرجين ومتابعته الدائمة "من واقع الفراغ" أحوال الأندية الأوروبية الأخرى في فترة لم يجد خلالها البديل بعد إطاحة صديقه الروسي رومان ابراموفيتش به من على مقاعد البلوز التدريبية .
أندية عديدة ارتبط اسم مورينيو بها منذ انفصاله عن قلعة ستامفورد بريدج .. ولكن لم يصل أي ارتباط من بينها إلى مرحلة التوثيق، فإدارة مانشستر يونايتد تعلن بعد كل إخفاق تجديد الثقة في العجوز الهولندي لويس فان خال، وحتى في حال رحيله بنهاية الموسم سيكون الخليفة المرتقب هو الاسباني بيب غوارديولا الذي أعلن أن سطر الختام في رحلته مع العملاق البافاري بايرن ميونيخ ستتم كتابته بنهاية الموسم الجاري .
وحتى قطب مانشستر الآخر - والذي يعاني تذبذبًا فنيًا واضحًا يضع مدربه بليجريني تحت مقصلة الإقالة - يضع جوارديولا على رأس قائمة اهتماماته، ويؤكد البعض تحليلًا لهذا الموقف أن الإدارتين في مدينة مانشستر تعيشان حالة من الترقب والصبر لنهاية الموسم من أجل التسابق على الفوز بخدمات بيب .
وإن حدث هذا سيصاحبه وقع خاص في نفس مورينيو، هزيمة أخرى يتعرض لها من غريمه الاسباني ولكن خارج المستطيل الأخضر، خاصة في ظل تاريخ العداوة والتشاحن الطويل بينهما والذي صاحبته موجة من التصريحات الساخرة المتبادلة بينهما والتي كانت يومًا ما المادة الأكثر دسمًا للصحافة العالمية .
حتى العملاق البافاري الذي أعلن الانفصال عن غوارديولا لم يفكر مطلقًا في جلب مورينيو إلى البوندسليغا وفضل التعاقد مع الايطالي كارلو أنشيلوتي، الرجل الذي حقق في أول موسم له مع ريال مدريد ما فشل به مورينيو على مدار ثلاث سنوات وهو التتويج بالعاشرة الأوروبية .
أما فريقه السابق ريال مدريد والذي أعلن إقالة الاسباني رافا بينيتيز بعد تدني النتائج، لم يستغل فراغ مورينيو وتوجهت إدارته صوب الفرنسي زين الدين زيدان الذي ما زال يخطو اولى الخطوات في مشواره التدريبي، على الرغم من سيل الإشاعات المؤكدة لعودة سبيشيال وان إلى فريق العاصمة الإسبانية .
جميع من سخر منهم مورينيو واتهمهم بالانشغال به دائمًا يخططون لمرحلة الموسم الحاسمة، أما هو فيعيش فترة من الفراغ يصعب على شخصيته العنيدة تقبلها، خاصة أن قرار الاستراحة لم يكن بيده وإنما جاء ببطاقة حمراء خرجت من جيب أحد أكثر المؤمنين بقدراته التدريبية في العالم .
حالة مورينيو هذه تذكرنا بالرائعة السينيمائية The Others والذي قامت ببطولته النجمة نيكول كيدمان، وهو فيلم رعب نفسي من إنتاج عام 2001، تدور أحداثه في أعقاب الحرب العالمية الثانية، ويستعرض حياة سيدة وطفليها في منزل قديم، حيث يعاني الطفلان من حساسية شديدة ضد الضوء، وتتعامل خلاله الأم "نيكول كيدمان" مع بعض الأحداث المرعبة داخل المنزل وهي تظن بأن ما يحدث بفعل "الأشباح"، ليصاب المشاهد في نهاية الفيلم بصدمة هي الأكبر عندما نكتشف أن الأم والطفلين قد ماتوا منذ زمن بعيد، وأن من يثير الرعب داخل المنزل هم سكان المنزل الجدد "الأحياء" وعليهم التعايش مع شبح نيكول كيدمان وطفليها!.
الفيلم يتبنى وجهة نظر فلسفية عن وجوب التعايش بين الأفكار المختلفة، وحتمية اعتراف الشخص بأخطائه وعدم إلقائها على شماعة "الآخرين" لأنه ربما يكتشف في النهاية أنه هو من يتسبب في إلحاق الضرر والأذى بمن حوله وهو يظن العكس طوال حياته .
ربما لو توقف مورينيو عن إطلاق تصريحاته الشهيرة وكف عن إثارة الجدل واهتم بشأنه فقط دون الدخول في صراعات لنجح في كتابة تاريخٍ تدريبيٍ أكبر يليق بموهبته التي لا يختلف عليها أحد .
غول