البنية التحتية الجاهزة في السعودية تقلل الإنفاق على تنظيم كأس العالم 2034
الأحد 15 دجنبر 2024 - 13:30كشفت دراسة أكاديمية عن "أثر استضافة كأس العالم 2034 على السعودية" قدمها عزت قناوي المختص بالاقتصاد والمالية العامة، أن إنفاق السعودية على تنظيم المونديال سيبلغ نحو 4 مليارات دولار بسبب الجاهزية المسبقة لمعظم البنية التحتية، مشيرة إلى أن استضافة السعودية لمونديال 2034 ستجذب نحو 5 ملايين مشاهد وسائح بإجمالي إنفاق استهلاكي يصل إلى 10 مليارات دولار.
وقال قناوي الذي قدم بحثا سابقا عن الآثار الاقتصادية لنسخ كأس العالم لكرة القدم على الدولة المستضيفة، أن استضافة المسابقة العالمية ذات تكلفة عالية على الدول المستضيفة، حيث تعد قطر في استضافتها لكأس العالم لعام 2022 هي الأعلى تكلفة في تاريخ المونديالات، التي قدرت بنحو 220 مليار دولار، وهى حالة استثنائية نظرا لتخصيص معظم هذه التكلفة على بناء وتجهيز بنية تحتية كاملة من ملاعب وطرق ومواصلات وفنادق ومخيمات إيواء متنقلة، على عكس الدول الأخرى المستضيفة لمسابقات كبرى التي تمتلك ببنية تحتية رياضية قوية وجاهزة لاستضافة هذا الحدث العالمي.
وبمقارنة تكاليف استضافة المونديال في دول أخرى مثل أمريكا وفرنسا وألمانيا وجنوب إفريقيا والبرازيل وروسيا منذ تسعينيات القرن الماضي، فلم تتجاوز التكلفة 5 مليارات دولار وربما أقل من ذلك، باستثناء روسيا التي أنفقت نحو 17 مليار دولار والبرازيل بـ12 مليار دولار".
وعن مساهمة استضافة السعودية لكأس العالم 2034 في الناتج المحلى الإجمالي، قال إنه "خلال الفترة ما بين عامي 2018 - 2023 بلغ معدل نمو قطاع الرياضة والترفيه في السعودية نحو 12 في المئة سنويا ، ما يدل على تزايد الطلب على الأنشطة الترفيهية والرياضية، حيث تزايدت مساهمة القطاع الرياضي في الناتج المحلي السعودي من نحو 2.4 مليار ريال عام 2016 إلى 6.5 مليار ريال سنة 2019، ثم بلغت في 2023 نحو 21.6 مليار ريال، في حين أن المستهدف بحلول 2030 هو 82.5 مليار ريال، وفقا لخطة وزارة الرياضة، وهو ما يعنى أن قطاع الرياضة بحاجة إلى نمو سنوي تراكمي نسبته 21 في المئة لتحقيق المستهدف، ومن المتوقع أيضا أن يبلغ حجم القطاع الرياضي بنهاية 2024 نحو 26.1 مليار ريال، لذلك ستؤدي استضافة المونديال إلى المساهمة في الناتج المحلى السعودي بمعدل نحو 3.2 في المئة وربما أكثر بناء على الإمكانيات والمزايا النسبية المتوفرة والمتاحة في السعودية مقارنة بدول أخرى استضافت كأس العالم سابقا.
وحول أثر استضافة السعودية لكاس العالم في جذب الاستثمار الأجنبي قال إن "حجم الاستثمارات في قطاع الرياضة السعودي عام 2023 بلغ نحو 300 مليون دولار، وتمثل قيمة الاستثمارات السنوية المخصصة لتطوير الأندية الكروية، ومن المتوقع أن يزداد حجم الاستثمارات في هذا القطاع ليصل إلى نحو 67.7 مليار ريال في 2029، وهذا يعنى تزايد الجهود المبذولة لجذب مزيد من الاستثمارات الأجنبية والمحلية وتقديم الدعم الحكومي لها.
وأبرمت السعودية شراكات رياضية مع أكثر من 100 دولة، وهو ما يفسر تزايد الشراكات الدولية في مجال الرياضة، خاصة مع تزايد تنظيم المسابقات الرياضية والفعاليات الدولية الكبرى، ويعمل صندوق الاستثمارات العامة على استقطاب الاستثمارات الأجنبية، التي تمثل إضافة مهمة للسوق المحلي.
وحول متوسط الإنفاق المتوقع للسعودية ومتوسط العائد من الاستضافة قال إن "إيرادات صناعة الرياضة عالميا في 2023 بلغت نحو 800 مليار دولار، وهو ما يعادل نحو 2 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، ومن المتوقع زيادتها الى نحو 1.6 تريليون دولار 2030، مبرزا أنه في السعودية بلغت عائدات قطاع الرياضة نحو 2.8 مليار ريال، ومن المتوقع زيادتها بنحو 8 في المئة سنويا.
وعن الآثار والفوائد الاقتصادية المحتملة لاستضافة السعودية لكأس العالم 2034، قال إن قطاع الرياضة في السعودية يوفر في الوقت الحالي نحو 22 ألف فرصة عمل مباشرة، ومن المتوقع أن تزداد فرص العمل لتصل إلى نحو 165 ألف فرصة عمل في 2030، لذلك فإن استضافة السعودية لكأس العالم 2034 ستعمل على تعزيز وتحفيز الاقتصاد السعودي بشكل كبير في مجالات مختلفة، وخاصة قطاع السياحة والطيران والاتصالات والعقارات وسوق العمل خلال الـ10 سنوات القادمة.