ماذا تغيّر في الجيش بعد رحيل تشيزلاف؟
الأحد 03 نونبر 2024 - 13:13على غير العادة، راهن الجيش مبكرا على التغيير التقني، بعد أن أقال المدرب البولوني تشيزلاف ميشنفيتش لعدة أسباب، واتخذ بذلك الفريق العسكري هذا القرار المبكر خلافا للإستقرار المشهود به، حيث راهن على اختيار مدرب يعرف الكرة المغربية في شخص الفرنسي هوبير فيلود الذي سيقود الفريق لنهاية الموسم، في مهمة لن تكون سهلة أمام انتظارات مكونات الفريق، ويسعى المدرب الفرنسي وضع بصمته مبكرا، بعد أن خاض ثلاث مباريات بحضور متفاوت.
• التغيير المبكر
قدم الجيش في بداية الموسم مستويات غير مطمئنة وبدأت الشكوك حول أهلية ميشنفيتش من البداية، وذلك بعد الخسارة التي تلقاها الجيش في أول مباراة له في الموسم أمام ريمو سطارز النيجيري في ذهاب الدور التمهيدي الأول بهدفين لواحد، ورغم أنه تأهل لكن بقي هناك نوع من القلق قبل أن تطلع أيضا مباراة ذهاب الدور التمهيدي الثاني عندما تعادل بشق الأنفس أمام المريخ السوداني بهدفين لمثلهما.
دخول الجيش في البطولة لم يكن موفقا، فبعد أن فاز في الجولتين الأولى والثانية، تراجعت النتائج ولم يفز في ثلاث مباريات، فمن أصل تسع نقاط جنى فقط نقطتين من تعادلين أمام نهضة بركان واتحاد طنجة بهدف لمثله وخسارة أمام الدفاع الجديدي بهدف للاشيء، لترتفع دورة الإنتقادات.
• اللاعبون في الواجهة
لم يكن تراجع النتائج هو ما جعل مصير ميشنفيتش على كف عفريت، ولكن أيضا تواصله مع اللاعبين لم يكن بالناجح والمتين، واشتكوا من الصعوبات في تطبيق خطة المدرب البولوني والإنسجام مع ما يريده، فوجدوا صعوبة في هضم فلسفته رغم أن الوقت كان أمامه لتقريب عمله من اللاعبين.
وقد تجسد ذلك من خلال المستوى التقني الذي كان قدمه الفريق في المباريات، فتراجع الأداء مقارنة بالموسم الماضي، ورفع اللاعبون شكواهم للمسؤولين من الصعوبات والعمل مع ميشنفيتش، وأكدوا لهم أن الأمور لن تتطور مع المدرب البولوني.
ولم يجد وقتها المسؤولون بُدا من الإنفصال عن ميشنفيتش تاركا وراءه الفريق بثمان نقاط، من أصل 5 مباريات من فوزين وتعادلين وهزيمة، دون استثناء أنه نجح في صعود الجيش لدور المجموعات الذي كان من بين أهدافه مع الإدارة.
• هوبير يعود
عاد الجيش وهو يختار المدرب الجديد من واحدة من المدارس التقليدية في البطولة المغربية والمتعلقة بالفرنسية، بعد تعاقده مع هوبير فيلود الذي يملك امتيازا مقارنة بسابقه، ويتعلق الأمر في أنه درب في البطولة الإحترافية بعد قيادته حسنية أكادير والدفاع الجديدي، ناهيك أنه عاش تجارب في الأدغال الإفريقية ودرب مجموعة من الأندية، بل وسبق أن صعد على المنصة القارية بتتويجه مع مازيمبي الكونغولي بلقب كأس الكونفدرالية الإفريقية.
غير أن ما يقلق في هذا الإختبار كون تجاربه الأخيرة لم تلقى النجاح إلى جانب أن تجربته مع الحسنية والدفاع الجديدي لم تكن ناجحتين.
• مسؤوليات جمّة
كان فيلود يدرك وهو يدخل تجربته الثالثة في البطولة الإحترافية مع الجيش أن المسؤولية أن تكون المواجهة سهلة وكان عليه العمل على مجموعة من المستويات، حيث واجه أولا ضيق الوقت لأنه كان يعرف أنه سيدخل على التّو المنافسة دون حصوله على الوقت للإستعداد، بما يتطلبه ذلك من تعرفه على اللاعبين ومستوياته ومدى جاهزيته وكذا تقريبه من الأسلوب الذي يريده وطريقة عمله وإدارته المباريات وكذا الخصوم التي سيواجهها ليقف على نقاط قوتهم وضعفهم، أي دراسة كل فريق سيواجهه.
وكان عليه أيضا أن يعيد الثقة للاعبين ويخرجهم من الضغط الذي طاردهم بسبب تراجع النتائج التي سجلها، حيث وجد الجيش دون فوز في ثلاث مباريات متتالية بتعادلين أمام نهضة بركان واتحاد طنجة وخسارة أمام الدفاع الجديدي، لذلك كان لا بد أن يشتغل على الجانب الذهني ويعيد الثقة للاعبيه.
• ديربي العاصمة.. الإختبار الأول
وقع فيلود على أول اختبار له مع الجيش عندما واجه الفتح في ديربي العاصمة، واستطاع أولا أن تكون انطلاقته ناجحة، حيث سجل فوزا مهما على الفتح بهدف للا شيء، وبغض النظر عن الفوز فإن مكونات الفريق انتظرت البصمة التي سيضعها المدرب الفرنسي في أولى اختياراته، لكن ومثلما أكد وقتها بعد تلك المباراة، فإنه لم يمكنه أن يُعد العدة في يومين لإعداد المجموعة وتقريب لاعبيه من أسلوب عمله وما يتطلبه.
ولأن التغيير يكون له أثر ذهني على اللاعبين، فقد كان منتظرا أن يلعب هذا الفوز دور مهما، خاصة إن عرف فيلود كيف يستغل إمكانيات الفريق ويستفيد من أخطاء المدرب البولوني السابق.
• اختبار آخر
كانت المواجهة الثانية لفيلود عبارة عن اختبار صعب، حيث واجه خارج ملعبه الرجاء، إذ غالبا ما تكون مباريات الكلاسيكو صعبة وقوية، خاصة أنه طغى على المباراة ذكريات الموسم الماضي والصراع الذي كان ضاريا بين الفريقين، حيث انتهى لصالح الرجاء، بعد أن حسم لقب البطولة لصالحه، وكذلك كأس العرش بعد فوزه على الجيش في المباراة النهائية.
كل ذلك لم يسمح لفيلود أن يخسر هذه المباراة، الشيء الذي كان بعد أن عاد الفريق العسكري بتعادل ثمين، وبالتالي كان الاختبار الصعب لفيلود ناجحا وربح نقاطا مهمة من هذا الكلاسيكو، لأن المهمة كان ان يتفادى الهزيمة بأي ثمن وأن لا يخسر في أولى الإختبارات القوية.
• الثالثة كانت مخيبة
أولى النتائج التي اغصبت جماهير الجيش، كان هو التعادل الأخير أمام أولمبيك أسفي بهدف لمثله، وهي النتيجة التي أغصبت جماهير الفريق ولم ترضي الطاقم التقني نفسه، خاصة أن الجيش كان مطالبا باستغلال عاملي الأرض والجمهور، وكذا الفترة الصعبة التي يمر منها القرش المسفيوي بعد تعرضه لثلاث هزائم متتالية، لكنه استطاع انتزاع نقطة مهمة.
وانتقدت جماهير الجيش الجيش فيلود بعد المستوى المتواضع الذي قدمه اللاعبون في الجولة الثانية، والأخطاء التي تمّ ارتكابها، سواء التقنية او التكتيكية، ما يؤكد أن عملا كبيرا ينتظر المدرب الفرنسي.
ماذا تغيّر؟
في حصيلة لفيلود مع الجيش، يكون قد خاض ثلاث مباريات مع الجيش ونال 5نقاط من أصل 9 مباريات، ما يؤكد أن الحصيلة تبقى متوسطة، ومع ذلك يصعب الحسم في مدى بصمة المدرب الفرنسي مع المجموعة العسكرية من جميع المستويات، ولو أنه يعتمد على نفس الوجوه التي كان يشركها المدرب البولوني السابق مع جنوحه للهجوم في أسلوبه واعتماده في اختياراته البشرية على لاعبين بنزعة هجومية، لكن الأسلوب على العموم لم يطرأ عليه تغييرات كثيرة.
مع مرور المباريات ستتضح أكثر لمسة المدرب ومدى انسجام اللاعبين مع فكره وفلسفته وانسجام اللاعبين مع عمله.