ADVERTISEMENTS

ماذا يعني الفوز ب"التسعة" على الظبيان؟

المنتخب: بدر الدين الإدريسي الأربعاء 16 أكتوبر 2024 - 16:24

لم يترك وليد نفسه، يلدغ من ذات الجحر الذي لدغ منه عندما واجه منتخب لوسوتو شهر شتنبر الماضي، وكان خلاله الفوز قيصريا وموجعا وجالبا لكثير من الضوضاء والجلبة، عندما قرر أن يعود لمواجهة "ظبيان" إفريقيا الوسطى أمس الثلاثاء بذات التشكيل الذي أسقط الظبيان بالخماسية، تشكيل اختلف إضطراريا باستبدال بونو المصاب بالمحمدي وتغيير تكتيكي للكعبي بيوسف النصيري، حفاظا على الروح المعنوية للقناص الثاني للأسود الحاليين بعد حكيم زياش.
حتى نحن من انتقدنا وليد كما انتقد نفسه، بسبب ما فعله في مباراة لوسوطو وهو يغير 90 بالمائة من التشكيل الكلاسيكي، كنا نتوقع أن يريح بعضا من أسوده الذين أجهز عليهم نسبيا ضغط المباريات، وتربصت بهم الإنزعاجات العضلية، أكرد وحكيمي والزلزولي على سبيل المثال لا الحصر، برغم أنني شددت على عدم التضحية بكل الركائز.
ما قصده وليد، هو أن يمنح اللاعبين مساحة أخرى لزيادة الإنسجام وجرعة إضافية لخلق التفاهمات، حتى أنه أصر على اللعب برأسي حربة كما فعل في المباراة الأولى، وأصر معها على اللعب مجددا بإلياس بن الصغير في مركز صناعة اللعب معوضا الغائب الكبير ابراهيم دياز.
تحت الإختبار وضعت ذات المجموعة، لقياس مدى تفاعلها مع المتغير التكتيكي الكبير لمنتخب إفريقيا الوسطى الذي بدأ مباراة الثلاثاء تماما كما أنهى مباراة السبت، مركزا على الأدوار الدفاعية وحريصا على ضبط دفاع المنطقة والحيلولة دون تسرب الأجنحة المغربية، وهو ما أخر بشكل كبير دخول الفريق الوطني للمباراة، فلم نشاهد من الأسود أول بناء هجومي، إلا عند الدقيقة 32 التي سيخرج خلالها المارد الصغير إلياس بن الصغير ليشعل المباراة، بتسديدة أولى أبعدها الحارس للزاوية، ثم تسديدة ثانية ارتدت معها الكرة من القائم فأصر إلياس على أن تسكن الشباك، فتسديدة ثالثة جعلت الفريق الوطني يتقدم بهدفين في أقل من ثلاث دقائق، وكما كان أوناحي هو ومضة المباراة الأولى فإن إلياس بن الصغير كان هو ومضة المباراة الثانية أمام الظبيان.
لا ندعي أن منتخب إفريقيا الوسطى هو من أفضل منتخبات القارة، حتى لو أن هناك من يقول ألا وجود اليوم لمنتخبات ضعيفة، لكن الفوز عليه بخماسية ثم برباعية، هو بمثابة تصديق كروي وتكتيكي ورقمي على ما يوجد من فوارق كبيرة على كافة المستويات بين المنتخبين، وإن تحدثنا اليوم عن دلالة الفوز بتسعة أهداف في المباراتين معا، فإن ذلك يؤكد أن الأسود وضعوا منتخب إفريقيا الوسطى في المكانة التي يستحقها.
ومع ذلك، لا أحد يمكن أن يدعي أن الفريق الوطني قدم بمعزل عن الفوزين العريضين، ما يؤكد أن بناء الشخصية والهوية قد اكتمل، فما زال هناك الكثير مما يجب القيام به لاكتساب الصلابة والمناعة، حتى لا يكون الأداء الجماعي هشا، يتأثر بالسياقات والإكراهات وحتى طبيعة الخصوم.  

 

تنبيه هام

تؤكد «المنتخب» أنها تمنع منعا باتا استنساخ أو نقل أو نشر مواضيع أو صور منقولة من نسختها الورقية أو من موقعها الإلكتروني سواء بشكل كلي أو جزئي، أو ترجمتها إلى لغات أخرى بهدف نقلها إلى الجمهور عبر أي وسيلة من وسائل النشر الإلكترونية أو الورقية… وكل مخالف لذلك سيعرض نفسه للمتابعة أمام القضاء وفق القوانين الجاري بها العمل.

ADVERTISEMENTS
مواضيع ذات صلة
ADVERTISEMENTS