ADVERTISEMENTS

المغرب - إفريقيا الوسطى: شوطان متناقضان.. لماذا؟

المنتخب: بدر الذين الإدريسي الأحد 13 أكتوبر 2024 - 16:07

نتعقب هذا الفريق الوطني في كل خرجاته، ونحن نطمع في مشاهدة ما يعطينا الإطمئنان، على أن هذا الفريق وهو يلاقي منتخبات من مستويات إفريقية متدنية قد شرع فعلا في استكمال الهوية وبناء الشخصية، بما يضعه في مرتبة المرشح ليس بالأرقام والإحصائيات، ولكن بالأداء الذي لا تشوبه شائبة للتتويج بلقب قاري، منافساته تقام هنا بالمغرب بعد 14 شهرا من الآن.
وعدا الحصص العريضة التي نفوز بها، بالسداسية على الكونغو برازافيل، وبالرباعية على الغابون وبالخماسبة على إفريقيا الوسطى، فإن وليد الركراكي إلى الآن ما زال يلاحق بالعديد من الأسئلة التي تؤرق البال، فإن انتظم الأداء حينا اختل حينا آخر، وإن حضرت النجاعة في زمن غابت عن أزمنة أخرى، وإن تم تصحيح هذا العطب الدفاعي أطلت برأسها أعطاب أخرى، وهذا أمر طبيعي جدا، لا يمكن أن يحصل معه الإجماع على أن الفريق الوطني أكمل تشكيل الصورة الجديدة التي لابد وأن يكون عليها.
وقد كانت مباراة إفريقيا الوسطى، مرآة عاكسة للطموح الذي يسكن وليد ويسكن الأسود ويسكننا جميعا لنرى فريقا وطنيا يصل لأعلى درجات الواقعية في التعامل مع المنافسين وفي تدبير المباريات بوجهها الفني قبل الرقمي، فإن اضطر وليد لتركيب فريق وطني في غياب لاعبين وازنين في قيمة حكيم وابراهيم، يتمتعان بقدرة رهيبة على إبداع الحلول الهجومية، ونجح في ذلك نسبيا وهو يقوم بتحوير على مستوى الهجومي، وإن كان قد تجاوز نسبيا الرشح الذي يقع على مستوى التنشيط الدفاعي، فإنه سيسقط خلال مباراة إفريقيا الوسطى في هذا التقلب الغريب لأحوال الفريق بين جولتين.
طمأننا بشكل كبير ظهور يوسف بلعامري وجمال حركاس لأول مرة في دفاع الفريق الوطني، مع نسبية الإختبار البدني والتكتيكي، لمحدودية المنافس، وطمأنتنا الفعالية الهجومية التي حضرت في الجولة الثانية بأهداف القادمين من الخلف (أوناحي 2 وحكيمي)، لكن ما رمى بنا لبؤرة قلق أخرى، هو التغير الفجائي الذي طرأ على أداء الفريق الوطني بين جولتين.
فلماذا كان الفريق الوطني بأداء شبه مثالي في الشوط الأول وكان بأداء مشوش ومرتبك في الشوط الثاني؟
أستبعد كثيرا أن يكون وليد هو من نصح أسوده بعدم الدخول في الإلتحامات البدنية مع خصم استفزه مدربه بين الشوطين، فثارت ثائرته، ومحاولة كسر الإيقاع وعدم استنزاف المخزون البدني تحسبا لمباراة الثلاثاء وقد انتهى الشوط الأول برباعية نظيفة، لكنني لا أستبعد أن يكون اللاعبون وبشكل جماعي قد سقطوا في فخ الإشباع فجنحوا لا إراديا لإدارة المباراة بأقل قدر من المجازفة، فكان من نتيجة ذلك أن الإيقاع نزل للدرك الأسفل، وأن بعض اللاعبين ضربتهم الأنانية المفرطة فخرجوا من جلباب الجماعية، وكنا في نهاية الأمر أمام شوط ثان سرق منها بهجة الشوط الأول، والأدهى من ذلك أن التبديلات التي قام بها وليد وكانت كلها ذات طبيعة هجومية (الخنوس، النصيري وأخوماش)، لم تنتشل الأداء الجماعي من مستنقع الرداءة، ليكون الدرس الأكبر من مباراة فزنا فيها بحصة عريضة، أن ضبط التوازنات واللعب في جل فترات المباراة بتركيز جماعي عال جدا، ورش لابد من الاشتغال عليه.

تنبيه هام

تؤكد «المنتخب» أنها تمنع منعا باتا استنساخ أو نقل أو نشر مواضيع أو صور منقولة من نسختها الورقية أو من موقعها الإلكتروني سواء بشكل كلي أو جزئي، أو ترجمتها إلى لغات أخرى بهدف نقلها إلى الجمهور عبر أي وسيلة من وسائل النشر الإلكترونية أو الورقية… وكل مخالف لذلك سيعرض نفسه للمتابعة أمام القضاء وفق القوانين الجاري بها العمل.

ADVERTISEMENTS
مواضيع ذات صلة
ADVERTISEMENTS