ADVERTISEMENTS

بداية الحلم الأطلسي

المنتخب: بدر الدين الإدريسي الثلاثاء 16 يناير 2024 - 11:52
بدرالدين الإدريسي - كلمات/أشياء

من محطة تنزانيا، ينطلق قطار الحلم الأطلسي، ينشد أن تكون محطته النهائية، مباراة التتويج يوم الحادي عشر من شهر فبراير القادم بأبيدجان.
مؤكد أن السفر سيكون طويلا ومرهقا وعامرا بالكثير من اللحظات التي تتطلب الفراسة والجسارة والربط على المشاعر، وما بين مباراتنا أمام منتخب تنزانيا التي بها نفتتح مشاركتنا التاسعة عشرة في نهائيات المونديال الإفريقي، وبين خط النهاية، هناك شحنات عاطفية كثيرة سنرسلها في سماء كوت ديفوار، عرق كثير سيسيل وجهد خرافي لابد وأن يبذل حتى تكون الخاتمة سعيدة، وليس هناك من خاتمة أسعد من أن يكون العميد رومان سايس واقفا بشموخ جبال الأطلس وبعنفوان الأسود في أعلى منصة التتويج، وبين يديه اللقب الذي حلمنا به منذ زمن بعيد، ولم يحتفل به الجيل الذي لم يكن قد ولد بعد والأسطورة أحمد فرس يرفع بأديس أبابا قبل 48 سنة من الآن الكأس التي توصف على أنها «يتيمة الدهر».

لا أستبق، ولا أسابق الزمن ولا أعاكس الرياح الجافة التي تهب ساخنة من جنوب الصحراء، ولكنني أحدس ما يجب أن يحدث هناك في كوت ديفوار والفريق الوطني يصنف رغما عنه مرشحا فوق العادة للظفر باللقب الإفريقي، عطفا على حاضره الكروي المونديالي، وليس على تاريخه المضطرب مع الأميرة السمراء.
لا نستطيع، مهما فعلنا ومهما حاولنا، أن نخفي حاجتنا لهذه الكأس بل واستحقاقنا لهذا اللقب في هذه النسخة بالذات، لأن لنا جيلا يستحق بالفعل أن يخلف في التتويج باللقب جيل الأسطورة أحمد فرس، إلا أنني من باب التواضع وخضوعا لأحكام منافسة متوحشة ومتوغلة في صناعة الدهشة، أقول أن الفريق الوطني الذي بات يعرف بأي سهم سقطت الكثير من آماله وأحلامه في الكثير من نسخ هذا الكان المجنون، وبات يدرك من أين تؤكل الكتف، سيدخل السباق متواضعا ومحترما لأصل النهايات الجميلة والذي هو البدايات الواثقة، والفريق الوطني بحاجة لأن يرمي كل تركيزه على مباراة الأربعاء بسان بيدرو أمام منتخب تنزانيا، لأنها المباراة القفل، المباراة التي تفتح الشهية والمباراة التي تأتي بالإطمئنان، وليس هناك أقوى من أن ننال من هذه المباراة أمام منتخب الطايفا النقاط الثلاث.

هناك من سيقول مستفهما، وهل يجب أن نهاب منتخب تنزانيا الذي هزمناه شهر نونبر الماضي بمعقله بدار السلام، نحن من نراهن على التتويج باللقب؟
أقول نعم، يجب أن نحترس ونتوجس ونعتبر أن من سيقف أمامنا يوم الأربعاء، منتخب تعلم الشيء الكثير عند مواجهته لنا بدار السلام، وأكثر شيء تعلمه أن يجيد إغلاق المساحات وتعتيم الرؤية وكبح جماح الأسود، لذلك سيكون لزاما والفريق الوطني يستهل المشوار أمام منتخب من المستوى الرابع، احتكاما للتصنيف، أن يظهر ما بلزم من احترام للمنافس وأن يكون بالنجاعة المطلوبة هجوميا لكي يتخطى الدرج الأول في سلم المجد، وفي جيبه ثلاث نقاط ولاعبوه دخلوا الأجواء وتكيفوا مع كل الظروف.
هذا تحديدا ما سيطلبه وليد من أسوده، أن لا يخطئوا الطريق التي وضعها لهم ليمشوا واثقين في الأحراش الأولى، ولينجحوا في إنجاز المهمة الأولى، الفوز على منتخب الطايفا.

تنبيه هام

تؤكد «المنتخب» أنها تمنع منعا باتا استنساخ أو نقل أو نشر مواضيع أو صور منقولة من نسختها الورقية أو من موقعها الإلكتروني سواء بشكل كلي أو جزئي، أو ترجمتها إلى لغات أخرى بهدف نقلها إلى الجمهور عبر أي وسيلة من وسائل النشر الإلكترونية أو الورقية… وكل مخالف لذلك سيعرض نفسه للمتابعة أمام القضاء وفق القوانين الجاري بها العمل.

ADVERTISEMENTS
مواضيع ذات صلة
ADVERTISEMENTS