مجموعة الأسود كالبارود النائم
الثلاثاء 17 أكتوبر 2023 - 13:02تعقبت العديد من الآراء والإنطباعات وحتى الأحكام التي صدرت عن خبراء ومحللين، بخصوص التسمية التي تليق بالمجموعة الإفريقية السادسة التي وضع المغرب على رأسها، وقد أجمعت كلها على أنها مجموعة في المتناول، وأن الفريق الوطني من المفترض ألا يعاني كثيرا من أجل التأهل للدور ثمن النهائي متصدرا للمجموعة، على غرار ما فعله في النسخ الثلاث الأخيرة لكأس إفريقيا للأمم.
بالقطع، لا يمكن أن نتخيل الفريق الوطني لا ينجح في عبور دور المجموعات، وهو الذي يدخل الإستحقاق القاري في ثوب المرشح للفوز باللقب، برغم ما تحذرنا منه وقائع سابقة، أكدت أن ما نظنه، أو ما نتخيله أحيانا طريقا سيارا يعبر بنا للدور الموالي، يتحول لطريق ملتو كالأفعى، منعرجاته خطيرة ومسالكه وعرة، أقل خطإ يفضي إلى الإقصاء.
حدث ذلك معنا سنة 1978 في نسخة كأس إفريقيا الحادية عشرة، التي نظمتها غانا، نسخة دخلها الفريق الوطني مدافعا عن لقبه الوحيد الذي حققه عامين قبل ذلك بإثيوبيا، وكم كانت الخاتمة كارثية، وفريقنا الوطني يقصى من الدور الأول، فبعد تعادلنا مع نسور قرطاج بهدف لمثله، وفوزنا على الكونغو بهدف المرحوم اعسيلة، وجدنا أنفسنا في ثالث المباريات، نهزم أمام منتخب أوغندا المغمور بثلاثية نظيفة، من أهداف سجلت في مرمانا خلال الشوط الأول فقط.
غير هذا هناك العشرات من الأمثلة الدالة، على أن كرة القدم تضرب كالإعصار وتشعل في عز الفرح النار، وترفع من وقت لآخر الستار على نتائج لا تخطر أبدا على البال.
لذلك، لا أختلف مع الجميع في أن القرعة وضعت فريقنا الوطني في مجموعة ترشحه لكي يكون متصدرا لها، وفي أسوإ الأحوال أن يكون من بين المترشحين عنها للدور ثمن النهائي، على اعتبار أن النسخة الحالية، والتي سبقتها تؤهل للدور الموالي لدور المجموعات، المنتخبات المحتلة للمركزين الأول والثاني ولأفضل أربعة ثوالث في المجموعات الست، إلا أنني جازم من خلال ما كشفت عنه ودية كوت ديفوار الأخيرة، على أن لا شيء يهدى فوق طبق، ولا ترشح يمكن أن يأتي من دون معاناة، وأن الحذر واجب.
صحيح أننا حصلنا من منتخبات المستوى الثاني على أقل هذه المنتخبات شراسة، فلا كان منافسنا منتخب نيجيريا، ولا منتخب مالي ولا منتخب غانا، وإن كان فهود الكونغو الذين هزمناهم هنا برباعية في طريقنا للمونديال التاريخي بقطر، يعيشون مع مدربهم الفرنسي سيبستيان دوسابر المدرب السابق للوداد، ثورة نوعية، وعلينا أن ننتظر منهم وجها مغايرا للذي كانوا عليه قبل عام، وهو الشيء الذي ينطبق أيضا على منتخب زامبيا الذي رمم صفوفه بمجيء مدربه الجديد أفرام غرانت، والدال على هذه الصحوة، وديته أمام منتخب مصر التي خسرها بهدف بعد عرض قوي.
وإن كانت المنتخبات الثلاثة (الكونغو الديموقراطية، زامبيا وتنزانيا)، تعرف في قرارة نفسها، أن صدارة المجموعة السادسة تكاد تكون محجوزة للفريق الوطني، بقوة ما يملكه من ملكات فردية وجماعية، إلا أن هذا لا يجب أبدا أن ينومنا في العسل، ولا أن يجعلنا نستبق، فنفكر مع من سنلعب مباراة النهائي، ونحن بالكاد نضع الرجل الأولى في المسابقة.
لنختر ما شئنا من التسميات والتوصيفات لمجموعتنا السادسة، فكل شيء في المتخيل الجماعي مباح، لكن علينا أن نفهم، بأن النقاط والإنتصارات والزعامات وصدارة المجموعة ستؤخذ فوق أرضية ملعب لوران بوكو بمدينة سان بيدرو الإيفوارية، بالأداء والإقناع واحترام المنافس مهما صغرته أو حجمته الإحصائيات وأرقام الرهانات.