لائحة وليد.. ما الجديد؟
الأربعاء 06 شتنبر 2023 - 14:23أعرف جيدا أن لا لائحة لوليد الركراكي ستخلو من الجدل ومن سطوة السؤال، أكان سؤال مستفهما أم سؤالا إستنكاريا، فما خلا مشهد الفريق الوطني منذ عقود من الزمن من هذا الجدل، الذي يتقوى بحسب السياقات وبحسب فكر وفلسفة الناخب الوطني.
ولأن تحقيق الإجماع حول لائحة بعينها للفريق الوطني غاية لا تدرك ولا تنال، حتى وإن كان واضعها مدرب وناخب وطني حقق ما لم يكن أحد منا يخمنه أو يراه حتى في حلمه، بوصوله للدور نصف النهائي لكاس العالم، فإن اللائحة التي كشف عنها وليد في عيد ميلاده الأول على رأس الفريق الوطني، تحسبا لمباراة ليبيريا السبت القادم عن سادس وآخر جولات تصفيات كأس إفريقيا للأمم، وودية خيول بوركينا فاسو الثلاثاء الذي يليه بمدينة لنس الفرنسية، جلبت الكثير من الردود والتعليقات، بما فيها تلك التي ترمى على العواهن فلا تقيم منطقا ولا تحترم سيرورة، وقد بدأنا بقوة ما أتت به مواقع التواصل الاجتماعي نرها لها كما هائلا ممن يمتهنون كرها التحليل الرياضي.
يكون المنطلق الذي لا خلاف عليه، أن وليد الركراكي مسؤول عن لائحته وعن اختياراته، وإذا ما ساءلناه عن أسماء تبدو لنا في غير موقعها أو طالها الإقصاء، فعلنا ذلك إشباعا للفضول ليس إلا، فالرجل بمطلق الأحوال يختار لاعبيه باستحضار معايير متداولة بين الناخبين الوطنيين.
لابد من التأكيد على أن أي لائحة للفريق الوطني تحترم من منظور واضعها، الناخب الوطني بتشاور مع معاونيه، السياقات والأهداف، وهناك حرص كامل على أن تكون ناطقة بفلسفة وفكر المدرب والناخب الوطني، لأن غير ذلك سيكون بمثابة انتحار علني، ووليد كلما أهل موعد أو استحقاق دولي للفريق الوطني، وكان بحاجة لأن يضع قائمة للفريق الوطني، احترم في ذلك السيرورة التي تعني أن هناك استدامة لفريق العمل، وحضور بديهي لمن يشكلون النواة الصلبة، واحترم كل الرافعات الفنية التي منها جاهزية اللاعبين وتنافسيتهم وتجاوبهم الكامل مع فلسفة وفكر الناخب الوطني.
لذلك لم يكن غريبا ولا مستغربا أن يعتمد وليد في الغالب على أسوده الذين صنعوا ملحمة المونديال، وما زالت تحدوهم رغبة لمواصلة السفر للقبض على إنجازات أخرى، وفي طليعتها ومقدمتها حلم المنافسة على لقب كأس إفريقيا للأمم، ولا يكترث في ذلك بخروجهم من بطولات المستوى العالي أوروبيا، على غرار ما حدث مع العميد غانم سايس وحامي العرين ياسين بونو، وقد غادرا البطولتين التركية والإسبانية للحاق بالخليج العربي الذي يشهد هذا الموسم هجرة مكثفة للنجوم والأساطير نحو الجزيرة العربية.
ولأن لا أحد يستطيع أن يلغي عن المدرب والناخب الوطني إنسانيته، وهو يرتبط عاطفيا بعلاقة ثقة بعدد من الثوابت البشرية ولا يتجاوز في ذلك حدا أدنى من التنافسية، فإن وليد يرى في دعوة عدد من أسوده، ممن نختلف في قياس تنافسيتهم ومستويات التباري التي يقيدون بها، نوعا من التكريم الذي لا يتعارض مع قدرتهم على مزيد من العطاء، على أن تحضر المحددات الأخرى، ومنها الجاهزية التقنية والتنافسية والتطابق مع فكر وفلسفة وليد، في تشكيل أي لائحة، لذلك حتى لو اختلفنا بدرجات مع اختيارات بعينها واستبعادات بعينها، إلا أن اللائحة الجديدة للفريق الوطني، على غرار كل اللوائح التي أنجزها من أول يوم اعتلى فيه العارضة التقنية للفريق الوطني، قبل عام بالتمام والكمال، لائحة متوازنة ومنسجمة مع الأهداف ومحققة لقدر كاف من المنطق الذي يمنحها كما هائلا من الإجماع والإقناع، وهو ما يظهر بأن وليد يظل دائما في صلب الموضوع، اختياراته ومبرراته ومرافعاته بينها خيط ناظم، يقول بأن الرجل يعمل كما يفكر بمعزل عن أي تأثيرات خارجية، وكلنا يعرف كم الضغوط التي يقع تحتها أي ناخب وطني، عندما يكون بمقدور الملايين من المغاربة أن يضعوا اللوائح وفق أهوائهم.