ADVERTISEMENTS

بعض من دروس مباراة فرنسا

المنتخب: بدر الدين الإدريسي - عدسة: الأشعري الأربعاء 09 غشت 2023 - 19:12

وقد غدا لكل المنتخبات الأخرى كتابا مفتوحا وفريقا محمولا على الجدية في التعامل، خوفا من لدغاته القوية، بعد الذي فعله بالكوريات الجنوبيات وبعدهن بالكولومبيات، عامل المنتخب النسوي الفرنسي نظيره المغربي بما يلزم من شراسة وتركيز وانضباط لا يفتر، لذلك جاءت مباراة الدور ثمن النهائي لكأس العالم ثقيلة على لاعبات الفريق الوطني، قوية تحدياتها وكبيرة فوارقها، فما كان يجب أن نطلب منهن شيئا أكبر بكثير من طاقتهن وهن يلعبن رابع مباراة لهن بمونديال، توقع الكثيرون أن يخرجن من دوره الأول متذيلات لمجموعتهن الثامنة.
كان هناك بون شاسع في الممكنات والخامات والثقافة التكتيكية، وزاد على ذلك أن هيرفي رونار العارف بالعقلية المتحدية للمغربيات، أمر لاعباته بمناقشة كافة التفاصيل وتضييق الخناق على لبؤات الأطلس، فلا يتركن لهن مجالا لكي يتنفسن، لكي يشهرن سلاح المفاجأة.
وأبدا لم تتمكن اللبؤات برغم الإرادة والطموح والرغبة الجامحة في مواصلة الإبهار المونديالي، من إخراج مخالبهن لتمزيق فرو المنتخب الفرنسي الذي كان للأمانة عظمه ناشفا.
طبعا ما خسر الفريق الوطني هذا الثمن النهائي التاريخي برباعية، إلا لأنه ارتكب أخطاء هي من جنس حداثته بالمستويات العالية، ولأن لاعباته أجبرن تحت الضغط الرهيب للاعبات الفرنسية على ارتكاب كل تلك الأخطاء القاتلة التي اقترفنها من نسرين الشاذ إلى نهيلة وصولا على أيت الحاج، حتى لا أسرد إلا هؤلاء. 
ولم تكن كل الأخطاء المرتكبة والتي صورت للإعلام الفرنسي أن منتخبه كان في شبه نزهة، هي من جنس دفاعي، ترتبط فقط بلاعبات خط الدفاع، بل بكل اللاعبات بلا استثناء، فعندما يتكسر مشروع هجمة واعدة للمنتخب المغربي بسبب خطأ في التمرير أو في قراءة نوايا الخصم أو حتى في ضبط الكرات، فإن ذلك في عرف كرة القدم الحديثة يتحول إلى عقاب فوري من قبل المنافس، ولو عدنا للأهداف التي سجلت على لبؤات الأطلس في مباراة ألمانيا ومباراة فرنسا، لوجدناها نتاجا لأخطاء في التغطية أو المراقبة أو بناء العمق الدفاعي، ولكنها أخطاء ولدت في الأصل لفشل التحول الهجومي عند لاعباتنا وإضاعتهن لكرات في مواقع عالية الحساسية، والغريب أن هذه الأخطاء في تنزيل الفكر التكتيكي للمدرب لم ترتكب بذاك الكم الغريب في مباراتي كوريا الجنوبية وكولومبيا، اللتين نجح خلالهما الفريق الوطني في الحفاظ على عذرية الشباك.
ما كان فاصلا بحسب تقديري، في توجيه المباراة لتكون فرنسية المضمون والشكل، هو الرسوخ التكتيكي الجماعي وقبله الإتقان التقني الفردي، وتلك خاصيات بل دعامات أساسية لمنظومة اللعب الحديثة، التي لا يلام منتخبنا الوطني، حديث العهد بالعالمية على عدم توفره عليها،لأنها، أي تلك الخاصيات، ستكون أساسا لمنظومة التكوين التي يجب نشرها على كل الأندية النسوية.
بالطبع لا تهز الخسارة من فرنسا، شعرة واحدة من رؤوسنا، ولا حتى ذرة واحدة من ثقتنا بلبؤات الأطلس، فنحن بهن فخورون ولهن شاكرون وفيهن واثقون لصناعة أمجاد قادمة بحول الله لكرة القدم الوطنية.

 

تنبيه هام

تؤكد «المنتخب» أنها تمنع منعا باتا استنساخ أو نقل أو نشر مواضيع أو صور منقولة من نسختها الورقية أو من موقعها الإلكتروني سواء بشكل كلي أو جزئي، أو ترجمتها إلى لغات أخرى بهدف نقلها إلى الجمهور عبر أي وسيلة من وسائل النشر الإلكترونية أو الورقية… وكل مخالف لذلك سيعرض نفسه للمتابعة أمام القضاء وفق القوانين الجاري بها العمل.

ADVERTISEMENTS
مواضيع ذات صلة
ADVERTISEMENTS