بدر الدين الإدريسي: إنجازتنا الرياضية ثمرة لرؤية ملكية متبصرة
الخميس 27 يوليوز 2023 - 21:36بثت القناة الأولى، أمس الأربعاء، برنامجا خاصا في إطار برامجها المواكبة لإحتفالات الشعب المغربي بالذكرى 24 لإعتلاء صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله عرش أسلافه الميامين، والتي تندرج تحت محور "عيد العرش المجيد، مملكة الإنجازات، العطاءات والتحديات"، قدمه الزميل محمد أمين النوري وإستضاف الزميل بدر الدين الإدريسي رئيس تحرير "المنتخب" والمحلل الرياضي المهدي كسوة، وتناول البرنامج أهم الإنجازات الرياضية التي تحققت ومكنت المغرب من أن يعتلي المشهد العالمي.
وعن الرسالة الملكية السامية الموجهة للمناظرة الوطنية حول الرياضة باعتبارها إطارا مرجعيا لوضع خارطة الطريق والوصول إلى هذه النتائج المبهرة، قال الزميل بدر الدين الإدريسي: "لقد ساهمت هذه الرسالة بشكل عمودي وأفقي في زعزعة وخلخلة المشهد الرياضي الوطني ووضعتنا أمام خارطة طريق واضحة المعالم، لأنه عندما تريد أن تضع إستراتيجية لتطوير وتنمية الرياضة كفاعل أساسي داخل منظومة التنميةالشاملة (الفاعل الإقتصادي، الإجتماعي، والوطني أيضا) عندما تريد أن تنهض الرياضة بأدوارها لابد أن يؤسس ذلك على قراءة عميقة ووضع الأصيع على مواقع الخلل ومعرفة مكامن الضعف في عملية الإنتاج الرياضي، هذا الأمر صعب جدا، وأعتقد أن الرسالة الملكية كانت خلاقة في وضع الأصبع على مكامن الجرح، آنذاك كنا نتحدث عن جرح رياضي في سنة 2008 ونحن نعود بخفي حنين من الألعاب الأولمبية ببكين، لذلك كانت القراءة عميقة ونقدية ومسؤولة، إنبتقت عنها رؤية لتجاوز الخلل وكل الأعطاب، وهذه الرؤية إستندت على إستراتيجية تقوم على رافعة أساسية، من دونها لا يمكن أبدا أن تطور الرياضة محليا ودوليا، وأن تجعل من الرياضة رافعة من رافعات التنمية المستدامة، لذلك وضع صاحب الجلالة هذه الرافعات، منها التمويل الرياضي، البنى التحتية والتكوين، ونقل الممارسة الرياضية للإحتراف، كل هذه الأشياء أستهدفت في عملية البناء العميقة جدا، وبقينا لسنوات ننتظر متى ستخصب هذه الرؤية، قد نكون تأخرنا وعاتبنا أنفسنا قبل أن تنضج الغلة ويكون الحصاد الوافر، واليوم بدأنا في جني هذا الحصاد الجميل نسبيا".
وعن إحداث أكاديمية محمد السادس لكرة القدم والدور الذي لعبته في إنتاج وصناعة لاعبين من المستوى العالي يضيف الزميل بدر الدين الإدريسي: "إحتكاما إلى العمل القاعدي، وأيضا إلى العمل الإحترافي، فإنك تؤسس لأفضل شكل ممكن لبلورة ملكات وإبداعات المواهب الرياضية، يضاف إلى ذلك تكوين الأطر من ذوي المستوى العالي، إذ لا يمكن أن تبني الملاعب الجيدة والمرافق الجميلة من دون أن يكون لك مؤطرون ومكونون من المستوى العالي لتكون لاعبين من الطراز الرفيع، وفي اعتقادي أن أكاديمية محمد السادس، وضعت لنا فاصلا حقيقيا ما بين كرة القدم القاعدية وكرة القدم المستوى العالي، وكل من يأتي زائرا أكاديمية محمد السادس لكرة القدم سيشاهد صرحا رياضيا لا يوجد مثيله سوى في أوروبا، وشخصيا كانت لي الفرصة لأجوب كثير من الدول الأوروبية وأتنقل بين الكثير من الأكاديميات ذات الشهرة العالمية، لكن ما وجدته في أكاديمية محمد السادس لكرة القدم يؤكد بأن الرؤية كانت مستنيرة ومتبصرة وعلى أن القواعد والسمات الإحترافية حضرت في بناء هذا الصرح الرياضي، الذي يميزنا كشعب يعشق الرياضة، ووعه عرفنا ما هي المفاتيح الحقيقة لفتح الأبواب نحو العالمية، إن الأكاديمية ساهمت وتساهم في إنقاذ أجيال كانت تهدر بطريقة بشعة".
وأضاف الزميل بدر الدين الإدريسي بأن أكاديمية محمد السادس تمثل اليوم الأنموذج الذي يجب إتباعه وإستنساخه، لأنها ممول حقيقي لكرة القدم الوطنية، إن تحدثنا عن اللاعبين الذين يؤتثون الأندية الوطنية وهم بالعشرات، وهناك لاعبون برزوا وإستكملوا تكوينهم بأوروبا على غرار عز الدين أوناحي، نايف أكرد، يوسف النصيري، ثم تيرغالين الذي تألق مع المنتخب الوطني لأقل من 23 سنة، والمتوج بلقب كأس إفريقيا، لذلك يضيف الزميل بدر الدين الإدريسي بأن أكاديمية محمد السادس لعبت دورها الكامل في إشاعة مفهوم جديد لتكوين اللاعبين، كما أشار إلى الدور الكبير الذي لعبته الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم في تكوين المكونين، وأيضا في إطلاق مراكز التكوين على المستوى الجهوي وقد إستلهمت ذلك من أكاديمية محمد السادس، مثال مركز السعيدية وهي في طريقها لإطلاق مركز بني ملال، ومركز بالعيون وآخر بالمناطق الجنوبية، ودعا بالمناسبة الأندية الوطنية أن تستلهم التجربة لتكون لها مراكز من المستوى العالي.
وعن مظاهر الأفراح التي عاشها الشعب المغربي أثناء ملحمة كأس العالم بقطر وخروج صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله للإحتفال مع شعبه الوفي، يقول الزميل بدر الدين الإدريسي: "صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله كأي قائد مستنير وكأي قائد متبصر يعرف جيدا أن هناك تعبيرات كثيرة يمكن أن نعبر من خلالها كمغاربة عن إبداعنا وموروثنا الفكري والإجتماعي لدول العالم، وعندما تكون الرياضة قادرة على أن تصدر تلك الصورة التي أبدعها المغاربة خلال كأس العالم، يمكن أن تستثمر الملايين وأنت في راحة بال، إن صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله عندما أدرك بأن هذا المنتخب الرائع صنع السعادة لشعبه، خرج ليقول لهؤلاء الأبطال أنا أيضا سعيد بما أنجزتم وأعتقد بأن هذه العلاقة الوجدانية القائمة بين قائد وشعب وبين قائد وأبطال وبين قائد ومختلف سفرائه الرياضيين يشعرهم دائما بالرغبة في العطاء".
ولكون المملكة المغربية اليوم تدخل مجددا رهان الترشح لتنظيم كأس العالم 2030 مع إسبانيا والبرتغال ولها أفضلية كبيرة يقول الزميل بدر الدين الإدريسي: "أنا أتصور بأننا اليوم أمام ملف يمثل ثورة على النمطية في بناء الملفات التي تتقدم لتنظيم كأس العالم، لأن هذا الملف جديده هو أنه يحمل ثلاث دول من قارتين، ما يعني قدرة كرة القدم على توحيد القارات، لأنه في النهاية عائلة كرة القدم هي عائلة واحدة، والوصول لهذه النقطة هو وصول لمشروع كيير، لأن أحلام صاحب الجلالةأحلام كثيرة، ما يريده صاحب الجلالة لشعبه أكبر بكثير من هذا الذي نعيشه، وإذا منحنا شرف تنظيم كأس العالم فإن المغرب سيكسب ما لا يقل عن 20 سنة من التنمية الشاملة".