صحافة مصر العاقلة: بالفعل حمى النهائي انتقلت للدار البيضاء
الثلاثاء 06 يونيو 2023 - 14:24يظل الزميل الإعلامي حسن المستكاوي، من الأصوات الإعلامية العاقلة بمصر، حيث تحضر الموضوعية في تحليلاته، وقد انطلق في بناء رأيه الذي يصدر له في صحيفة "الإنحاد" المصرية، من العنوان العريض الذي صدر عن "المنتخب" والذي يقول: "حمى نهائي إفريقيا تنتقل للدار البيضاء".
وجاء في زاوية الرميل حسن المستكاوي "هذا الأسبوع" في صحيفة "الإتحاد":
حمى نهائي إفريقيا تنتقل للدار البيضاء، كان ذلك هو مضمون جريدة المنتخب المغربية، أشهر الصحف الرياضية، بعد انتهاء مباراة ذهاب نهائي عصبة أبطال أفريقيا بالقاهرة، بفوز الأهلي بهدفين مقابل هدف قاتل أحرزه سيف الدين بوهرة في الدقيقة 86، وكان ذلك وقتاً قاتلاً لم يسمح بمعالجة النتيجة من جانب الأهلي الذى كان تقدم بهدفين.
تفوق الأهلي في الشوط الأول من ناحية السيطرة والمبادرة وامتلاك الكرة بنسبة اقتربت من 82% مقابل 18% للوداد، وكان ذلك متوقعاً ومفهوماً، ومشروعاً من جانب حامل اللقب، فتلك طبيعة فرق الشمال الأفريقي بما فيها الفرق المصرية حين تلعب خارج أرضها.
النظرة الأعمق لا بد أن تقف عند أداء الوداد في الشوط الثاني، فالفريق المغربي فور اهتزاز شباكه في الدقيقة الرابعة من الوقت المحتسب بدل الضائع، أخذ يتحرك للهجوم من دون انتظار ولم يسعفه الوقت، وانتظر إلى الشوط الثاني الذى شهد تفوقاً خططياً وتكتيكاً من الوداد، بعد أن فقد الأهلي تنظيمه الدفاعي وتنظيمه الذهني، وسط أجواء حماسية وصلت للذروة مساء الأحد وكانت تطالب بتحقيق فوز كبير يضمن إحراز لقبه الحادي عشر يوم الحادي عشر من يونيو.
ومع فقدان التركيز الذهني والخططي، سيطر الوداد على وسط الملعب، وأخرج شخصيته الهجومية على الرغم من تقدم الأهلي بالهدف الثاني في الدقيقة 59، وهنا غابت قيادة الأهلي في الملعب، وغابت أيضاً تلك القيادة خارج الملعب، ولا أعرف حقاً هل أخذ مارسيل كولر في مخاطبة لاعبيه وتوجيههم وإيقاظهم من حالة فقدان التركيز أم أنه أصيب بدهشة ولم يتكلم.؟ لا أعرف حقاً، لكنني أعرف ما شاهدته، بعيداً عن العواطف والمشاعر التي تحكم الإعلام والإعلاميين في بعض الأحيان!
كنت وما زلت أرى أن وظيفة الإعلام هي إعلام الرأي العام بما يراه أهل الخبرة، ومن مظاهر الخلل في ذلك الأمر تلك المناقشة المحتدة باستوديو تحليل مباراة الذهاب حول أداء الحكم الليبي معتز إبراهيم، صاحب الـ33 عاماً، فقد ظهر أن في الغرفة فريقين، فريق ظلمه الحكم وفريق آخر ظلمه الحكم أيضاً، والواقع أن الكاف ظلمنا جميعاً، فالحكم أقل من مستوى المباراة، وجزء مهم من تقييم مستوى أداء حكم شخصيته، وقد تهاون أمام احتجاجات لاعبي الفريقين، وتهاون في احتساب ركلات جزاء.
وكي أكون واضحاً كان يمكن للأهلي أن يضيف هدفاً ثالثاً لو سيطر على تركيزه ولم ينفلت تكتيكياً في الملعب أمام فريق يملك خبرات ويملك النجوم ويملك مدرباً قديراً. إن فرق الشمال الأفريقي لها فلسفة لعب لم تتغير منذ نصف قرن تقريباً، بما فيها الفرق المصرية، وهي فلسفة تقوم على الدفاع خارج الأرض، وخنق اللعب والمساحات، وهو ما يجعل مباريات الشمال صعبة، وساخنة، وملتهبة، ويكفي مراجعة المرات الـ 17 السابقة التي التقى فيها فريقان عربيان في نهائي المسابقة القارية..
** «حمى نهائي أفريقيا انتقلت فعلاً إلى الدار البيضاء».