ADVERTISEMENTS

روح الأبطال يا وداد

المنتخب: بدر الدين الإدريسي الجمعة 19 ماي 2023 - 12:19
بدرالدين الإدريسي - كلمات/أشياء

هل من الصعب علينا أن نعثر للوداد الرياضي خلال مواجهته هذا السبت ببريتوريا، لماميلودي صن داونز عن نسخته الأفضل، التي شاهدناها الموسم الماضي مع الرائع وليد الركراكي، النسخة التي بها توج الوداد بطلا لإفريقيا وبطلا للمغرب؟
لئن بدا السؤال غريبا للبعض، على اعتبار أن النسخة الأفضل والأجود للوداد لها أحكامها وشروطها وسياقاتها وحتى رجالاتها، إلا أنه عند مواجهة ماميلودي هذا السبت للوداد في إياب نصف نهائي عصبة الأبطال، يحتاج بطل إفريقيا إلى ما يقربه من نسخته تلك، لطالما أن ترويض ماميلودي بميدانه وأمام جماهيره، ومن منظور ما كشفت عنه في جولة الذهاب هنا بالدار البيضاء، يحتاج بالفعل إلى وداد مُلْهَم وجريء ولا يهاب ركوب البحر خشية الغرق.
وجدت الكثيرين، ممن ينشطون في مواقع التواصل الإجتماعي، تحت مسميات كثيرة، يرسلون خطابا سلبيا محشوا بكثير من صيغ اليأس، بل منهم من تجرأ على اللاعبين بالقول أن صلاحيتهم باتت منتهية، وهناك فرق بين أن نقول بأن لاعبي الوداد لا يقدمون النسخة الأصلية من إبداعهم، والقول بأنهم إنتهوا ووجب فتح أبواب الخروج لهم.
بالتأكيد، ليس هذا وقت إصدار أحكام قيمة بهذه الشحنات السلبية، ولا حق لأحد أن يقرر في مصير وداد بهؤلاء اللاعبين ما زال يقاتل على أربع جبهات، وبرغم تعادله السلبي هنا بالدار البيضاء أمام ماميلودي صن داونز، إلا أنه ما زال حيا يرزق، ولعله دخل مرحلة حاسمة في مسير موسم شاق، ويحتاج فيه اللاعبون إلى من يرسل لهم الطاقة الإيجابية، لا من يغمم سماء السفر بسحب الشك واليأس.
وجب علينا، كلما هممنا بتحليل أداء لاعبي الوداد، أن نستحضر الكثير من شروط التخفيف، حتى إن لاحظنا نزولا حادا في أدائهم الفردي، فهؤلاء يحكمون القبضة على لقب الأبطال وعلى لقب البطولة، وهؤلاء يصلون المواسم ببعضها ولا يلتقطون حتى أنفاسهم، وهؤلاء دخلوا هذا الموسم تحديدا من دون أن يكون لهم برنامج تحضيري كامل الأوصاف، وهؤلاء أخيرا، فرضت عليهم اختيارات رئيسهم سعيد الناصيري أن يتعاملوا مع أربعة مدربين، بعقليات مختلفة وبفكر تكتيكي مختلف وبمستويات تعامل وتدريب مختلفة، بل ومتباعدة، فكيف لا تضيع منا النسخة الأفضل والأجود للوداد؟
تلك كانت جملة عرضية، ما كنت أفضل لأعرضها في هذه الزاوية، ولكن فرضها هذا التلغيم لأجواء فريق يقبل على مباراة مفصلية، يفترض أن يكون فيها سليما ومعافى ذهنيا، وواثقا من قدرته على أن يعود متأهلا للنهائي الإفريقي الرابع في تاريخه والثاني تواليا.
فهل نثق في قدرة الوداد على العودة من بريتوريا بهذا التأهل التاريخي؟
بالطبع نعم، أولا لأن التعادل من دون أهداف، حتى وإن لم يعط للوداد سبقا إستراتيجيا، إلا أنه لا ينال أبدا من حظوظه، بل إن الضغط النفسي الذي وقع عليه في مباراة الذهاب، سينتقل بالكامل للاعبي ماميلودي صن داونز، والضغط هنا يتمثل في تخيل سيناريوهات مزعجة، كأن ينجح الوداد في افتتاح التسجيل، وذاك أمر مربك بالفعل لصن داونز.
وثانيا لأن الوداد في مقارعته لكبار القارة الإفريقية، وفي سياقات تنافسية قوية، يظهر روح الأبطال التي تلازمه منذ ثمان سنوات وهو يتردد على الأدوار المتقدمة للتشامبيونز ليغ، وثالثا لأن مباراة بريتوريا تلعب هذا السبت على أنقاض نتيجة مفخخة لمواجهة الذهاب.
شخصيا أثق في قدرة الوداد برغم الشرخ الموجود في الأداء الجماعي، وبالرغم من المتانة التي تعتري أداء ماميلودي صن داونز، على إنجاز المهمة، ولا نملك نحن إلا أن نسأل للاعبين التوفيق.

 

تنبيه هام

تؤكد «المنتخب» أنها تمنع منعا باتا استنساخ أو نقل أو نشر مواضيع أو صور منقولة من نسختها الورقية أو من موقعها الإلكتروني سواء بشكل كلي أو جزئي، أو ترجمتها إلى لغات أخرى بهدف نقلها إلى الجمهور عبر أي وسيلة من وسائل النشر الإلكترونية أو الورقية… وكل مخالف لذلك سيعرض نفسه للمتابعة أمام القضاء وفق القوانين الجاري بها العمل.

ADVERTISEMENTS
مواضيع ذات صلة
ADVERTISEMENTS