لماذا جرحتنا يا وحيد؟

إن كان لك بريق رجولة يا وحيد، لا تكذب على المغاربة ، وقل الحقيقة لماذا جرحت كبرياءنا أمام مصر، وكل الطرق كانت أمامك لصنع تاريخك وتاريخ المغاربة مع هذا الجيل الرائع وإن تراكمت ضمنه بعض من الإختيارات الجوفاء. لا يهمنا أن تستقيل، ولكن نريد معرفة سياق الحرقة التي غلغلت كل الحناجر، ولماذا وضعت نفسك في وحل الديكتاتورية وأطلعتنا بفريق مقيد ومكبل بتعليمات صارمة قزمت كل النجوم وكشفت أسودا خائفة من جبلها الأطلسي وهو يتهاوى بتدمير منهجي لفلسفتك الشاردة ؟ 
بالنار والدخان، كنا نشاهد فضاعتك ونرمي النعال على وجهك في التلفاز لأنك خنت تفكيرك، وقتلت روحك وأنت الذي فزت على المالاوي بـ«قرطاس حكيمي» واتجهت إلى الجمهور هناك بالكامرون لتفك عزلتك وتخرج من جحرك وتصفق لإنجازك المثير وكأنك فزت باللقب، بينما صفقت لأنك تعتبر وصولك إلى الربع انجازا، لكنه في برتوكول الإتفاق مع الجامعة هو الوصول إلى نصف النهائي كأقل نقطة. وهذه نقطة من سيئاتك التي تحسب لك على أنك رجل متعنت والنتائج رافقتك، لكن عندما وصلت إلى الحقيقة، خارت قواك الفكرية ونزلت الى حضيض الناخبين لمجرد لعب المباراة مع محمد صلاح فقط وليس مع منتخب مصر. 
الغريب في الأمر أن تصريحاتك رامت إلى خلق خطة لإيقاف صلاح وليس إيقاف مصر كلها، ولكن صلاح رد عليك بهدف وصناعة هدف، والبقية أن مصر استهزأت منك لأنك فشلت في قراءتها، وهي التي نجحت في قراءتك المفضوحة. ألا تعتبر ذلك خدشا لفلسفتك الكلاسيكية ولتاريخك الذي لا يتعامل مع كرة اليوم لأنك ولو كنت لاعبا بأمس القرن الماضي، فلم تجتهد في التعامل مع كرة اليوم ومع الذهاء والحيل. كل شيء توفر لك ما لم تحلم به حتى مع منتخب الجزائر أو اليابان التي دربتهما، وأرضية المال والجاه وأرقى معسكرات العالم وجدتها في معسكر محمد السادس وضعت رهن إشارتك، ولكن تأتي غلطة العمر لتقتل هذه الأهرام المالية والنموذجية للتحضيرات لتفجرها في مباراة قفل لم تقرأها على الإطلاق كفرصة العبور القتالي، أعطتك الدرس على أن كل المواجهات التي لعبتها مع الأسود منذ قدومك لا تساوي مباراة مصر. ترى كيف ستجيب على هذا السؤال ؟ 
وإن كنت ديكتاتوريا في وقفتك دون حجي في المساعدة، ولو أنه في نظري لم يعط الإضافة على الإطلاق منذ توليه المساعدة التقنية مع المدربين السابقين، فلم تنجح في تفاعلك، لكون مدرب مصر على الرغم من خروجه عن السياقات التقنية في بداية النهائيات، أوقفوه بالصرامة على أن يتفاعل مع وائل جمعة استشاريا، ونجحت المهمة، بينما وحيد ظل وحيدا لأنه لا أفادنا بشيء ولا أفاد حتى نفسه في المواقف الحرجة، وإلا لماذا لا ينتفض حجي لتقديم أي إستشارة تقنية ؟ وهل فعلا انتفض ؟ أو يظل حجي خجولا في تطويع مهامه ويظل يأكل خبزه بهدوء ولا صداع ليبقى مستقرا في منصبه ويرحل الناخبون الرسميون.  
وإن كنت ديكتاتوريا في قراراتك، فهزيمتك وضعتك في حجمك وأنزلتك على الأرض مثلما التقطتك عدسات الكامرات لرؤية المشهد الساقط من برجك الإختياري والإنهزامي للقاء كان في المتناول مقروءا، وهدمته بالأرهاب النفسي على اللاعبين، وجعل صلاح غولا يأكل الكل، بينما الواقع أنه أكلك وأكل عقلك، وقتلت المنظومة الهجومية إلى منظومة الخوف وجعل الأسود تخاف من هيبتها. ألا تجيبنا عن هذا السؤال ؟ بالفعل لن تجيب لأنك عنيد ولا تريد مستشارا أقوى منك، والحال أن الإستشارة غير موجودة على درجة عالية من النبهاء في المرفق التقني. لماذا أدخلت الحدادي أصلا، ونومت ريان مايي ؟ لماذا أدخلت برقوق المثلج في الصندوق لنجد أنفسنا أمام فريق وطني معاق ويلعب بتسعة لاعبين ؟ لماذا قيدت الأسود بالصرامة الدفاعية ليسجل عليك هدفين من نزواتك ؟ لماذا أخرجت بوفال أصلا في توقيت غير ملائم ؟ ولماذا لم تقرأ دخول حارس مصر الثالث تحت الرهبة دون أن تسدد عليه ؟ اليس هذه نقط جزئية يراها الجمهور على بينة من الواقع، ولكن في منظورك، هي نقط حشو؟ ولماذا لم تفعل الأسلوب الهجومي كما ساد في المباريات السابقة قبل أن تنام مغناطيسيا في وحل ما حذرك منه المصريون.
حقا كم أنت ناخب فاشل لا تعرف الزهو إلا أمام المنتخبات السهلة، لكنك تسقط في الإختبار الكبير. وربما كنت لاعبا بنفس هذا الخوف الخبيث. ولن تصلح مطلقا لمباراة الكونغو الديموقراطية، وحاجتنا أيضا إلى تغيير الإستشارة مكان مصطفى حجي. هذا هو عين الصواب.