خاليلودزيتش في حوار حصري ل"المنتخب": يغضبني موضوع زياش !

موقفي من بانون واضح ومايي ناديت عليه لأنني مقتنع له

خارج طقوس الندوات الصحفية التي يطغى عليها التعويم وحتى العموميات، حاصرت "المنتخب" كما هي عدتها المدرب والناخب الوطني خاليلودزيتش، في حوار الحصرية فيه أنه طرح وبألحاح كبير الأسئلة التي يتناقلها الرأي العام.
في جزءين، سنقدم لكم خلاصة هذا الحوار، علما أن أجري مع وحيد قبل أن يرد علينا خبر رفض الزلزولي حمل القميص الوطني، لنتابع:

• المنتخب: الإنطلاقة هي من اللائحة التي اخترتها للمشاركة في الكان، جرت العادة أنه في مثل هذه المسابقات يكثر الجدل بشأن بعض الإختيارات، لذلك أنا هنا لأسألك ما درجة تقييمك وارتياحك، بل اقتناعك بمن اخترتهم؟
وحيد خاليلودزيش: إسمع، على مستوى العالم في الكرة كما في غيرها، لا يوجد إجماع، كما يستحيل أن تكون هناك درجة من الكمال، لذلك طبيعي جدا أن يقتنع البعض باللائحة كما قد لا تروق لآخرين..
لكن الإختلاف هو في معايير وخلفيات الإختيار، ممكن أن أقبل بالنقاش حول بعض الأسماء ومقارنتها بأخرى تتقاسم معها نفس المركز، لكن ما لا أقبله ولا أستسيغه هو أن يجرني أحد للنقاش بشأن عناصر غير موجودة نتيجة لقناعات ومواقف ثابتة لا تقبل المزايدات ولا التنازل وخاصة المساومات. 
لذلك قلت في معرض تقديم اللائحة أمرين: «إنها موضوعية وتلبي الأهداف»، موضوعية لأنني دققت فيها كثيرا قبل الفرز، وهي تلبي الأهداف لأني أنا من سهر على هذا البيت وأعلم من يصلح ومن لا يصلح ليركب معي قطار الكان، دون أن يكون نشازا أو قطعة عذاب أو عنصر اهتزاز يفضي لحادث سير لا نرجوه.

• المنتخب: السيد وحيد، أنت هنا تستفزني نوعا ما حين تقول أنها موضوعية، وحين تلمح للحديث عن استبعاد أو غيابات نتيجة لمواقف أعتقد أنها واضحة تهم الجوانب الإنضباطية، لذلك أسألك هل تواجد 16 لاعبا سيكتشفون الكان وتضاريسه الوعرة لأول مرة، هو أمر موضوعي في تقديرك الشخصي؟
وحيد خاليلوزيش: تمهل سيدي، قد يكون ما تعرض له صحيحا بشأن ضعف الخبرة والتجربة لكل هذا العدد من اللاعبين كما ذكرت، لكن عليك وعلى من يشاطرك نفس الأفكار، أن يستحضر بأنني لما وصلت لتدريب هذا المنتخب، فقد أحدثت بداخله ثورة تغيير.
لقد وصلت واصطدمت بقرارات همت نهاية الخدمة بالنسبة للاعبين مؤثرين رافقوا المنتخب المغربي لسنوات طوال، ولن أعرض للأسماء، لأنكم تعرفونهم، وموازاة مع هذا، كان لزاما أن أقوم بالتصفية بل بالثورة والتمهيد لبناء منتخب جديد هو اليوم الأصغر سنا إفريقيا، ولا يصل معدل أعمار لاعبيه 25 سنة وصالح لعشر سنوات قادمة، أي 5 نسخ للكان ونسختين للمونديال، لذلك لست مضطربا لهذا العامل ولست متوجسا، فمع هذه الوجوه قطعنا مشوارا رائعا في تصفيات المونديال، وجميعهم أقنعوني أنهم يكبرون بمرور الوقت وينضجون بتوالي المباريات وفي الكان سينضجون أكثر.

• المنتخب: (مقاطعا) لكن السيد وحيد، موازاة مع هذا العائق الذي لا يثير قلقك، هناك عدد من اللاعبين الذين يفتقدون للتنافسية ولم يلعبوا كثيرا مؤخرا، أنا أعرض لك العكوش وماسينا مع عمران لوزا ثم أمرابط وبرقوق وأملاح لغاية النصيري، لو أضفنا مركب ضعف الخبرة لإشكال ضعف التنافسية، ألا يثير هذا بالفعل تخوفا لديك؟
وحيد خاليلودزيش: ما تقوله صحيح أيضا، لكني أملك لهذا المركب كما تصفه حلا ودواء، تلومونني على استدعاء لاعبين بلا تنافسية، كما سيحضر الكان عدد هائل بلا خبرة، لكننا في المعسكرات نعوض هذا الخصاص، وما تواجد هازار المصاب دائما مع منتخب بلجيكا سوى رد بليغ، لأنني مع هذه المجموعة أحتاج أدرينالين بعضهم للألفة التي نسجوها بالمعسكرات وانصياعهم لفلسفتي، وهذا يعوض كافة جوانب الخصاص والتنافسية التي سنتداركها بالمعسكر الذي يسبق ضربة الإنطلاقة.

• المنتخب: (مرة أخرى نقاطعه بأدب) لكن حضور هازار مع منتخب بلجيكا، ليس هو سبب صدارته تصنيف الفيفا، هناك كورطوا ودي براون ولوكاكو ولا يمثل مرجعا كي تعتمده مع عناصر لا هي بهازار ولا هي تلعب لريال مدريد مثلا؟
وحيد خاليلودزيش: أعتقد أنك لم تصغ لما قلته لك واكتفيت بسماع إيدين هازار، ولم تنتبه لكلمة أدرينالين والألفة والأجواء التي يخلفها حضور عناصر مثلهم في المعسكرات، وإن كانت مصابة لكنها ذات تأثير طيب علي المجموعة.
العكوش الذي تحدثت عنه، لن يلعب هذا مؤكد ما لم يصب حكيمي أو يتغيب أشرف وهذا ما لا نحبذه، ماسينا كان بتنافسية مطلقة وغيابه كانت نتيجة للإصابة، برقوق تحدثتم مرارا خلال التصفيات عن نفس المعطى، تنافسيته، وكان مميزا معنا ولم يظهر أنه كان متأثرا بعدم اللعب بالبوندسليغا.. بالنسبة للنصيري بدوره غاب عن إشبيلية لذات السبب وفور تعافيه أقحم في الأجواء، وشخصيا مستحيل أن أدير ظهري لخامس هداف في الليغا الموسم المنصرم، ولطالما عبرت عن موقفي من هذا اللاعب وأهميته معنا لصغر سنة وأمور أخرى أنا أدرى بها.

• المنتخب: لنرفع إيقاع الحوار وحرارته قليلا، فقد مهدت سابقا أنك لا تقبل بالحديث عن الغائبين لأسباب انضباطية، لكن دعني أقول لك أنه من حقي ومن حق الرأي العام أن يطلع على الحقيقة كاملة ولو أغضبك ذلك، بل لنضع نقطة نهاية لهذا الملف وبعدها ندعم المجموعة الحالية، أظنك فهمت قصدي وهو استبعاد زياش ومزراوي، ما الذي جعلك تكون بهذه الحدة في تجاهل اللاعبين؟
وحيد خاليلودزيش: غريب هذا الذي يحدث، فأنا مهدت لك، في بداية الحوار، بأنه يغضبني بل يحزنني كثرة سعيكم جميعا خلف هذين اللاعبين، قلت لكم شفهيا مرارا سبب عدم تواجدهما، لم تصدقوا على ما أعتقد، حين قلت مرارا أن صفحتهما طويت ولا مجال لأي مناورة تهم حضورهما.
أخبرتكم أني كنت مستعدا لتحديد موقفي منهما بخط اليد، والآن أكرر على أسماعك ما لم يقتنع به غيرك، وهو أنه لا مكان لهما لأسباب تفوق وتتجاوز المهارة وسياق أين يلعبان، الأمور أكبر بكثير من ذلك، مستحيل أن أضم من يتمرد على التعليمات ولا يقبل بالنصح وبالتوجيهات ولا يدخل في قالب المجموعة أو يتعالى عليها.

• المنتخب: ألهذه الدرجة أخطأ اللاعبان، ألم يكن من بد لبعض المرونة في التعامل مع كليهما أو أحد منهما مثلا؟
وحيد خاليلودزيش: أنت تدفعني هنا لأغضب أكثر، يا سيدي أنا أريد غلق هذا المحضر نهائيا لسبب واحد، وهو أنكم إن كنتم لا تراعون مشاعر زملائهم الحاضرين معنا في كل الفصول والتنقلات والمعسكرات بحديثكم عن متمردين، فأنا لن أقبل بمواصلة الحديث عنهما احتراما لأبنائي وللاعبين الذين هم معي، «أغضب كلما سألتموني عن زياش ومزراوي لأني أرى في هذا الإلحاح إهانة لمن هم حاضرون وإحباطا غريبا لعزيمتهم، لقد أخبرتكم وبكل اللغات لا مكان لهما هنا، لذلك لن أسمح إطلاقا بنسف ما شيدته داخل هذا العرين، ولن أترك مجالا كي تخترقه أية عوامل تزعزع استقراره، أنا هنا مدرب تقليدي، كلاسيكي والظروف خدمتني، النتائج سارت معنا وبشكل رائع من دونهما، فما الداعي لنغامر بتغيير هيكل مجموعة سعيدة متناغمة، أرقامها مذهلة، هذا القميص مقدس ولن أسمح بتدنيسه أبدا.

• المنتخب: وماذا عن يوسف العرابي وطارق تيسودالي، أعتقد أن أرقام اللاعبين التهديفية جد معتبرة تكفل لهما حضور الكان إن لم أكن مخطئا؟
وحيد خاليلودزيش: لو سايرنا هذا الطرح فلن نتوقف عند هذين اللاعبين اللذين أقدرهما كثيرا، لأننا سنصبح أمام 30 مليون مدربا، كل واحد يقدم لنا بيانات رقمية تدعم لاعبين يراهم أجدر بحضور الكان مثلا.
لدينا يوسف النصيري الذي سيحضر ثالث كان له وهو في عمر 24 سنة وشارك بالمونديال ويلعب بالليغا ويملك خصالا هجومية تتجاوز مجرد النجاعة والتهديف.
في التصفيات غاب هؤلاء، وحضرت ثنائية الكعبي ومايي، وسجلنا 21 هدفا، وكان الثنائي مساهما بأكثر من نصف الغلة، أبديا تعاونا رائعا لا يمكن إطلاقا أن آتي اليوم وأضعهما خارج الكان.
إسمع جيدا، لقد قلت في بداية الحوار، أنني أقبل الخوض في بعض المقارنات، لكن ليس لدرجة كشف كل أوراقنا، هذا موقفي من الناحية الهجومية.

• المنتخب: لكن عذرا السيد وحيد، هذه المقارنات أنت من بدأها ولعلك عرضت كثيرا لأسباب استبعاد بدر بانون قبل استدعائه لاعب طوارئ، وقارنته بسامي مايي، وهناك من لم ترق له المقارنة وانتصروا لبانون، ما الذي ينقص بانون بطل إفريقيا والسوبر ليكون لاعبا أساسيا بفريقك ويشارك بالكان دون ترقب إصابة لاعب لا قدر الله؟
وحيد خاليلودزيش: نعم أنا تكلمت عن هذه المقارنات وأنتم تصرون على بانون وحده، لقد استبعدنا يميق وفضال أيضا، واختياري لشاكلا ومايي ليكونا بديلين لسايس وأكرد له ما يبرره.
في الكان سنواجه منتخبات تملك لاعبين بمورفولوجية قوية، سيكون هناك الكثير من الإلتحامات، وأرى أن شاكلا ومايي يتفوقان على بانون في هذه الجانب، أيضا سامي مايي سريع ودينامي ويمكنه أن يلعب ظهيرا أيمن وحضر معنا العديد من المعسكرات وهذا مهم بالنسبة لي، لأنني أحمي روح المجموعة، أحمي كذلك الأجواء، لأن الفترة الطويلة التي تتطلبها مسابقة من حجم الكان والتعايش في أمان وهدوء يتحكم أحيانا في بعض الإختيارات، وهذه أمور فيها مسؤولية الإختيار بطبيعة الحال، لذلك حين بدت الحاجة ملحة لضم بانون ليكون باللائحة النهائية لم نتأخر في ذلك.

• المنتخب: السيد وحيد إصرارنا على التدقيق في حالة بانون، هو كونك لم تخف مشاعر التقدير له مرارا وأثنيت عليه أكثر من مرة، واستبعاده بعد كأس العرب بدا غريبا للبعض بعد تألقه، وزكاه مع ناديه قاريا، نحن هنا لا نحمل أجندات للاعبين معينين بل نذكر بوقائع ونسرد معطيات وتصريحات ونعود لمحاكمة أصحابها؟
وحيد خاليلودزيش: نعم قلت هذا وهو أمر يدعم موقفي ولا يدينني اتجاه بانون، وخلال المعسكر سأتحدث معه مطولا عن هذه التصريحات والتفاصيل، فلا أحد ألزمني ولا هو فرض علي الثناء على بانون في الندوات السابقة.
لكن في سياق مثل مسابقة الكان، لا مجال مثلا لإعمال العاطفة، بل لاستحضار معطيات قد تغيب عنكم، وقد أشرت أو أكون لمحت لها في جوابي السابق، حين تكلمت عن التعايش وروح المجموعة والإمتثال للتعليمات والفلسفة وتعدد الأدوار، وهي أمور يحتكم عليها سامي مايي، وقد حضر معنا الكثير من المعسكرات والمباريات وفهمت طباعه ومن يكون.

• المنتخب: لكنك هنا تجرنا لتناقض على مستوى تنزيل هذه المقاربات، سأحدد لك بالإسم مثلا عز الدين أوناحي هو مثل بانون، لم يحضر معك سابقا وفضلته على أسماء رافقتك في مشوار التصفيات بل فضلته على تيسودالي الذي هو أكثر  توهجا منه حاليا؟
وحيد خاليلودزيش: المراكز هنا تختلف، هذا أولا، والمفاضلة بدورها مغايرة بين حالة بانون وأوناحي ومن تقصدهم بسؤالك.
إستدعاء أوناحي لم يكن قرارا لحظيا، بل بعد طول مراقبة وتعقب لهذا اللاعب الناشئ، وقد درسناه بشكل دقيق ولاحظنا مدى مطابقته لأهدافنا وما نسعى إليه في هذا الكان.
ثانيا، تيسودالي لاعب أنا شخصيا مهتم به وأواكبه، وعدم حضوره معنا الآن لا يعني أنه خارج مفكرتنا مستقبلا (طبعا سينادى بعد ذلك على تيسودالي لتعويض الزلزولي)، وثالثا قبولي الحديث عن بعض المقارنات الثنائية لا ينبغي أن يجرنا أو يسحبنا لوضع اللاعبين وميزاتهم وجها لوجه، لذلك أكرر أن كل اختيار حدث في هذا اللائحة يقع تحت مسؤوليتي بإعمال معايير عديدة.

• المنتخب: أقدر انفعالك ونحن ننقاد صوب «الشخصنة» في بعض الأسئلة بدل الحديث عن الأهداف والرهانات وما تخطط له في الكان، لذلك قبل أن نغلق الملفات المرتبطة بالأشخاص، ما تعقيبك على تصريحات بلهندة؟
وحيد خاليلودزيش: جوابي واضح وهو لا يختلف عن ردي بشأن حديثكم عن زياش وكل الغائبين، بمنتهى الصدق أنا مستغرب تماما هذا الإصرار في هذا الظرف تحديدا بالغوص في جزئيات وأمور ذاتية تهم مصالح خاصة للاعب ما، سأظل مصرا على حماية بل والدفاع على منهم حاضرون، وأشحن طاقتي الإيجابية كلها للحديث عن المجموعة التي رافقتني وسترافقني في الكان، لقد خمنت أن ما حققته رفقة هذا المنتخب من نتائج كبيرة في تصفيات المونديال، يشفع لي تجنب الدخول في سجالات من قبيل هذا السؤال.
لاحقا الجزء الثاني من الحوار الحصري