مونديال العرب: المشهد قبل النهائي مثير وساخن
الأربعاء 15 دجنبر 2021 - 12:44• عرب إفريقيا يختبرون عالمية العنابي القطري!
يقف مونديال العرب اليوم على بعد خطوتين من معرفة من يكون بطلا لنسخته الجميلة والأنيقة، ولا أحد على الإطلاق تكهن بمنتخبات غير هاته التي تحدد أضلاع المربع الذهبي، لتكون المرشحة لنيل لقب "العاشرة"، طبعا باستثناء منتخب المغرب الذي عاكسه الحظ في نزاله المثير أمام منتخب الجزائر، والذي مثل عنصرا من عناصر الجاذبية وصناعة الفرح..
ومع تواجد منتخبات قطر، الجزائر، مصر وتونس، في الدور ما قبل النهائي، تكون المسابقة قد أعدمت كل مظاهر المفاجأة، وتكون المنافسة تلقاء ذلك في دورها الأول بمبارياته الثلاث وفي دورها ربع النهائي، قد أفرزت خارطة متناسقة بل ومتطابقة مع الإنتظارات ومع التوقعات ومع منطق التفوق الفني والتكتيكي والذهني الذي حدد بدقة عالية خطوط الطول والعرض في المشهد الختامي.
ولأننا نقف على بعد خطوة من المشهد الختامي الذي سيحدد للبطولة فارسها وبطلها، والذي لن يولد كما قلت في بداية رصدي لتضاريس مونديال العرب، من أسفار التاريخ ولا من قوارير وفناجين الحظ والحدس، بل سيولد من رحم الدورة، وفق مخاض تقني وتكتيكي مخطط له، فإن هناك من يطرح سؤال، من كان من المنتخبات الأربعة مقنعا في ما سلف من أدوار؟ لعله ينجم ويبصر من سيكون طالع سعد في هذه النسخة..
والحقيقة أن تحديد نسبة الإقناع بين الفرسان الأربعة، مهما كنا فيها بارعين ودقيقين، لن تساعد في شيء على حدس من سينجح في الوصول إلى المشهد الختامي طرفا في النهائي الكبير وليس طرفا في مباراة الترضية، لطالما أن المنتخبات الأربعة تباينت مسالكها واختلفت بينها طرق الوصول لنصف النهائي، وإن هي أقنعتنا بكل ما شاهدناه منها في الأدوار السابقة، فمن يضمن أن تكون بنفس التوهج واللمعان في مباراة نصف النهائي، ثم لا ننسى أن ما أحصيناه من مشتركات في المحصول التقني قبل الرقمي، وقدر المعاناة بين المنتخبات الأربعة يصعب معه أي تفييء، فالعنابي القطري الذي لامه كثير منا، على أنه أفرز حالا تكتيكيا مضطربا وابتعد كثيرا عن أدائه المرجعي قبل وخلال بدايات كأس العرب، قدم نفسه بشكل مختلف تماما في مباراتي العراق والإمارات، حيث حضرت النجاعة التهديفية مقترنة نسبيا بالإقناع، ولكن لا هذا ولا ذاك ولا حتى اللعب بين أحضان جماهير مشتعلة، يمكن أن يدفع للقول بأن منتخب قطر سيسافر لنهائي كأس العرب من دون أن يسيل له العرق البارد عند مواجهته للمنتخب الجزائري، الذي وإن كانت مباراتا مصر وبخاصة المغرب، قد استنزفت الكثير من مخزونه البدني، فإن الشحن الذهني الرهيب الذي قدمه النزالان معا لمحاربي الصحراء، سيعطيهم أجنحة للتحليق فوق كل الشدائد..
لذلك هي مباراة محجوبة عن العيون ومستعصية على كل قراء الفناجين، تلك التي ستضع منتخب قطر في مواجهة منتخب الجزائر، لذلك ما يبقي لنا في ظل هذا الإبهام، هو أن نسأل للاعبي الفريقين الإلهام ليعطوننا مباراة ولا في الأحلام..
الشيء نفسه يقال عن قمة مصر وتونس، ولو أن ما بين فراعنة النيل ونسور قرطاج من مشتركات فنية وسوابق تاريخية وحوافز ذهنية، سيضعنا أمام مشهد كروي ألفناه لكثرة ما اصطدم المنتخبان فيما بينهما على المسرح الإفريقي، وإن كان ما لاحظته من تناقض في الطبيعة التكتيكية التي ستخصب المخيال، حيث يبكر التوانسة في دخول المباريات وبعدها يصابون باحتباس، ويتأخر المصريون في الدخول للمباريات وبعدها يبرقون كرعود الشتاء، قد يضع لهذه المواجهة ملمحا يقول بأن المباراة ستكون سجالا، ريحا يحرك رمالا وندية تلهب خيالا..