هل يليق على منتخبنا الوطني ثوب البطل؟
الثلاثاء 07 دجنبر 2021 - 14:23كثير من زملائي الإعلاميين العرب، بخاصة الذين يتواجدون هنا بقطر راصدين لكأس العرب، لا يخامرهم أدنى شك في أن المنتخب المغربي، مرشح فوق العادة ليكون بطلا للنسخة العاشرة لمونديال العرب، ولكي يبقي نفسه في أعلى مرتبة بالبوديوم للمرة الثانية تواليا، حتى وهو يحضر بالرديف..
لم يتملكهم شك قبل أن ترفع الستارة على مونديال العرب، احتكاما لتاريخ كأس العرب برغم ما يشوبه من تقطعات زمنية، واحتكاما للصورة القوية التي تصدرها كرة القدم المغربية عن نفسها لمحيطيها العربي والأفريقي، ولا يطال اقتناعهم بالأمر ولا ذرة شك، والمنتخب المغربي ينجز دخولا قويا ومرعبا في هذه البطولة، بتسجيله لرباعيتين أمام فلسطين، وبعده أمام الأردن..
مع وجود كثير من الفوارق المهارية والبدنية بين الفدائي الفلسطيني والنشامى الأردني، كان المنتخب المغربي وحدة تقنية لا تتجزأ، منظومة متكاملة في تحديد النسق وضبط الإيقاع وتنويع البناءات والسرعة في الإنتقال من الحالة الدفاعية للحالة الهجومية، وغير هذا وذاك النجاعة العالية سواء في ختم الهجمة أو في بناء العمق الدفاعي، وعندما يكون لك فريق بكل هذه المواصفات التقنية والتكتيكية، هل يجدر بك أن لا تلبسه من الآن جلباب البطل؟
إن كنت من أكثر المقتنعين، بأن البطل يطلع بدرا من سماء البطولة، ألم يظهر بعد في سماء الدوحة هلال قادم بومضات نور من جبال الأطلس، من المغرب عروس المحيط؟
مع يقيني بأن المنتخب المغربي، يليق به أن يكون بطلا للنسخة الأجمل في تاريخ كأس العرب، إلا أنني متحفظ على إسكان كل الحظوظ في أسود الأطلس لمجرد أنهم اكتسحوا شقيقيهما، الفلسطيني والأردني برباعية..
بالطبع، ليست كل المنتخبات التي تحضر مونديال العرب هي الفدائي الفلسطين أو النشامى الأردني، من دون أن أنقص من أحدهما أو من كليهما، والقصد أن ما سيأتي مع تعاقب الأدوار اختبارات أقوى وطريق وعر وحافل بكثير من المشاق، وهنا تحديدا، سيسأل المنتخب المغربي عن خط السير، وعن إيقاع السفر، وعن الحلول المفكر فيها لحل ما سيأتي من معطلات تقنية وما سيستجد من منغصات تكتيكية، عندما يجهز المنافسون مبطلات تكتيكية ومضادات تقنية لهذا التفوق الجماعي..
هل ما نراه اليوم من أسود الأطلس، هو في سياق التدرج الذي يفرضه التتويج باللقب؟ أم أنه حالة معزولة؟
لا تعتبروا هذا الذي أوردته إلى الآن تشكيكا في قدرات المغرب الفردية والجماعية، التقنية والتكتيكية، ولا معاكسة للوقائع، بل هو تنبيه ضروري لبعض الإشارات التي توجد عادة في طريق أي بطل، الإشارات التي تستدعي تنويع الإيقاع وتغيير نمط الأداء حتى لا يصبح الفريق كتابا مفتوحا للمنافسين..
لا شك أن مباراة الأردن، كشفت كم هو قوي ومتمنع وممتع فريقنا الوطني، كم هو مصمم على كتابة التاريخ هنا بقطر، لكن ما سيأتي بعد هذا سيكون بلا شك قويا ولا يحتمل أي خطأ في تدبير المباريات، بل وسيلزم الفريق الوطني بأن يكون مقتربا من الإكتمال في تنزيل منظومة اللعب، وبخاصة ما يتعلق بالخروج السريع والمتقن من الحالة الدفاعية، فما شاهدناه في مباراة الأردن، أمتع العين وراق لكثير منا، لكن يبقى هناك شيء لابد من الإنتباه إليه وهو الصياغة المثلى للمرتدات الهجومية..
بعد كل هذا، هل المنتخب المغربي أكد بعد الرباعيتين، أنه أهل للمنافسة على اللقب؟
نعم وألف نعم، ليس عندي ولا عندكم أي شك..