البطولة الإحترافية 1 "إنوي".. أي الحكايات ستروى؟

•  10 سلالم موسيقية للرنة الثانية
• الركراكي لفك عقدة ودادية عمرها 3 عقود 
• تونسيان، جزائريان وأوروبيان و10 من مطربي الحي

كعادة «المنتخب» وهي ترصد أدق تفاصيل البطولة، مواكبة لها في حركة إحماء أنديتها لغاية مشهدالإستهلال وتقييم المسار بالإحصاء والتوثيق بعد تعليق الستارة، هذه المرة نفتتح المشهد باختيار ظواهر مثيرة لا بد وأن تثير شغف فئة وفضول أخرى وقد قمنا باختيارها بعناية فائقة كما سيلمسها القارئ الكريم وقد شخصناها بكامل الدقة..
نسخة ثانية ل «إينوي» وقد دانت الأولى برنتها للوداد، نسخة ثانية يميزها نزوح غريب وجماعي لأبرز وأقوى 3 هدافين صوب الخارج في حدث ومفارقة غير مسبوقة..
نسخة تشهد عودة المشاكس وليد الركراكي، ليتحفنا ب«الشووو» الإعتيادي والتصريحات المثيرة، والتي لا تقل إثارة عن ما راكمه الرجل في تجاربه السابقة وقد عززها بواحدة عنابية..
نسخة ستحيلنا لواقعة غريبة وهي ما إن كان الوداد سيكسر عادته السيئة، التخلي عن درعه ليحل وصيفا وهو العاجز منذ 3 عقود عن مراكمة لقبين على التوالي..
في هذا الرصد التوثيقي ستجدون الكثير من الظواهر، ستعثرون عن عديد المقاربات التي ستروق لمريدي البطولة، وسيتعزز شغفكم  بمطاردة ما عرضناه وما إن كان قابلا للتحقق أو سيستحيل ذلك.. قراءة شاملة في أقوى 10 عناوين لرنة تحمل بكل تأكيد سلالم موسيقية جذابة:

1ـ الركراكي: سأفك عقدة جيل نيبت
بدا وليد الركراكي دارسا بشكل جيد لتاريخ الوداد قبل التعاقد معه، فقد قال تصريحا فاجأ به ومن خلاله الجميع لخص من خلاله رهاناته، طموحاته، وسببا من أسباب تعاقده مع فريق أحلامه «أنا هنا من أجل هذا النادي الذي طالما حلمت بتدريبه ومن أجل أن نواصل جميعنا رحلة المجد والبطولات.
بلغني أن الوداد فشل منذ جيل نور الدين نيبت الذهبي قبل 3 عقود من الآن في أن يتوج مرتين على التوالي بلقب البطولة، أنا أعشق الصعبة والمركبة بتعقيداتها، لذلك أول رهان سأحاول أن أفوز به هو أن أحتفظ بالدرع في خرانة النادي، منذ تطبيق الإحتراف أيضا لم يسبق لفريق أن احتفظ بالدرع موسمين على التوالي سنكون نحن أول من يفعلها بمشيئة الله تعالى».
الوداد والركراكي إذن عنوانان بارزان من عناوين الموسم الجديد، أولا لأن الوداد غير الغطاء والجلد وعاد بعد فترة عموتا ليعلن ارتباطه بإطار وطني بعد تجارب عديدة مع أجانب اختلفت سلالاتهم ومذاهبهم وجنسياتهم التدريبية وأيضا لأن الوداد والركراكي الشهير ب «الشووو» سيكونان محورا لرصد دقيق بشأن إمكانية كسر هذه العقدة واستحضار ذكرى آخر فريق توج بلقبين للبطولة على التوالي وهو حسنية أكادير مطلع الألفية الحالية مع امحمد فاخر، وبعدها سار التتويج بمبدأ التناوب دون أن يتمكن أي ناد من بسط سيطرته على البوديوم.

2ـ بطولة بلا رماح
لا يمكن بالقطع  أن لا يكون خروج ومغادرة الثلاثي الذهبي الذي تصدر مشهد الهدافين في النسخة السابقة، فليس بالحدث العادي ولا هو بالأمر الذي يتكرر إلا عبر سنوات طوال، أن يغادر الكعبي الهداف ومالانغو الوصيف ورحيمي ثالث المموقعين ببوديوم الهدافين دون أن يكون لهذا النزوح الجماعي أدنى تأثير..
بكل تأكيد حين يتزامن هذا الأمر مع مغادر أكبر وأقوى ممرر «محمد أوناجم» واحتمال لحاق وليدالكرتي به، دون إغفال جوزيف كنادو هداف الفريق العسكري مع مغادرة واحد من أمهر لاعبي خط الوسط بين المحليين وهو آدم النفاتي دون أن نكون شغوفين، بل  فضوليين لتقييم قيمة ومدى تأثير هذا الرحيل لرماح حملت معها دزينات من الأهداف وغادرت.
وبمعية هذه الرماح الحربية، غادر بوفتيني ووليد الصبار وعماد الراحولي وغيرهم ممن يوصفون بصقور الفرق الكبيرة، سنترقب إذن ما الذي سيضيفه الوافدون الجدد وما ردة فعل من وثق فيهم المدربون لتعويض هؤلاء؟

3ـ مطربو الحي لاستعادة الدرع
عكس الموسم المنصرم الذي شهد هيمنة واضحة للمدربين الأجانب على مستوي الكم، بتواجدهم في أكثر من ثلثي الفرق وأطقمها التقنية ولتموقع 6 من الأجانب في الصفوف المتقدمة الأمامية، هذه المرة 10 من مطربي الحي ينطلقون وبكل تأكيد سيبدأ القطاف وسقوط الرؤوس بمرور بعض الدورات، وهذا ما هو بتنجيم ولا ضرب رمل، بل هو تأكيد لقاعدة وعادة تدمنها فرق البطولة كل موسم.
غاية هؤلاء العشرة أن يسبر واحد منهم بالدرع، ليستعيده بعدما توج به فوزي البنزرتي النسخة السابقة وقد سبقه لذلك جمال السلامي وقبله توج البنزرتي أيضا وقبله ناله ادريس لمرابط وعموتا، وكبير هؤلاء هو وليد الركراكي مع الوداد.
فهل يقوى فاخر على تحقيق المعجزة؟ أم يجاهد بنهاشم ورضا حكم لمنازعة بقية الأجانب سطوتهم؟ أم ينبعث وجه آخر ليكون مفاجأة الرنة؟

4ـ تحدي فاندنبروك والشابي 
ونحن نعرض لأسماء المدربين المغاربة الذين سيقصون شريط البداية، تحضر 6أسماء أجنبية تعززت بالتونسي عبد الحي بنسلطان مع نمور المغرب الفاسي وقد عوض مواطنه فتحي جبال.
يتقدم أجانب البطولة قيدوهم الجزائري عبدالحق بن شيخة وقد اختار الإقلاع للموسم الثاني تواليا مع فرسان الدفاع الجديدي وهو الذي عاش أسوأ مواسمه على الإطلاق بيننا لدرجة بكى وإلتمس تركه يرحل مرارا وقد دارت عليه دوائر النتائج. 
كازوني سيواصل لكن بالشمال بدل الشرق، ونغيز في مفارقة غريبة لا يمكن أن تجدها في غير بطولتنا، ترك طنجة لكازوني ليعوضه بوجدة ولو بعد ذهاب وعودة.
ويظل الشابي مع الرجاء وفاندنبروك رفقة الجيش أقوى الأجانب وقد وعد الوصيف والثالث أن يكون موسمهما الحالي موسم ريادة وتتويج وقد خلا لهما الجو بمغادرة الشيخ فوزي للوداد.

5ـ فاخر وبنهاشم حسابات مبكرة
يعود فاخر ليظهر في البطولة منذ بدايتها، آخر مرة فعلها كان مع الجيش ليقال بشكل مهين بعد سلسلة سوداء كارثية وأحداث أكثر دراما باصطدامه مع لاعبيه والأنصار، لذلك بعد فشله في أن يكمل الموسم مع الجيش وبعده مع الحسنية، وقد عبر ل 3 أشهر فقط ب300 مليون سنتيم، سيكون فاخر في مقدمة الأطر الوطنية وهو عميدها هذه المرة في غياب العامري، أول مباراة لفاخر أمام الفتح لا إشكال هنا، الإشكال هو أن بنهاشم مدرب شباب المحمدية هو من سيواجهه، وبين فاخر وبنهاشم تصريحات فيها لمز كبير تعود لقصة اللاعب هيلر مومي الذي كان فاخر قد ضمه للرجاء، وقبله رفض بنهاشم ضمه لأولمبيك آسفي وقال أنه درس بياناته التهديفية  الكارثية وستكون سبة ووصمة عار لو ضمه لناديه.
في أول ظهور سجل مومي للرجاء هدفين فرد عليه فاخر ودعاه لاحترام من هم أكثر منه خبرة، وبعدها اختفى مومي وغادر الرجاء  وهو حاليا بقسم الهواة بعد ضغط من الجمهور ، فعاد بنهاشم للقصف وسار معه الناطق الرسمي ابراهيم الفلكي ليقول أنه بإمكانه لو لعب أن يكون أفضل من مومي، ورغم تبادل الإتصال والتوضيح لاحقا إلا أن هذه القصة مع قصة تعويض فاخر لبنهاشم بالمحمدية ستشعل قمتهما المبكرة بشكل قوي؟

6ـ من يظفر بأول قفاز أجنبي؟
ترسانة من القوانين المعدلة منها إضافة لاعب أجنبي للكوطة السابقة ليصبح العدد المتاح والمسموح به 5، والقرار الأكبر السماح بالتعاقد مع حارس أجنبي بعد حضر تاريخي عمره عقود من الزمن يعود لجامعة السيد حسني بنسليمان، وقد كان القرار مقاصده وغاياته يومها والتي رأت الجامعة الحالية أنها انتفت.
لغاية الآن ولا فريق تحرك في الميركاطو لضم حارسا أجنبيا، ولغاية الآن ولا قفاز دخيل غير حماة العرين المغربي، إلا أن معطيات ثابتة ومؤكدة تتحدث عن تحرك عديد الفرق وقد راقها القرار الجديد بحثا عن القفاز والعصفور الناذر ومنها أندية كبيرة تمثل المغرب في المسابقات الإفريقية.
فمن يلحق بالعمالقة، أوساينو، عمر ديالو، إيفان ودريد ومواطنه بن عبدالله حراس الزمن الجميل؟

7ـ الجواز لولوج الملاعب
لغاية اللحظة لا جديد بالموضوع وما يروج عن فرض جواز التلقيح لولوج ملاعب البطولة، هو مجرد اجتهاد مستوى من رزمة قوانين قيد الدرس والتقييم بشأن سبل التواجد في بعض المرافق والأماكن المفتوحة مستقبلا ومنها الملاعب.
عامان من "الويكلو" الكئيب عامان من التباعد وعامان من  غياب الكاليغرافيا والإحتفالية، وبطبيعة الحال الجميع يحن للمدرجات وقد عاد إليها الجمهور مثلما يحدث حاليا في عديد بطولات العالم، لكن نعود كل مرة لنؤكد على أن كل شيء سيتم وفق بروطوكول خاص وباتباع كافة التدابير الوقائية والإحترازية لغاية انجلاء الجائحة.

8ـ وليد للحاق بالكبار
بعد أن تحدثنا عن رهان الركراكي الكبير بأن يقود الوداد للتتويج الثاني تواليا الأمر الذي لم يحدث معه منذ عقود طويلة، بعيدا عن هذا الرهان الجماعي، سيكون بعنوان لرهان وعنوان فردي بارز.
الرهان هو أن يلحق الركراكي بكوكبة من الكبار، فمثلا التتويج سيضمه لعزيز العامري والبنزرتي كونهما توجا مرتين بدرع البطولة  بغطاء الإحتراف،  والرهان الآخر دائما سيضع فاخر بين الكبار من مدربين مغاربة أو أجانب توجوا مع فريقين مختلفين مثل فاخر، وقد توج رفقة 3 أندية والراحل مصطفي مديح رحمة الله عليه، أو البرتغالي جوزي روماو المتوج رفقة الغريمين.

9ـ الخليفة نون  بشعار « أكون أولا أكون؟
لأول مرة في البطولة الإحترافية وبين الكبار ودون استحضار مشهد رئاسة  سميرة الزاولي للعريق «الطاس» ستحضر بين 15 رئيسا وقائدا لأحلام الفرق السيدة نوال خليفة عرابة للأمور الإدارية لنادي الفتح الرباطي معوضة حمزة الحجوي في منصبه.
نوال خليفة أول نون نسوة إذن ستصاقر الرجال، بمبدأ المناصفة تحضر وحيدة وهي مفرد بصيغة الجمع، وواهم بل مخطئ من يعتقد أن القرار لم يدرس بعناية أو أن كاتمة أسرار رئيس الجامعة السابق علي الفاسي الفهري دخيلة أو غريبة على هذا المضمار.
السيدة خليفة قالت في ندوتها الصحفية وبكيفية احترافية أنها مقدرة للتكليف ومنوهة بالتشريف، ولربما كانت من مفاجآت  هذا الموسم، وقد تجد في بنهاشم ما لم تجده رفقة الفهري في 4 مدربين مجتمعين؟
مع نوال سنترقب عبورا للحواجز والمطبات مثلما فعلت المتوكل في لوس أنجلس ولكل نوال شعلتها؟

10ـ زعيم أم برتقال.. من يكون السادس الذهبي؟
منذ تطبيق الإحتراف بدا الوداد مهرولا، مسرع الخطوات ومتقدما على الجميع ب 4 بطولات ومثلها وصافات، فكان سيد الأندية الخمسة التي صعدت البوديوم بصفة البطل الذهبي.
إستهل الرجاء الريادة وعاد الموسم قبل المنصرم ليتوج، ثم المغرب التطواني بطلا لمرتين فالفتح واتحاد طنجة بلقب لكل واحد منهما،  إلى هنا نكون أمام 5 فرق هي من ربحت رهان التتويج، وبالتالي سيكون ترقبنا في النسخة الحالية حاضرا لمرفة ما إن كان فريق بقدرات الجيش الملكي مثلا وهو الأقرب لكسب التحدي، قادر على أن يكون الفريق السادس الذي يتوج بلقب البطولة.
بعده يأتي مباشرة نهضة بركان في طليعة من بإمكانهم ارتداء هذا الزي واللباس، إحتكاما لرغبة وخارطة طريق مسؤوليه، وقد أعلنوا هذا هدفا لهم، ولقيمة إطارهم التقني ولقوة الميركاطو البرتقالي، ودون أن نبخس البقية حقها وحظوظها، فإن الترشيحات لا بد لها من منطق والمنطق يقول بصعوبة إنبعاث محارب جديد لصد طغيان الحيتان.