عصبة الأبطال: حذاري يا وداد من المراهنة على الأصفار
السبت 22 ماي 2021 - 11:07• لا تأمنوا لهدف الذهاب كي لا يحضر العقاب
• الفرسان بشعار الإنتصار و"الشناوة" سفاح خارج الديار
خطوتان بعد هذه الخطوة وسيكون الوداد بمشيئة الله تعالى على موعد مع التاريخ، على موعد مع نهائي القرن الذي طالما اجتهد وناضل وقاتل لبلوغه وليلعبه على ملعبه في مسابقة سدد فيها الكثير من الضرائب وضحى فيها بالكثير من الأحلام.
وقبل التفكير في خطوتي النصف، على الوداد أن يجتاز ويعبر مسلكا شائكا عكس ما يعتقده الكثيرون لمنافس مغاربي صلب وشرس لا يمكن الإستهانة به ولا استصغار عزم لاعبي ورجال نغيز في لقاء العودة، لا سيما وأن المولودية تملك سجلا مدمرا في تنقلاتها لكل من القاهرة، داكار وتونس حتى مركب محمد الخامس كما ستطالعون في التحليل التالي، لذلك لاشيء حسم وهدف الذهاب لا يعفي من مشقة التحمل في الإياب كي يربح ويظفر الفرسان الحمر بتأشيرة التأهل..
• الوداد إستثناء
صحيح أن الوداد ومقارنة مع الفرق الأخرى التي لعبت خارج ملاعبها، بداية من صنداونز ثم الترجي ففريق سيمبا التانزاني وجميعها تصدرت مجموعاتها، كان الأنجح والأروع والأفضل لأنه الوحيد الذي تفادى الخسارة والهزيمة التي تجرع مراراتها المتصدرون وبأشكال مختلفة، بل صادمة مثل ما حدث مع سيمبا.
وصحيح أيضا أن الوداد وعبر تاريخ مشاركاته في دور ربع النهائي، هذا التعادل هو الأفضل له على الإطلاق خارج الميدان وستجدون دليلا إحصائيا في هذه الصفحة يدعم هذا الطرح، إذ تعود إما على التعادل السلبي أو العودة بأذيال الخسارة، إلا أنه رغم كل هذه المحاسن ورغم الطابع الإستثنائي المميز للتعادل وبالأهداف على أرض الشناوة، إلا أنه لا نوم في العسل ولا تراخي ولا استستهال سيحضر في موقعة سيلعبها المنافس بشعار يكون أو لا يكون.
• أفضلية المدرجات معدومة
تعود الوداد باستثناء نسخة العام المنصرم على الإستفادة من دفعة هائلة من أنصاره بالمدرجات، بل حتى لما كان يلعب في الرباط بالمجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله كان يستفيد من تدفق الآلاف من عشاقه المخلصين لانتشاله من بحور الشك وتجاوز مخلفات مباريات الذهاب.
الموسم المنصرم جرب الوداد معنى الإعتماد على نفسه ففاز بهدفين لمحمد نهيري أمام نجم الساحل التونسي، وهذه المرة سيكتفي لاعبوه بالإصغاء لهدير الأصوات الإفتراضية بالمدرجات ليكون لزاما عليهم استنهاض همة الأقدام ولا شيء غيرها للذهاب بعيدا ولو مشى وحيدا وتوقع ردة فعل قوية وشرسة من المولودية التي تعودت على تقديم مباريات كبيرة بالدار البيضاء، كان آخرها ما حدث قبل عام في دور ربع نهائي آخر لكأس محمد السادس حين لدغ الرجاء بهدف وانتصر أمام أرمادة النسور، ولحسن حظ الرجاء أنه كان قد ربح ذهابا بهدفين لواحد، لذلك وجب الحذر مكررا.
• الانتصار هو الخيار
التاريخ يؤكد أن كل الفرق وفي مصادفة غريبة التي تملك خيارين للرهان عليهما لا توفق في الغالب، بل الفرق التي يكون التعادل كافيا لها لتعبر أوتتوج، تصعق في نهاية المطاف بالصدمات الكهربائية.
عكس هذا من يملك رهان الإنتصار خيارا وحلا لوغاريتيميا وحيدا هو من يسعد، لذلك منتهى الغباء بل الإنتحار لو أن رجال وفرسان الوداد قامروا بالمراهنة على التعادل السلبي الذي يضمن لهم التأهل، سيكون عبثا وجنونا ما بعده جنون أن يتلاعب لاعبو الوداد بمشاعر الأنصار لو راهنوا على الأصفار.
لاعبو الوداد مؤمنون وقد شرب غيرهم من ذات الكأس، أن الركون لعسل التعادل الصفري قد تكون نهايته دراماتيكية، لذلك سيلعب أصدقاء وليد الكرتي ومثل كرة مرة استقبلوا فيها منافسيهم بالدار البيضاء من أجل الإنتصار، ولا شيء سواه، متجاوزين نتيجة الذهاب و أفضلية الهدف المسجل بالجزائر، وكل ذلك ليكون للتأهل والعبور قيمته الكبيرة لدى الأنصار.
• الكوماندو الإعتيادي جاهز
وحين تحدثنا عن الإنتصار كخيار، فإن هذا يلزم التسجيل أولا لأنه لاقدر الله وسارت المباراة بالبياض فإن هواجس تسجيل المولودية لهدف في أي لحظة من اللحظات القاتلة سيكون بالفعل مدمرا، ولن يتيح أي أمكانية أو فرصة للتعويض.
لذلك تسجيل هدف مبكر يوضع في جراب الوداد أكثر من ضرورة ملحة، وحتى لو سجلت المولودية هنا فلا ضير، ولو أننا نثق أن الأرمادة التي اكتسحت خصومها في دور المجموعات ستريحنا إن شاء الله وستحرر الأنصار بالتدفق الهجومي لضرب مرمى المولودية وإرغام "الشناوة" على مغادرة قواعده وترك مساحات خلف ظهره لتسجيل الأهداف.
وبطبيعة الحال فالبنزرتي كمدرسة تقليدية ومدرب عتيق يؤمن بنظرية «لا تغيير لفريق منتصر»، فإنه لن يغير من عتاده الذي أصبح علامة مسجلة ويستظهره كل الوداديين بإقحام نفس تشكيل الذهاب وهذه المرة، سيكتفي بتغيير مسوفا ليمنح الفرصة للعب مع الإنطلاقة لمحمد أوناجم الذي كان أفضل بالجزائر وتصيد ضربة الجزاء ومعها منح هوامش حلول أرحب لمؤيد اللافي والكعبي في منطقة ومعترك "الشناوة"، فالوداد أحوج ما يكون لتسجيل الأهداف وتفادي استقبالها.
خطوة إذن تفصل الفرسان الحمر عن المربع الذهبي، ولا جمالية للعبور ما لم تقترن بانتصار يغذي الأمل في هذه المجموعة لتتوج بدونور بنجمة ثالثة مستحقة.
ومع ذلك الحذر وكل الحذر من الشناوة فهم حاضرون دون مركب نقص ودون ضغوطات لقلب المعطيات.