فليك يفكر في مستقبله بعد خروج بايرن ميونيخ من العصبة
الأربعاء 14 أبريل 2021 - 18:50
أقرّ المدرّب هانزي فليك أنه يفكر جدياً بمستقبله في بايرن ميونيخ بعدما تنازل العملاق الألماني الثلاثاء عن لقبه بطلاً لعصبة أبطال أوروبا، بخروجه من ربع النهائي على يد وصيفه باريس سان جيرمان الفرنسي، بعد لقاء وصفته الصحافة الألمانية بـ"دراما سريالية" و"انهيار حلم عصبة الأبطال".
ورغم فوزه الثلاثاء في العاصمة الفرنسية 1-0 بهدف سجله مهاجم سان جيرمان السابق الكاميروني إريك ماكسيم تشوبو-موتينغ، ودّع بايرن المسابقة القارية الأم لخسارته ذهاباً على أرضه 2-3.
وقال فليك بعد المباراة في حديث تلفزيوني "الجميع يعلم بأني أفكر بمستقبلي"، في إشارة منه إلى ما دار في الأيام الماضية من حديث عن توتر العلاقة بينه وبين المدير الرياضي في النادي البافاري البوسني حسن صالحميدزيتش، على خلفية سياسة الانتقالات في الإدارة، لاسيما في ما يتعلق بقرار عدم التجديد لقلب الدفاع جيروم بواتنغ.
في مواجهة هذه التوترات، يرفض فليك تأكيد استمراره مع النادي البافاري الموسم المقبل من خلال التهرب بشكل منهجي من هذه المسألة.
ويُعتبر فليك بحسب وسائل الإعلام الألمانية المرشح الأوفر حظاً لاستلام مهمة الاشراف على المنتخب الألماني بعد نهائيات كأس أوروبا الصيف المقبل، خلفاً ليواكيم لوف الذي سيترك المنصب بعد البطولة القارية.
لكن بالنسبة للمدرب البالغ 56 عاماً، فما يريده في الوقت الحالي "استيعاب الإقصاء" من عصبة الأبطال و"تقييم الوضع. كما لدي أفكاري".
من المؤكد أن النادي البافاري تأثر كثيراً الثلاثاء وفي لقاء الذهاب أيضاً بالغيابات العديدة في صفوفه، لاسيما هدافه الفتاك البولندي روبرت ليفاندوفسكي.
ومنذ أن وصل فليك الى دفة القيادة، أحرز بايرن جميع الألقاب الستة الممكنة خلال الأشهر الـ12 الماضية، بينها عصبة الأبطال حين توج بطلاً في العاصمة البرتغالية لشبونة للمرة السادسة في تاريخه بفوزه على سان جيرمان بهدف وحيد.
لكن الوضع مختلف هذا الموسم، إذ ودّع رجال فليك مسابقة الكأس باكراً قبل أن يتنازلوا عن لقب عصبة الأبطال، ما يجعل الدوري الألماني أملهم الوحيد باحراز لقب هذا الموسم.
لكن الأمر ليس محسوماً أيضاً في الـ"بوندسليغا" بما أنه لا يتقدم سوى بفارق 5 نقاط عن لايبزيغ الثاني قبل ست مراحل على نهاية الموسم بعد تعثره في عطلة نهاية الأسبوع الماضي على أرضه أمام أونيون برلين (1-1).
وألمح فليك إلى أنه غير سعيد بالوضع الحالي في بايرن بالقول "عائلتي ستساندني على الدوام بغض النظر عما سأفعله... ما يهمها هو أن أستمتع بالعمل الذي أقوم به".
الدوري الألماني "ليس جائزة ترضية"
ومن أجل محاولة تصفية الأجواء، من المقرّر أن يجتمع فليك وعضو مجلس إدارة النادي الحارس الدولي السابق أوليفر كان.
ولم يحدّد موعد هذا الاجتماع "لكن لدي الوقت. إذا شعر (كان) أنه يريد الدردشة معي، فهو مرحب به".
وقبل مباراة الثلاثاء في باريس، سعى فليك جاهداً للتقليل من أهمية الاختلاف في وجهات النظر مع صالحميدزيتش، قائلاً "المسألة لا تتعلق بـبرازو (صالحميدزيتش) أو أنا، بل بالنادي. هو يقوم بعمله أنا أقوم بعملي".
وتابع "نحن نركز على ما هو مهم بالنسبة للنادي. يشاع الكثير من الأمور: +توتر بين الثنائي+".
والآن، بعد انتهاء حلم الاحتفاظ بلقب عصبة الأبطال، اعتبر فليك أن الفوز بلقب الدوري الألماني هو "هدفنا الأدنى وليس جائزة ترضية".
وعلى بايرن أن يضع خلفه ما أطلقت عليه الصحافة "الدراما في باريس" من أجل التركيز على الاختبار الصعب الذي ينتظره في البطولة الألمانية السبت ضد فولفسبورغ الثالث، مشدداً على أهمية أن يستعيد الفريق "طريقة عمله" بعد "الانتصار الأكثر مرارة بالنسبة لهانزي فليك" بحسب ما عنونت صحيفة "بيلد" تعليقاً على ما حصل الثلاثاء في باريس.
بالنسبة لصحيفة "أس زي" الصادرة من ميونيخ، فإن هناك مبرّرات عدة لما حصل أمام سان جيرمان مثل "الارهاق بعد موسم متعب نتيجة كوفيد-19، غياب ليفاندوفسكي، الفرص الضائعة في مباراة الذهاب"، معتبرة أيضاً أنه يجب الأخذ في عين الاعتبار الصراعات الداخلية في النادي.
الأمور جلية تماماً بالنسبة لنجم بايرن السابق لوثار ماتيوس الذي قال مباشرة بعد انتهاء مباراة باريس "إنها المباراة الأخيرة في دوري الأبطال لهانزي فليك مع بايرن"، متوقعاً بالتالي ألا يتواجد الأخير مع النادي البافاري لما بعد نهاية الموسم الحالي.
وتوقع ماتيوس أن ينتقل فليك للإشراف على المنتخب الألماني بعد نهائيات كأس أوروبا الصيف المقبل، زاعماً أن إدارة النادي تواصلت مع المدرب الحالي للايبزيغ يوليان ناغلسمان لتولي المهام.
في الصراع الداخلي القائم حالياً والذي دفع الرئيس التنفيذي للنادي كارل هاينز رومينيغي للدخول على الخط والقول علناً أن ما يحصل يجب أن يتوقف على الفور، كان موقف جمهور بايرن واضحاً جداً في استطلاع الرأي الذي نشرته الثلاثاء شبكة "سكاي" حول التفضيل بين بقاء فليك أو صالحميدزيتش، إذ صوت 96 بالمئة لبقاء المدرب.