هوريا كوناكري ـ الوداد البيضاوي: نقطة تؤمن العبور السادس

مؤمنا بأن الفوز يعادل التأهل رسميا للدور الموالي في رقم تعجيزي سيكون السادس تواليا وحتى النقطة يمكنها أن تفي بالغرض، سيحاول الوداد البقاء في نسقه العالي الذي دبر به المباريات الأولى داخل هذه المجموعة. مباراة بتعبئة مضاعفة «العلامة الكاملة والحذر من أي فاتورة» باهظة تسبق الديربي، والغاية الفوز لأول مرة أمام هوريا بغينيا لمواصلة رحلة كسر الأرقام كما استهلها هذا الموسم في المسابقة القارية، تنقل سبقه غضب الرئيس والمدرب بسبب النقطة المتحصل عليها أمام المغرب التطواني والتي كسرت متتالية ذهبيه من الإنتصارات. الخصم الأول لم تكن القرعة رحيمة بالوداد وهي تضعه في هذه المجموعة المتوازنة أولا وثانيا مجموعة أشبه بكوة دبابير ومناطق محظور السفر إليها ومنها، لذلك وبعد كابوس كورونا المتحورة التي أرخى بظلاله على مواجهة كايزر شيفس دون العودة لتلك التفاصيل التي رافقت تدبير ملعب لاحتضانها، هذه المرة هناك خصم آخر يشغل بال الوداديين أكثر من هوريا نفسه، وهو فيروس إيبولا المنتشر والمستوطن هذا البلد منذ فترة طويلة. لهذا الإكراه إضطر الوداد للتنقل عبر طائرة خاصة صوب غينيا، والحذر قائم قبل وأثناء وبعد العودة إن شاء الله للمغرب، وهنا كان بإمكان البنزرتي وقد أحرز على العلامة الكاملة في المباريات السابقة، أن يبقي مثلا الغيارات الأساسية بالدار البيضاء تأهبا للديربي الحاسم الذي يلي هذه الموقعة، إلا أن واقعية التونسي كانت فاصلة ليفضل السفر صوب كوناكري بالكومندو الرئيس. أفضلية واضحة هي أفضلية رقمية تحصل عليها الوداد ذهابا بهدفين نظيفين وقد كان بالإمكان أن تكون الحصة أكبر، وأفضلية رسمه الوداد في مبارياته الثلاث السابقة بعلامة كاملة مكنته من الهروب أمام مطارديه المباشرين ب5 نقاط كاملة وهو فارق جد مريح، والمطاردان هما كايزر وهوريا منافسه في هذه المحطة. هذه الأفضلية تنضاف إليها إحصائية مريحة ترجح كفة الوداد الذي لم يخسر قط من هذا المنافس في سابق الحوارات الكروية بينهما، كما أنه وخلافا للنسخة السابقة لما سافر مشنوقا في تنقلاته الخارجية باحثا عن بطاقة التأهل، فإن الوضع مختلف هذه المرة، لأن النقطة الواحدة في كوناكري قد تكون بمذاق ونكهة التأهل المبكر، والفوز يعني حسم الصدارة رسميا وهو رقم سيعزز تاريخ مشاركات الوداد في هذه المسابقة خلال آخر 6 نسخ. تخطيط مزدوج تدارس البنزرتي مع الناصيري ومع لاعبيه كل السيناريوهات قبل السفر، ومن جملة ما تم تدارسه والتشاور بشأنه هو أن الفريق سار بالكومندو الرسمي الرئيس، رغم أنه بعد موقعة هوريا بفترة قصيرة سيطل الديربي الحاسم أمام الغريم وكلاهما اليوم متصدر للبطولة و من شأن هذه القمة الكروية الكبيرة أن ترسم تضاريس وخارطة طريق جديدة للترتيب، اختير البنزرتي كان حكيما، لأنه سيبقي أساسييه معه ولن يتركهم للرياح تتلاعب بهم في بنجلون وثانيا، هندسة موقعة هوريا ستكون ضمنها خطة الديربي وتعزيز الأوتوماتيزمات الخاصة بهده المواجهة المفصلية. كما أن شيخ المدربين التوانسة موقن أنه لا ينبغي عليه أن يكون متهورا خلال هذه المباراة، وعلى لاعبيه اقتصاد الجهد وتسيير طاقاتهم بذكاء لتحقيق المراد وهو التأهل للدر الموالي بأخف فاتورة وأضرار ممكنة، كل ذلك لرفع الهامة والمعنويات قبل ملاقاة الغريم في الديربي الساخن. تمويه مدروس تمويه مقصود سيلجأ إليه البنزرتي أمام هوريا، قد لا يلعب بالتركيبة التي تعودنا عليه مؤخرا، قد يخفي أوراق اللافي مثلا وقد يبقي الكرتي بديلا ويناور بأوناجم وسفيان المودن، كما قد يبدأ بمحمد رحيم مكان العملود والدفع بورقة السرغات في خط الوسط، عديدة هي الخيارات المتاحة لدى البنزرتي، لكنه هنا لن يزايد فيه كما رسخ ذلك بمناهجه التقليدية وبغض النظر عن الأجندة التي تنتظره هنا بالبطولة هو كونه لن يفرط في عيارات ثابتة من ثبيل الكعبي ومسوفا وابو الفتح. البنزتي تعرف على هوريا ذهابا وتعرف على حدوده، وكان بالإمكان تثليت الحصة لو تعامل لاعبو الوداد مع السهل الممتنع من الفرص التي لاحت وسنحت أمامهم بما يقتضه الأمر من جدية٬ الوداد لن يرضى وهو الذي ضرب بالعلامة الكاملة في مبارياته داخل مجموعته أن ينكسر أمام فريق لم يسبق له وأن هزمه قاريا، يدرك لاعبو الوداد أن الهزيمة وأن لن تنال من صدراتهم إلا أنها قد تكون ضربة معنوية قبل الديربي، لذلك اشتغل التونسي على الجوانب السيكولوجية المحفزة للاعبيه لأنه يعلم أن تعبئة هذه المباراة مضاعفة. البرنامج ـ الثلاثاء 16 مارس 2021 الجولة الثالتة دور المجموعات لعصبة الابطال بكوناكري: الملعب الوطني: س17: هوريا كوناكري ـ الوداد البيضاوي