تقرير المنتخب: البطولة الإحترافية الأولى.. كيف ستعود؟
الأربعاء 10 فبراير 2021 - 13:35بعد أكثر من شهر ونصف على التوقف أو ما اصطلح عليه بالبيات الشتوي، الذي فرضته مسابقة "الشان"، وقد كانت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم ومعها العصبة الإحترافية أكثر وضوحا، في تعليل توقف قطارها اضطراريا بإعمال مبدأ تكافؤ الفرص بين جميع الفرق ورفضهما المطلق، أي مقاربة استئناف تتخللها المؤجلات، «نسخة إينوي» التي انطلقت مشتعلة وصاخبة تعود للدوران نهاية الأسبوع الحالي عبر فاصل الكلاكيط السادس.
توقف أبعد الأندية عن العيون، منها من انكمش ومنها من نشط بالوديات ومنها من غير البطاريات، وهي العناوين التي نفتح بها شهية المتتبع لشأن هذه البطولة بتقريبه من من معالم فرقهم المفضلة خلال هذا البيات:
تدعيمات البطل
حتى وهو يخرج ليعلن وبصريح العبارة «هذه المرة لن أقدم تنازلات بشأن التعاقدات»، إلا أن السلامي مكره لا بطل أمام تسونامي الأزمة المالية العويص الذي حال بين إدارة الأندلسي وبين الإستجابة لمطالبه كما كان يحلم بها بالكيف وليس بالكم.
السلامي قال في أكثر من خرجة أنه لن يرضى بأقل من 3 وافدين جدد وبجودة كبيرة، بل سيتحمل مساعده البكاري فاتورة الصرخة المدوية ليعرض على اللجنة التأديبية، بعد أن ناب عن المدرب الذي كان يمضي عزله الصحي وقد تمكنت منه كورونا، ومع ذلك قربان التصريح لم يقابل بالتطبيق والتنفيذ الفعليين.
الرجاء سرح أكثر مما جلب، سرح البكاري بكيفية غريبة جدا، فقد صعق الأنصار لما تناهى لعلمهم انتقال هذا الفتى الناشئ الذي اعتمد عليه السلامي في عديد مباريات الموسم المنصرم كرأس حربة بالمجان لنهضة الزمامرة والتي حل بها أيضا محمد الدويك معارا، وهي الإعارة التي قادت عمران فيدي لمدينة الزهور المحمدية، وسرح فابريس نغا لسيراميكا المصري متخلصا منه.
في نهاية المطاف كانت هزيمة الرجاء ولو منقوصا من دولييه الذين تواجدوا بالكامرون أمام نهضة الزمامرة بثلاثية نظيفة كافية لتثير قلق الأنصار، لأن الرجاء بحضور العرجون وبنحليب ومتولي ولو من دون رحيمي والحافيظيو غير مسموح له وهو الفريق البطل أن يخسر بهذه النتيجة القاسية، فبادر لدعم صفوفه ببدر بولهرود والبوركينابي سومايلا في آخر الساعات التي سبقت الغلق.لذلك سيوضع الرجاء فور استئناف التباري على المحك في محاولة لتعقب ما إن كان سيصمد ليدافع عن صدارة تملكها منذ الموسم المنصرم لغاية خامس دورات بطولة إينوي.
أجنحة جديدة للوصيف
عكس الرجاء، وسيرا على نهج لا يوجد من يضاهيه أو يقدر على مقارعته فيه، الوداد ملك كل ميركاطو في الصيف كما الشتاء ولو أنه هذه المرة لم يضم كما في آخر فترتين للتعاقدات 12 لاعبا، بل اكتفى ب 4 تعزيزات لكنه كان الأكثر صرفا وإنفاقا بعد ضمه لاشراشم من شباب خنيفرة ب 200 مليون سنتيم وتقديم 100 مليون سنتيم مهرا لضم محمد أوناجم من الزمالك المصري ولو على سبيل الإعارة.
كما غير الوداد من شكل التعاقدات وبدا منفتحا هذه المرة على المواهب الشابة، وهو ما تجسد بالتعاقد مع الشابين بلال الزياني الذي مر من (الكاستيا) بريال مدريد ذات فترة، وعبدالله حيمود خريج أكاديمية محمد السادس.
الوداد كان واضحا في خياراته وعكس الرجاء، الناصيري استجاب لمطالب البنزرتي الذي قال بعد فترة التوقف أنه يطالب ب 3 تعزيرات تهم الأجنحة بعدما وجد الفريق صعوبة بالتحليق على إثر مغادرة اسماعيل الحداد صوب الخور القطري، وتراجع أداء بديع أووك وابتعاد زهير المترجي منذ فترة طويلة عن التألق.
الوداد انتعش أيضا بعديد الوديات والتي كانت فرصة لشيخ المدربين التوانسة ليجرب الجدد ويمنح دقائق أكثر للقدامى ممن لم تسنح لهم فرصة إظهار مهاراتهم في أول 5 دورات، ويبدو الوصيف مصرا على استعادة درعه ليغازل عادته القديمة «موسم وصيف وموسم بطل»، لذلك كان من أكثر المستفيدين وأكثر مستثمري التوقف بالشكل اللائق.
ثورة الشرق القادمة
نضع مولودية وجدة ضمن خانة العناوين البارزة والكبيرة للمرحلة المقبلة، لعديد الإعتبارات منها قيمة الفريق ومرجعيته التي لا يليق بها الوضع المتدهور الذي أنهى به السدس الأول.
وثانيا كونه فريق آثر التجديد واستهل ذلك بالربان كازوني الذي أنهى صداع وادو المزمن، وثالثا لأنه صفى تركة المدرب المقال بتسريح عبدول با الموريتاني وسايلا الغيني والمغربي فيصل الغراس، وضم الجزائري المودن.
المدرب الفرنسي تحلى بجرأة كبيرة استحسنها الوجديون وهو يهزم نهضة بركان وهي المرة الأولى منذ دمن طويل الذي يسعد فيه السندباد بقهر جاره ولو وديا وليؤكد للجميع أنه من باعوا جلد ناديه ولاعبيه سيندمون حين يصطدموا به في الفترة المقبلة، خاصة وأن مولودية وجدة عسكر بعيدا عن الديار وصحح ما ضاع في الفترة السابقة، ويعول كثيرا على الإستفادة من نجمه النفاتي بأكبر قدر ممكن قبل أن يغادره صيفا وبالمجان بمعية الموهوب الجعدي القادم من بني ملال.
بطل "الكاف" من دون سواعده
بطبيعة الحال من دون سواعده، لأنه حين يتخلف 7 من أهم لاعبيه بتواجدهم مع المنتخب المحلي وهنا لا بد من التنبيه إلى أن نهضة بركان لا يشكي ولا يبكي عكس ما يفعل الغير، لأن السكتيوي اكتوى بداية الموسم بهذا الإشكال لما تهيأ لبداية البطولة من دون هذه العناصر لتواجدها يومها في معسكر النيجر مع المحليين، ثم عادوا ليتواجدوا في نفس المعسكر في مجمع محمد السادس٫، وهذه المرة لشهر ونصف لا يحضر مع السكتيوي لاعبوه الأساسيين، لمشاركتهم في "الشان"، وهذا ما يبرر تباين نتائج نهضة بركان في السدس الأول.
نهضة بركان تبضع من الهواة والقسم الثاني من خلال التعاقد مع إلياس بلفقيه من نجاح سوس ونعيم من الوداد الفاسي، ومع ذلك هو برهانات كبيرة «الثالثة» التي يحلم بها عبد المجيد مضران.
الفتح بدوره تهيأ متخفيا ومن دون تعاقدات، والفريق العسكري خاض ودياته مع منتخبات الناشئين وفريق اللاعبين الأحرار الذي قاده محمد سهيل، وهو ما يجعل أي مباغتة من كليهما للمتتبعين جد واردة.
الشمال يئن بالإضرابات
وكأنهما تواعدا على أن تكون فترة التوقف لكليهما مناسبة وفرصة ليشغلا الأنصار بمشاكلهما المالية والتي أساءت لصورتيهما معا، وقد أضرب لاعبو الناديين لفترات قبل احتواء هذا التمرد بسدد جزء وليس كل المستحقات.
لذلك كل الخوف على اتحادطنجة وقد اجتهد مدربه ادريس لمرابط كي يظهر منافسا صنديدا في أول 5 دورات في أن يكون من ضحايا التوقف، كما هو تخوف مريدو المغرب التطواني وقد كان حال فريقهم غير مختلف عن حال فارس البوغاز كثيرا في هذا الشق، مع اختلاف أنه غير مدربه الإسباني ماكيدا بالمغربي لحمر، ليتبضع ساعات قبل غلق السوق من الغريمين بضم نوصير من الوداد ويستعيد جبرون من الرجاء، وليحيل نجمه لكحل للمغرب الفاسي وليس الوداد.
أولمبيك آسفي ثالث الفرق التي ظلت تئن خلال فترة التوقف والسبب مرض مدربه عبدالهادي السكتيوي نسأل الله له الشفاء وانسحاب مساعده أشامي ليستعين الفريق بالمدير التقني أمين الكرمة لتدبير التحضيرات.
باقي الأندية لم تحضر بجديد خلال الفترة السابقة ومنها من آثر التقوقع على نفسه وغلق باب المتابعة الإعلامية ليومياته لأسباب غامضة كما سنأتي لعرض ذلك لاحقا من خلال بعض البراويز.
فمن كسب؟ ومن تاه ؟ ومن استثمر؟ ومن صحح الوضع؟ ومن فاته القطار في البيات الشتوي الطويل؟ السدس الثاني سيجيبنا إذن برناته...؟؟؟