معايير عموتا لتلعب الكرة

يقولون «عذر أقبح من زلة» ونقول مقابلها بالدارجة «جا يكحلها عماها»، بل طبز لها العين هذه المرة، هذا هو ملخص الخرجات الأخيرة المتكررة لعموتا ليبرر ما لا يستحق التبرير أصلا، ويا ليته ظل صامتا كما عهدناه، منتصرا لقناعاته فلا أحد وضع السيف على رقبته ليخرج لنا وعلينا بهذا العجب قبل إطلالة رجب؟ شخصيا وضعت تحت وقع الصدمة، كوني لم أصدق ما طالعت في منصات التواصل منسوبا للحسين الأكاديمي خريج معهد مولاي رشيد، لهول شعبوية وبشاعة الخطاب والتصريحات التي خلفت وراءها سخرية لاذعة بلونها الأسود القاتم، من شخص انتظرنا بركته فانتعل صفة الناخب ببلغته، كما خلفت استياء مشروعا سأكشف لكم أطرافه ... السي الحسين قال فيما قاله مبررا إقصاءه للعرجون الرجاوي، أن الأخير قصير القامة وقالها بهذه الدارجة «ما عيطتش للعرجون حيث قصير القامة وبعد الشان غادي نعيط ليه»... للأسف أن السي الحسين أكد أنه ما يزال عتيقا كلاسيكيا، مؤمنا بخزعبلات القامة والمورفلوجية اللتين تصنعان الفارق بين اللاعبين، وفاته أنه كان بالسد يدرب أقصر القصار «غزافيي» المعلن لاعبا للقرن في نفس مركز العرجون... السي الحسين، نسي أن أفضل لاعبي الإرتكاز في العالم وأكثر «القماشة» في هذا التوظيف هم ممن وصفوا ب «كل قصير في الأرض فتنة» من نغولو كانطي الفرنسي لاعب تشيلسي، لماركو فيراتي لاعب الفريق الباريسي للقتال غاطوزو الذي كان يحارب زلاطان و فييري وهو بالكاد يصل لمناكبهم... ولن أتحدث عن زولا٫ سافيولا وتيفيز ولا عن مودريتش وغيرهم لأنهم أقصر وبأدوار أخرى... ولن نتيه بعيدا، فالرجاء عرف بالقصار العباقرة في نفس مركز العرجون، ولعله يجهل أو تجاهل أن كشكوشة ناطير هو أقصر لاعب مر في تاريخ الرجاء، ولم يحل قصر قامته في أن يدفع به الراحل أوسكار فيلوني أمام عمالقة الكرة الإفريقية وهو لم يصل سن الحلم مع زكرياء عبوب ومروان زمامة وغيرهم ... ناطير شارك في مونديال الأندية وقارع بذات القمة عملاق ريال مدريد الأرجنتيني ريدوندو وعرج على أولمبياد سيدني بذات القامة التي لم تتغير... وحين يقول أنه سيعود لاستدعائه، فعلى السي الحسين أن يخبرنا إن كان بعد الشان العرجون سيزداد طولا هذا أم لا، وثانيا ما يدريه إن كان هو سيواصل أن العرجون سيمكث بالرجاء من الأصل. هذه الفتوى، حرضت الرجاويين على التضامن مع لاعبهم القصير، فقاموا بتثبيت صورته في الموقع الرسمي بعدالتصريح مباشرة، كوجه من أوجه الدعم النفسي، فهل بهذا الشكل يدعم ناخب لاعبا محليا؟ من قصر العرجون، أخبرنا عموتا أن عجرفة التكناوتي واستعلاءه هما سببا استبعاده وقال «التكناوتي ما بغاش يتواضع معنا وما حضرش معنا اجتماعات الفيديو ولا يرد على بنمحمود ويرد علي وحيد»... هنا أنا مع الحسين في الجملة قبل التفصيل، مع فرض الإحترام الواجب لمن هم أكبر منا، لكن السي الحسين سقط في تناقض صارخ هنا لأنه قال أنه على تواصل مع كل اللاعبين، وحين وصل للتكناوتي قال أنه كلف به مساعده بنمحمود. لم يقل لنا الحسين، هل تكلم مع التكناوتي بعد قصة العقوبة والإستبعاد وحرمانه من 20 مليون منحة التأهل للشان؟ وهل طيب خاطره وهل حاول أن يبدأ معه صفحة بيضاء ؟ ندع هذا أيضا جانبا. نأتي لما هو أفضع بل أبشع، الحسين يخبرنا أن استبعاد هجهوج كان بما نطق به «نصحته ولم يطبق التكتيك الذي طلبته منه داخل الفتح٫ تابعته 3 مباريات و اتضح أنه تجاهل نصائحي مثله مثل الزرهوني»... ما هذا يا هذا؟ لأول مرة أستمع في حياتي المهنية وحتى كعاشق للكرة أن ناخبا وطنيا، يقوم بتقديم تكتيك للاعب عليه تطبيقه داخل ناديه؟ وقد قال «قلت للزرهوني عبر مقرب مني ومنه خاصك تمشي للبوطو وبعدها أحس أني غاضب منه؟ هل من عاقل يقبل بهكذا طرح؟ بهذا المنطق عموتا يقدم ل 34 لاعبا يمثلون 16 ناديا بالبطولة 34 نصيحة عليهم تطبيقها داخل أنديتهم وإلا لن تشملهم دعوته؟ هجهوج وغيره إذن هم بين منزلتي تطبيق تعليمات عموتا ليشاركوا في الشان أو تعليمات الخلفي والسلامي والبنزرتي ليضمنوا رسميتهم داخل فرقم أي خوار أكثر من هذا؟؟؟ لهذا المنطق ديشان سيقدم نصائحه لأوليفي جيرو ويقول له ما يجب عليه فعله داخل تشيلسي وأن يستمع له وليس لفرانك لامبارد، ومانشيني يوجه ايموبيلي داخل لازيو ولوف يقول لكروس لا تمرر داخل المعترك لبنزيما وسدد حين يلعب مع ريال مدريد ودع عنك زين الدين زيدان. هذه المعايير هي واقع نطق به ناخب وطني، هي تبريرات بلسان مدرب مغربي لمنتخب مغربي وليست من وحي الخيال وتستحق هذا التوثيق... إنه زمن القامة بدل القيمة واللي قصير يشد الأرض».