وادو فهم أخيرا «المغربية»
الجمعة 11 دجنبر 2020 - 09:32من لا يعرف وادو أو «واعدو» عبدالسلام وهو اسمه الحقيقي، يمكن أن أحيلكم على 3 محطات تلخص شخصيته وترسم لها بورتريها تقريبيا، لعلالغموض ينجلي وسحابته تزول عن سماء من استفزهم حائط هذا الرجل الإنستغرامي أو الذين اندهشوا لموقفه وهو يهدد برمي المنشفة ويضع العصا «فالرويضة» ما لم «يهورها هوار» ويسدد لرجاله كما سماهم ووصفهم أجرهم، قبل أن يجف عرق تدريباتهم ومعسكرهم.
الملح الأول في مالي، طيب الذكر كماتشو ابن مكناس وهدافها الهيلوكبتر حي ويرزق ويمكنه أن يدعم هذه الشهادة أو يقوم بتسفيهها، ففي واحدة من مستملحاته التي حاول من خلالها كسر الملل مع باقي زملائه في نسخة الكان الذي احتضنته مالي سنة 2000، والتي كان البرتغالي كويليو هو عراب الأسود فيها، وفي ممازحة بدت لطيفة مع صديقنا عبد السلام، إلا أن الأخير انتفض في وجهه وكادت الأمور تتطور لشجار بحسب رواة حضروا الواقعة، لولا تدخل العميد نيبت وباقي اللاعبين ليذكروا كماتشو أن وادو مزاجه فصل لا هزل فيه وما عليه سوى أن «يبدل الساعة بأخرى»...
الملمح الثاني يعود لعهد محمد فاخر، وقد حدث هذا في المعمورة لما يئس وادو وخلص إلى أن ما تأسس في نسخة تونس 2004 في طريقه ليصبح رفاثا أو أنقاضا بل وحطاما، ليصطدم مع فاخر ويعلن استياءه من تلك الأجواء التي أعقبت العودة من مصر، ويومها تذكرون أن الشماخ وحجي والزاييري، كانوا قد هددوا بعدم خوض تلك النسخة ما لم تسو وضعيتهم مع أحد المستشهرين...
الملمح الثالث، فيه من الإنسانية والحلم الشيء الكثير، حين إنبرى وادو متطوعا قبل الجميع و«كورونا» تفرد جناحيها على الكرة الأرضية وتضرب اقتصادات ومعيش الأفراد، ليكون وادو أول من تطوع ب 100 مليون سنتيم هبة قدمها لصندوق كورونا، وعاد ليظهر بعدها في مبادرات ولا أروع مع صغار مناطق المغرب النائي المعزول، وهو يشتري للمعوزين منهم «حواسيب وهواتف نقالة»، ليتابعوا دراستهم عن بعد تفعيلا لقرار وزارة التعليم التي منعت الإلتحاق بالفصول الدراسية جراء تفشي الفيروس...
إخترت هذه المشاهد الثلاثة، لأبرز حدة عبد السلام وحلمه، لأظهر جانب الجدية و«تدغريت» الصارم في طباعه ساعة العمل والإشتغال والليونة والإنسانية المتدفقة منه في سياقات موازية...
إخترت هذا كي يفهم البعض لماذا ثار وادو وهدد في خرجة له على انستغرام، بالرحيل ما لم يسدد هوار للوافدين الجدد ما وعدهم به، لأن وادو وهو يتعاقد مع المولودية كان قد سأل رئيسها عن السيولة التي يقدر عليها لينجز الميركاطو الصيفي فأطلعه على أنها كما قال في حدود مليار ونصف، ليدله على لاعبين ودائما كما يقول وادو بجودة عالية بأقل من هذه الكلفة التي هي الوعاء المالي للمولودية، لذلك غضب كونه شعر بنوع من التنكر كما يعتقده هو، وقد حسم ميركاطو السندباد بجودة المنتوج وبتكلفة دائما أكرر كما يراها وادو في المتناول...
لكن ما خفي عن صديقنا وادو وقد كنا من المتحمسين لقدومه ولتجربته هته، هو أنه وإن نشأ في فرنسا وعرج على اليونان وأنجلترا ثم قطر، كان عليه أن يعلم أن هناك استثناءات مغربية في تسيير فرق كرة القدم.
كان عليه أن يسأل قبل أن ينفعل، رفاق الدرب الذين سبقوه للبطولة وما إن كان مسؤول أو رئيس يلتزم بكلمة يعطيها لمدرب قبل التوقيع وينفذها بعد ختمه...
كان عليه أن يستفسر زملاء له، ليخبروه أنهم عاشوا وضعا مماثلا قبله وتسلحوا بالصبر، وأن منهم من لم يتوصل براتبه واللاعبون لم يتوصلوا بمنح تناهز 50مليون سنتيم ومنح توقيع تعود للموسم المنصرم...
كان عليه أن يطرق باب غرفة النزاعات، ليخبره الفيلالي أن لاعبين ومدربين ينتظرون في طابور طويل إجمالي تعويضات تناهز 12 مليار سنتيم محكوم بها...
لذلك أخمن أن وادو اتبع هذه المسالك وخلص لهذه الحقيقة التي بدت له صادمة، وهي ليس كذلك بالنسبة لنا وبالنسبة لزملاء له فهموا هذه الخصوصية المغربية في تدبير شؤون الفرق بالبطولة... فقرر أن يلعن شيطانه ثم سافر صوب وادي زم حيث واجه السريع واليوم سيواجه الفتح الرباطي.. صديقنا عبد السلام «إن واصلت بنفس الغنان فلن تجد فريقا واحدا بالبطولة بتلك المواصفات المثالية لتدربه».