ADVERTISEMENTS

تحديات النسخة 10

بدرالدين الإدريسي الأحد 06 دجنبر 2020 - 11:40
بدرالدين الإدريسي - كلمات/أشياء

هي عاشر نسخ البطولة الإحترافية، تلك التي تنطلق يوم الجمعة، ومعها سنكون قد أتممنا عقدا من الزمان في ممشانا الصعب والمرهق لنعطي لاحترافنا الكروي هوية وغاية.
أما الهوية الإحترافية، فهي لم تبلغ بعد هيأتها الأخيرة برغم ما استنزفناه من وقت، لطالما أن التنزيل الحقيقي لهذا الإحتراف كنمط وكسلوك وكبيئة كروية اعترضته وستعترضه بلا شك الكثير من المعيقات، والتي مصدرها الأول أننا أخذنا وقتا طويلا لنخلي المشهد الكروي من وعي هاو وشقي أمسك بتلابيب كرة القدم ولم يطق فراقا عنها.
وأما الغاية من كل هذا المسلسل الإحترافي المركب والمعقد، فهي أن تطابق كرة القدم عصرها، فتصبح رافعة للتنمية البشرية وسندا قويا للإقتصاد الوطني وتجسيدا لعبقرية هذا الشعب.
وطبعا فالبطولة الوطنية هي المرآة العاكسة لكل هذه المجهودات التي تبذل على كل الصعد، من أجل مواصلة بناء الصرح الإحترافي، وبخاصة على مستوى الأندية التي هي قاعدة هذا الصرح، وللأمانة فإن كرة القدم المغربية عكست بوضوح هذا الجهد الهيكلي المضني الذي تبذله الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، وتبذله الأندية بوجه عام، بصرف النظر عما يعتري المشهد من عيوب مصدرها الأساسي هو التلكؤ في تطبيق القانون، فما تسجله البطولة الإحترافية في نسخها الأخيرة، وبخاصة تلك التي انتهينا منها قبل خمسة أسابيع، من نقلات نوعية في قيمة الإنتاج الكروي وفي درجات الإثارة وما تمكنت الأندية المغربية الحاملة لأمانة تمثيلنا في المنافسات القارية، من تحقيقه في السنوات الخمس الأخيرة من إنجازات جعلت من 3 أندية مغربية، هي الوداد والنهضة البركانية والرجاء، ضمن أفضل 10 أندية إفريقية لغاية متم شهر نونبر الأخير، يؤكد أن الكرة المغربية نجحت بفضل جديتها في تنزيل نسبة عالية من المشروع الإحترافي، في تلميع الصورة خارجيا، بل إنها بلغة الأرقام التي لا تكذب باتت من السواعد الكبرى لكرة القدم الإفريقية.
ومن هنا تأتي التحديات التي ترفعها النسخة العاشرة للبطولة الإحترافية بمسماها الجديد «البطولة برو إنوي». أول هذه التحديات أن تعزز البطولة الإحترافية صدارتها للبطولات الوطنية بالقارة الإفريقية، بأن تعالج ما كان من اختلالات على مستوى البرمجة، وبأن تتصدى للظواهر المعيبة التي تلازم المشهد الكروي الوطني من تغيير عشوائي للأطر المشرفة على العارضات التقنية للأندية، ومن تدبير سيء للطوارئ المالية، وبأن تنتقل الجامعة بلجان المراقبة إلى درجات متقدمة في صرامة المراقبة ودقة الإفتحاص لمنع كل عوامل الهذيانات.
ومن تحديات النسخة الحالية للبطولة الإحترافية إنوي، الحفاظ على شكل الإثارة، والتي من علاماتها أن قاعدة التنافس على «البوديوم» لا تضيق لدرجة أن توقعنا في الإحتكار السلبي ولا تتسع عشوائيا فلا نتبين للأندية ملامح.. ومن التحديات الكبرى، أن تكرر الأندية المغربية ذات الجودة في تدبير خرجاتها الإفريقية والعربية، بخاصة وأن ثلاثة من الأندية التي توجد في قائمة الأندية العشرة إفريقيا، ستعود مجددا لتتنافس في إطار النسخة الجديدة لعصبة الأبطال وكأس الكونفدرالية، والواضح أن الحكمة التي سيطرت على هذه الأندية بالذات في تدبير الميركاطو الصيفي، يجعلنا مقتنعين أن الثلاثة حافظوا بنسب عالية على الثوابت البشرية، إلا من الوداد البيضاوي الذي دل الإفتحاص التقني، على أنه مجبر على إنهاء خدمة جيل وتغييره بجيل جديد.
وسيكون من تحديات هذه النسخة العاشرة في مسار البطولة الإحترافية، أن يتطور شكل التسويق فيستثمر على نحو جيد الإرث الفني الرائع الذي تركته النسخة التاسعة برغم أنها انتهت على وقع محاذير كثيرة بسبب جائحة كوفيد 19، وهي نفسها المحاذير التي تلتصق بالنسخة الحالية.
ولئن كانت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم قد نجحت في إيجاد مستشهر جديد للبطولة الإحترافية متمثلا في فاعل الاتصالات «إنوي»، وتجاهد من أجل التعاقد مع مستشهرين آخرين، فإن ذلك يفرض أن يتطور الفكر التسويقي، فكلنا يطمح مع انتهاء سنة أولى من الإستقلالية بالنسبة للعصبة الوطنية لكرة القدم الإحترافية، لأن تصبح هذه العصبة مؤسسة اقتصادية ورياضية واجتماعية، فتجسد بمبادرات مختلفة المكانة الرائعة لكرة القدم في المعيش اليومي للمغاربة.
هذه التحديات وغيرها، لا تلزم العصبة الإحترافية لوحدها، ولا الجامعة لوحدها، ولا الأندية لوحدها، بل إنها تلزم كل المنتمين للعائلة الكروية، وبينهم نحن معشر الصحافيين الذين نتحمل أمانة إشعاع المنتوج الكروي للبطولة الإحترافية وطنيا ودوليا، وأداء هذه الأمانة الثقيلة لا يكون فقط بإشهار العيوب والمعيقات والتشوهات، ولا يكون أيضا بالوصول إلى المناطق المعتمة في تدبيرنا الكروي، ولكن يكون أساسا بإشاعة السلم الرياضي وبالتشجيع على الجودة والإنتصار للإبداع، لأنه خيارنا الوحيد لتطوير فكرنا الإحترافي. 

 

تنبيه هام

تؤكد «المنتخب» أنها تمنع منعا باتا استنساخ أو نقل أو نشر مواضيع أو صور منقولة من نسختها الورقية أو من موقعها الإلكتروني سواء بشكل كلي أو جزئي، أو ترجمتها إلى لغات أخرى بهدف نقلها إلى الجمهور عبر أي وسيلة من وسائل النشر الإلكترونية أو الورقية… وكل مخالف لذلك سيعرض نفسه للمتابعة أمام القضاء وفق القوانين الجاري بها العمل.

ADVERTISEMENTS
مواضيع ذات صلة
ADVERTISEMENTS