الحوار الحصري.. محسن ياجور: أنا سعيد في بركان

• لم أخن الرجاء يوما وهناك من رفض عودتي!
• سأتجاوز الخطيب وهداف العرب قاريا سيظل مغربيا
• إحذروا نهضة بركان فدرع البطولة هدفنا والسوبر غايتنا

بالأرقام وإحصائيات السجل التهديفي هو واحد من أفضل الهدافين والمهاجمين عبر تاريخ الكرة المغربية، سخاء وتدفق تهديفي محليا وصدارة غير مسبوقة قاريا.
وبالإنتظام والإستمرارية طيلة السنوات المنصرمة لغاية يومنا هذا، هو أيضا ظاهرة فريدة قلما يجود زمن الهواية بها، وقد صمد لما يشارف العقدين ممارسا على أعلى المستويات ومزدانا بالتتويجات والألقاب.
لعلنا استهلكنا ما يكفي من مواضيع مع محسن، لكن في هذا الحوار حاولنا سحبه لبعض الخصوصيات، لنترك لكم فرصة اكتشافها.

ــ المنتخب: سأترك التتويج بكأس الكاف، لأسألك، ألم تشعر بالإحباط بأن حرمك يوسوفا دايو وهو يلمس كرتك لتستقر هدفا في مرمى بيراميدز من أن تكون صاحب هدف التتويج وتعزز أرقامك الإفريقية؟
محسن ياجور: سأكون منتهى الأنانية لو قلت لك أني محبط، لأنه مستحيل في هكذا ظروف أن يتوج ناديك بطلا لقارته وتفكر في هذه الإنجازات الإفريقية التي ما يزال إن شاء الله مجال لإدراكها.
صحيح وهذه طبيعة الهدافين وهي طبيعة وسلوك يتأسس على الطمع في سياقه الإيجابي، كنت أتمنى لو احتسب الهدف لي لكن في نهاية المطاف لا حلاوة تتقدم حلاوة التتويج كمجموعة، وحلاوة إدخال كل تلك الفرحة لبيوت البراكنة الطيبين هذا أمر لا يحتمل نقاشا عندي.

- المنتخب: أنا استحضرت معك هذا لأنني ما زلت أذكر حوارا دار بيننا في نهائي فيطا كلوب قبل عامينن كم كنت حزينا بعد طردك بسذاجة في مباراة الذهاب بعد نهاية المباراة من طرف الحكم، وقلت لي أن الحزن بداخلك كبير، لأنك كنت تود ترك بصمة بهدف في مباراة الإياب؟
محسن ياجور: هذا صحيح، لكن نفس الجواب الذي حملته لك على سؤالك السابق، كان جوابي بعد عودة الفريق متوجا من كينشاسا، الأهداف الفردية والإنجازات الخاصة لا قيمة لها حين يفشل ناديك.
مثلا ما قيمة أن تسجل هارتريك وتخسر ب 4ــ3 ويضيع منك اللقب، أحيانا هدف عكسي بنيران صديقة يمنحك لقبا أفضل بكثير من كل الأرقام الفردية مهما كانت قيمتها.

- المنتخب: قبل أشهر إلتقيتك بعد أن عدت من السعودية وتحدثنا وأنت للتو وقعت عقد انضمامك لنهضة بركان، وقلت لي بعد نهاية الموسم نلتقي لنقيم الخطوة وسيتأكد لك أنها على صواب؟ هل فعلا كانت خطوة صائبة؟
محسن ياجور: بل هو قرار أكثر من حكيم وأنا مدين فيه كثيرا لوكيل أعمالي، والذي لولاه لكان الخطأ ملازما لي في قرارات عديدة وكل مرة يتبين لي أنه أكثر حكمة مني.
نعم أنا أعود لأقول لك، لا أحتاج اليوم برهانا كي أؤكد لك أني فعلا سعيد في بركان ومرتاح في بركان وتوقيعي لنهضة بركان هو واحد من القرارات الأكثر عقلانية في مساري.

- المنتخب: ما الذي يجعلك مطمئنا لهذا القرار، بل سعيدا بخلاصته؟
محسن ياجور: سأعطيك جوابين وأنت تكلف بالتقييم؟ تحصلت مع نهضة بركان على أول لقب قاري في تاريخ الفريق والمدينة وكتبت مع لاعبي الجيل الحالي تاريخ المدينة الذهبي هذا أولا.
في البطولة نافسنا حتى الدقيقة 90 من البطولة على الدرع وفي فترات في مباريات الدورة الأخيرة كنا نتصدر الترتيب، وعذبنا الوداد والرجاء واحتل الفريق الصف الثالث كأفضل نتيجة وأفضل رصيد نقاط في التاريخ أيضا، لذلك أنا أنتمي لأفضل جيل للكرة البركانية، ألا يعكس كل هذا حجم السعادة ونجاح التجربة؟

- المنتخب: دون أن أعود معك لواقع رفض الرجاء استقبالك بعد العودة من السعودية، لقد واجهتهم ذهابا وإيابا وسجلت في مرمامهم احتفلت ذهابا وتحفظت إيابا، هل كان محسن بصدد تمرير بعض الرسائل لمن يهمهم الأمر؟
محسن ياجور: قد يكون ما تقوله صحيحا ولقد حاورتني «المنتخب» في الحجر الصحي وكشفت مسببات عدم توقيعي للرجاء، بعد أن وضعت الفريق بمبدأ الأولوية تنفيذا لوعد سابق، لكن هناك من لم يرغب في عودتي، بطبيعة الحال هذا موقف تسبب لي في جرح، لأني لم أخن الفريق يوما وحين غادرت صوب السعودية استفاد الفريق ماليا، لذلك كان لزاما علي أن أرد وفي الميدان والحمد لله سيدي ربي لم يخيب لي الظن.

- المنتخب: قبل حلولك ببركان، ضم نهضة بركان أيوب الكعبي ولابا كودجو، ألم تخش أن توضع في مقارنات مع كليهما؟
محسن ياجور: وما الذي تضرني فيه هذه المقارنة؟ الكعبي أخ وصديق ولابا مهاجم نافسني على لقب الهداف والحصيلة يعرفها الجميع، كوننا توجنا معا بلقب الهداف مع أفضلية لي لأنني أقل تسديدا لضربات الجزاء، كما أنني جئت لنهضة بركان وأنا أحمل خلف ظهري رصيدا محترما من الخبرة، والأرقام لذلك مثل هذه المقارنات تحفزني ولا تخيفني.

-  المنتخب: نأتي الآن لأرقامك محليا وافريقيا، نبدأ بالمحلي هل أنت على استعداد لكسب رهان استثنائي هو في حوزة العمالقة، ومن بينهم طيب الذكر الأسطورة البوساتي بأن تتوج للمرة الثالثة بلقب الهداف؟
محسن ياجور: بكل تأكيد والموسم المقبل سيتحقق ذلك إن شاء الله، لأني سأبدأ مع الإنطلاقة وسيكون هذا واحد من أهدافي أقول واحدا، لأن الهدف الأكبر والأول محليا هو الحصول على درع البطولة.
لقد توجت مرتين بلقب الهداف والثالثة إن شاء الله ستكون بلون بركاني، وأنا واثق من بلوغ هذا النجاح.

-  المنتخب: وقاريا، أنت قريب جدا من رقم محمود الخطيب، ما الذي يعنيه هذا لك؟
محسن ياجور: يعني أنه يلزم أن أطيح بهذا الرقم الصامد لحولي 36 سنة على ما أعتقد، كما هو رقم البوساتي صامد لهذه السنوات أيضا ولو وفقني الله في أن أطيح بكليهما سأكون أسعد اللاعبين والناس بطبيعة الحال.
سمعت الكثير عن الخطيب، لم أجايله لأن ولادتي تزامنت مع فترة توهجه و تألقه، قبله تجاوزت بفضل من الله رقم أسطورة أخرى للكرة المصرية وهو محمد أبو تريكة، وغايتي هو أن يصبح بداية من العام المقبل إن شاء الله لقب هداف العرب قاريا من نصيبي ومن نصيب الكرة المغربية.

-  المنتخب: نهضة بركان سيواجه في السوبر الإفريقي ناديا مصريا الأهلي أو الزمالك، وأنت بالتخصص جلاد الفرق المصرية، هل تعد جماهير الفريق ببصمة جديدة في السوبر؟
محسن ياجور: إذا ما واجهنا الأهلي أو الزمالك، فأنا سجلت في مرماهما معا، الأهلي في عصبة الأبطال وقد أقصيته رفقة المغرب التطواني، والزمالك في كأس أبطال العرب في مباراة الريمونطادا الشهيرة، وقد سجلت في مرمامهم ثنائية وأقصيتهم أيضا، سجلت في مرمى البورسعيدي المصري وبيراميدز قبل أن يحتسب الهدف لدايو، لذلك أنا جاهز وإن شاء الله أسجل في السوبر.

- المنتخب: لو تتوج بالسوبر إن شاء الله، فستكرر رفقة حدراف إنجازا مثيرا سبق لكما تذوقه رفقة الرجاء، أليس كذلك؟
محسن ياجور: نعم بكل تأكيد، لكني هذه المرة لا أريد أن أعيش تجربة السوبر التي عشتها رفقة الرجاء مع كارطيرون، دون أن أعود لتلك القصة لأنه تعمد الإبقاء علي في كرسي البدلاء أمام الترجي حتى وقت متأخر من المباراة.
مع نهضة بركان الأمر مختلف، أشعر أنني قطعة هامة في حسابات المدرب طارق السكتيوي، وكما قلت أشعر أن إنصافا كبيرا ينتظرني رفقة أخي زكرياء حدراف.