ADVERTISEMENTS

النسخة 9 للبطولة الإحترافية.. 13 شهرا عمر بطولة ساحرة ستظل خالدة في الذاكرة !!

المنتخب: بدر الدين الإدريسي الخميس 22 أكتوبر 2020 - 13:33

• شجاعة الجامعة أعادت التباري بعد التوقف الإجباري

ما كان يخطر ببال أحد والنسخة التاسعة من البطولة الإحترافية تنطلق يوم 14شتنبر وسط جدل كبير بسبب تأخرها، أنها ستكون استثنائية بكل المقاييس بل وستكون تاريخية ليس فقط لأنها ستكون الأطول زمنا بين كل نسخ البطولة الوطنية منذ انطلاقها سنة 1956، متزامنة مع تأسيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، ولكن أيضا لأنها ستعيش على وقع جائحة أعادتها إلى الجحر قبل أن تفرج، عليها ولأنها ستشهد خاتمة مثيرة ورهيبة ومشوقة، فما كان من سباق شرس وقوي امتد للدقيقة 90 من الدورة الأخيرة، جعل من هذه النسخة من البطولة الإحترافية الأجمل، فاستحقت على ذلك أن تكون مادة إعلامية في كثير من القنوات التلفزية والمحطات الإذاعية العالمية.

• الشركات الرياضة تؤخر الإنطلاقة
بينما جرى التبليغ في وقت أول عن أن البطولة الإحترافية الأولى (2019ــ2020) ستنطلق في غضون شهر غشت بسبب ما ستشهده الأجندة القارية من ضغط كبير بخاصة وقد كان مبرمجا أن تتوقف هذه البطولة لشهر على الأقل، لفسح المجال للمنتخب المحلي للمشاركة في نسخة سابعة لبطولة إفريقيا للاعبين المحليين، كان ذاهبا للكامرون ليدافع فيها عن لقبه.
بينما كان مرتبا لهذه البطولة أن تنطلق شهر غشت ربحا للوقت، إذا بالجامعة الملكية المغربية لكرة القدم بتحريض من رئيسها فوزي لقجع ترفع لافتة المنع والإعتراض، فالبطولة لن تنطلق إلا إذا أكملت كل الأندية الترتيبات القانونية لإحداث شركات رياضية تطبيقا لقانون صدر منذ 10 سنوات.
ومع تسريع الأندية لوثيرة التطابق مع التشريعات الرياضية والإنتهاء من إحداث الشركات الرياضية، ستنطلق البطولة الإحترافية في نسختها التاسعة يوم 14شتنبر 2019 بمباراة الأولمبيكين آسفي وخريبكة.

• التأجيل هو المكتوب
وبرغم ما ستبديه العصبة الإحترافية التي نالت في آخر جمع عام للجامعة استقلاليتها، لتصبح المسؤولة المباشرة عن برمجة بطولتها في قسميها الأول والثاني، برغم ما ستبديه من صرامة في ضبط التواريخ، إلا أن مشاركة أربعة أندية في العصبة الإفريقية وكاس الكونفدرالية ومشاركة ثلاثة فرق في كأس محمد السادس للأندية الأبطال، سيحدث ارتباكا رهيبا على مستوى البرمجة. 
كثرت التأجيلات وسط احتجاجات قوية من أندية كان بعضها يرى أنه من غير المعقول أن يدخل في إجازة لمدة شهر كامل بسبب أن 5 أندية كانت لها مشاركات خارجية، لتجري بعض دورات البطولة بأربع مباريات فقط.
وعندما لا تستطيع بطولة أن تحكم قبضتها على البرمجة ولا تبدي صرامة في التعامل مع الأندية التي يجب أن تتحمل مسؤوليتها عند قرارها بالمشاركة في مسابقتين خارجيتين، سيعظم الجدل والنقاش، وسيتهم البعض العصبة الإحترافية بالتقصير وبالليونة، بل سيفرض ذلك تدخل الجامعة التي قررت عدم انطلاق جولات الإياب إلا بتصفية كل المؤجلات التي بقيت على ذمة مرحلة الذهاب.
وأعطتنا خريطة التباري والبطولة تنهي أخيرا ذهابها الموجوع، أن هناك فرسانا جدد قد دخلوا منطقة المنافسة على اللقب، فغير الرجاء البيضاوي الغائب لسبع سنوات كاملة عن منصة التتويج والذي أعد العدة لركوب كل الأمواج، كانت هناك النهضة البركانية والدفاع الجديدي والفتح الرباطي والجيش الملكي وبخاصة المولودية الوجدية، وعندما تتسع دائرة المتنافسين على اللقب أو بالأحرى على البوديوم، فإن ذلك يؤشر لنهاية مرعبة، إلا أن هذا الرعب لا يشبه في شيء الرعب الذي سنعيشه مع حلول شهر مارس الماضي.

• البطولة تدخل الحجر
في يوم الإثنين الثاني من شهر مارس الماضي، سيسجل المغرب أول حالة إصابة بفيروس كورونا، وستتخذ الجامعة بموجب ذلك قرارا بحظر الحضور الجماهيري كإجراء وقائي واحترازي، ومع ارتفاع وثيرة الإصابات وإعلان الحجر الصحي ستدخل البطولة الإحترافية على غرار كل الأنشطة الرياضة في حالة من العطالة التامة، ليطرح جميعنا السؤال عن مستقبل هذه البطولة، هل هناك أمل في استئنافها؟ أم أن القرار المؤلم سيكون هو إعلان موسم أبيض؟
لم تستعجل الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم القرار، بل إنها ستأخذها كامل وقتها في تقليب السيناريوهات ولو أنها في النهاية لا تملك لوحدها سلطة القرار.
كانت هناك دعوة لعقد اجتماع للمكتب المديري للجامعة بتقنية التباعد كبدعة فرضتها الجائحة، وخلاله سيبدي السيد فوزي لقجع رئيس الجامعة تشبته بإكمال ما بقي من البطولة إحقاقا للعدالة الرياضية واحتراما للمجهودات التي بذلتها الأندية لمدة 9 أشهر في التحضير لها وأيضا في لعب ما يقارب ثلثيها.. كيف؟
ذلك ما جرت الإجابة عنه، من خلال «بروتوكول استئناف البطولة» تم تحضيره من لجنة خاصة، ووضعته الجامعة أمام الهيئات الصحية المختصة، وكان عليها أن تنتظر القرار النهائي. وكان الجدول الموضوع والمتوافق عليه يقضي بأن تتم تصفية المؤجلات أولا وبعدها يبرمج الثلث الأخير.

• بروتوكول العودة
ستحصل الجامعة على إشارة الضوء الأخضر لاستكمال ما تبقى من البطولة، وكانت أولى الأندية المعنية بالمؤجلات، الرجاء البيضاوي الذي انتصرت له اللجنة التأديبية للجامعة عندما قررت إعادة مباراته عن الدورة التاسعة أمام الدفاع الجديدي، فكان عليه أن يخوض 6 مباريات، هي ما أحدث الفارق، فمع تحقيق الرجاء لأربعة انتصارات وتعادلين في مؤجلاته الستة، سينال 14 نقطة صعدت به لصدارة البطولة لأول مرة في الموسم، ساعده في ذلك تحقيق الغريم والمتصدر الوداد لنقطتين فقط من مؤجليه أمام فارسي الشرق.
وبدا وكأن الجامعة تساهلت قليلا مع الأندية في تطبيق مقتضيات البروتوكول الصحي، ما ترتب عنه لخبطة جديدة في البرمجة نتيجة تأجيل مباريات لوجود حالات إصابة بفيروس كورونا، وهو ما سيفرض على رئيس الجامعة دعوة الأندية مجددا لطاولة النقاش، ليكون القرار هو تشديد البروتوكول والرفع من درجة الصرامة وإدخال كل الأندية في معسكرات مغلقة ساعدت الجامعة على تمويلها.
وحفاظا على مبدإ تكافؤ الفرص الذي تحرص عليه الجامعة، ستتم من جديد تصفية المؤجلات قبل دخول المرحلة الحاسمة والتي ستضعنا بعد انطفاء جذوة عدد من الأندية التي كانت متعلقة بأهذاب اللقب، أمام ثلاثي أكدت الأرقام والمعطيات أن لقب البطولة لن يخرج عنه، الرجاء البيضاوي المتصدر، الوداد البيضاوي الطامح للحفاظ على لقبه والنهضة البركانية التواق لدخول التاريخ مجددا بالفوز بلقب البطولة لأول مرة، بعد ان أحرز لأول مرة كأس العرش.
والحقيقة أننا ما كنا أبدا نتصور أن اختصار المنافسة على اللقب في آخر خمس دورات بين الثلاثة، سيعطينا خاتمة هيتشكوكية غير مسبوقة في تاريخ البطولة.

• ما أروعها من خاتمة
سنصل إلى آخر دورة من البطولة التاجية، وهناك شبكة من المعادلات المعقدة، بين الثلاثة ولو أن الخسارة المفاجئة للنهضة البركانية على أرضه أمام نهضة الزمامرة وتعادله أمام الرجاء وقد كان متقدما عليه لغاية الرمق الأخير من المباراة، سيقللان من حظوظ فارس البرتقال، إذ تعلق تتويجه بلقب البطولة بشعرة معاوية.
عدا ذلك فقد كان الرجاء هو الوحيد المالك لمصير اللقب بين يديه، فانتصاره في الكلاسيكو على الجيش سيبقيه متصدرا وسيمنحه اللقب الذي غاب عن خزانته لسبع سنوات كاملة.
وما تصورنا أن هذه البطولة التي حافظت لنا على الإثارة وشدتنا إليها للبهارات التي أحضرتها في موسمها الإستثنائي الجميل، ستكون لها خاتمة بهذا الشكل المثير للإعجاب، فقد كان ضروريا انتظار الدقيقة 90 من زمن مباراتي الدار البيضاء والرباط لمعرفة من سيحظى بشرف رفع درع البطولة التاجية.
في الدقيقة 88 من عمر مباراة الفتح والوداد سيسجل زهير مترجي هدف التقدم للوداد، ووقتها كان الرجاء متعادلا أمام الجيش، ما كان يعني أن اللقب سيذهب للرجاء وأن الخضر سيذهبون مجددا ضحية للعنة الدقيقة 90، إلا أن هناك قوة خفية ستنتصر لتضحياتهم، عبد الإله الحافيظي سيسجل للرجاء هدفا في الدقيقة 90 سيمنحها الفوز وسيهديها اللقب، ولعله كان لقبا مستحقا لأبعد الحدود.

• عيوب وأعطاب..
هذه النهاية الأنطولوجية للنسخة التاسعة من البطولة الإحترافية بتراجيدياتها وبهيتشكوكيتها، لا يمكن بالطبع أن تنسينا بعض المعطلات والأعطاب التي تظل حاضرة في المشهد برغم كل الذي يبذل من مجهودات للتقليل من تأثيرها، ومنها على الخصوص، التغييرات المتواترة للمدربين بشكل يجعل أندية تغير إدارتها التقنية 5 مرات في الموسم، ومنها التصدع الذي يحدث على مستوى البرمجة بسبب أن الأندية لا تحترم اللوائح الموضوعة لبرمجة مؤجلات الأندية التي لها مشاركات خارجية، ومنها الإنتدابات العشوائية التي تسببت للأندية في ضياع الإستقرار البشري، وقد كان رجاء بني ملال أكثر ناد سدد غاليا فاتورة الإنتدبات التي صممها صيفا وشتاء.
وسيكون تطوير الهوية الإحترافية للبطولة، أحد أكبر رهانات الجامعة والعصبة الإحترافية، وهذا التطوير يجب أن ينطلق من الإستثمار الجيد للصورة التي صدرتها عن نفسها البطولة الإحترافية في موسمها التاجي الذي استمر 13شهرا بالتمام والكمال.

تنبيه هام

تؤكد «المنتخب» أنها تمنع منعا باتا استنساخ أو نقل أو نشر مواضيع أو صور منقولة من نسختها الورقية أو من موقعها الإلكتروني سواء بشكل كلي أو جزئي، أو ترجمتها إلى لغات أخرى بهدف نقلها إلى الجمهور عبر أي وسيلة من وسائل النشر الإلكترونية أو الورقية… وكل مخالف لذلك سيعرض نفسه للمتابعة أمام القضاء وفق القوانين الجاري بها العمل.

ADVERTISEMENTS
مواضيع ذات صلة
ADVERTISEMENTS