ADVERTISEMENTS

روعة يا رجاء..

بدرالدين الإدريسي الجمعة 16 أكتوبر 2020 - 20:11
بدرالدين الإدريسي - كلمات/أشياء

من حق الرجاويين أن يفخروا ويباهوا بالجيل الحالي للنسور الخضر، لأن هذا الجيل وببساطة، مشى فوق الأشواك، وكسر ما كان يقذف أحيانا من مناصريه من فرط الخوف، من جبال الشك والتبخيس عندما لا تطلع مباراة بشمس الإنتصار، وقاوم إعصار الضائقة المالية التي أمسكت بالخناق والتلابيب منذ سنوات.
هذا الجيل لم يتوج فقط بلقب البطولة الأكثر هيتشكوكية وإثارة ودرامية أيضا، ولكنه توج أيضا بكأس الكونفدرالية وبالسوبر الإفريقي وهو يقف اليوم شامخا على هضبة إفريقيا يناجي تاجها الجميل، ويشرق كل يوم في مساءات العرب حالما بكأس محمد السادس للأندية الأبطال.
من حق أي رجاوي أن يرفع رايات النصر في محيطه، وأن يشدو على مسامع العالم أغنية الولاء لرجاء الشعب، فهؤلاء النسور يمتلكون بالفعل أجنحة من نار تصهر في كل مكان ذهب العزة والتاريخ، ومن شاهدهم في بطولة إستثنائية يأتون في كل مبارياتهم بالمستحيل، يقلبون الأوضاع، ويعزفون نشيد التميز بكل إمتاع، ويجيدون في إخراج ملاحم خضراء بكل إبداع، سيقول أن جلباب البطل يليق عليهم، وأن هذا الدرع الذي رفعوه أمس في معقلهم الوازيس يستحقونه.. ومن غيرهم يستحقه؟
كان على الرجاء البيضاوي أن يعود بعد الجائحة بسيوف لا تصدأ لأن المعركة لن تكون سهلة مع منافسين إثنين، هما من امتلكا جدارة مواصلة السباق الخرافي، الغريم الوداد الذي يستطيع بنصف رئة أن يتنفس أريج الألقاب والنهضة البركانية الذي دخل حالما معمعة المنافسة على الألقاب، والحقيقة أن الرجاء ما إن أمسك بالصدارة حتى حرر لها وصل إيداع أخضر، جاءت كل المباريات بهديرها وبجواسيسها وأبدا لم تعتر لذلك الوصل على مكان، أحسن الرجاء التعامل بعقلية الأبطال مع كل الظروف الصعبة، وقبل أن يصنع الفوز حتى في المباريات الميؤوس منها، كان يظهر قدرة رهيبة على صناعة المواقف، على صناع الفعل الذي يسبق ردة الفعل، وهذا برأيي هو ما ساعد النسور على أن يحلقوا أخيرا إلى المدارات الموصودة أمامهم منذ سبع سنوات، ليضعوا بها النجمة 12، وليستأنفوا حكما قد صدر بابتعادهم عن سكة المتوجين.
وطبعا للإنجاز الكبير فرسان وصناع، قد يكونون بالمطلق هم اللاعبون الذين حسموا على أرضية الميدان الكثير من المعارك الكروية الضارية في بطولة مهبولة، وقد يكون هو المدرب جمال السلامي الذي رسم باقتدار الطريق نحو اللقب والناس في حجرهم الصحي يطاردهم الخوف من سطوة الوباء اللعين، وقد يكون هو هذا الجمهور الرائع الذي برغم محنة البعاد عن مدرجات الإبداع، استطاع أن يحسس اللاعبين بأنه معهم، يوجد في نبضهم وفي الدم الذي يسري في عروقهم، وقد يكون هو المكتب المسير الذي يحسب له أنه أهدى شعب الرجاء ثلاثة ألقاب قارية ووطنية، وأهداهم قبل ذلك تصريحا رسميا بأن فريقهم خرج من الحجر المالي، لذلك فإن الوصول للنجمة 12 هو كل لا ينفصم ولا يتفرق، والفضل فيه متقاسم بين عائلة صدقت في حبها وولائها للرجاء.
وبمقدار الفخر الذي يشعر به كل رجاوي اليوم والنسور بعلامة الإمتياز نالوا النسخة الأقوى والأكثر هيتشكوكية في تاريخ البطولة الوطنية، فإننا فخورون أولا بأننا ربحنا رهان إكمال البطولة بمؤجلاتها وبثلثها الأخير، وسحقنا ثانيا كل أصوات الشك والتيئيس التي كانت تخرج أحيانا من جحور العدمية، للقول بأن استئناف هذه البطولة ومحنة الجائحة تشتد علينا كان بمثابة انتحار معلن، والحال أن الجامعة كسبت رهان إحقاق العدالة وانتصرت لإرادة جماعية هزمت طيور الظلام ومكنتنا جماهير وإعلاميين بأن نستمتع بنهاية ولا في الأحلام لبطولة، لئن قلنا اليوم على أنها الأفضل في قارتنا الإفريقية، فلن نسأل عن ذلك ولن نتهم بحبة زيادة للشوفينية.
في هذه البطولة الأطول زمنا وعمرا والأكثر إثارة وعطرا، كان علينا أن ننتظر الدقيقة 90 من مباريات الدورة الأخيرة لنعرف من يكون البطل، وهذا السيناريو تطلبه حتى البطولات الأوربية الكبرى التي تتسبب هيمنة السواعد الكبرى في قتل إثارتها، ولكم أن تتذكروا أنه مع نهاية الجولة الأولى من المباريات الثلاث المعنية بالسباق نحو اللقب، كان الوداد هو البطل بحكم أن تعادله أمام الفتح وتقدم النهضة البركانية على أولمبيك آسفي وتأخر الرجاء أمام الجيش، كان يضع الثلاثة في مرتبة واحدة بنفس التنقيط، والإمتياز هو للوداد، أفضل الثلاثة على مستوى النسبة العامة للأهداف.
ومع تسجيل الرجاء لهدف التعادل بقدم الحافيظي في الشوط الثاني، استعاد النسور صدارتهم، ثم عادوا وفقدوها في الدقيقة 88 وزهير المترجي يتقدم للوداد، إلا أن الدقيقة 90 ستمنح الرجاء ما يستحقه في المباراة أي الفوز، وفي الموسم بأن يكون بطلا بعلامة الإقتدار الكاملة..
اليوم كيف نستثمر هذا النجاح المبهر للبطولة وكيف نسوقه بالشكل الذي يساعد على جلب عائدات مالية تزيد من قيمتها؟ هذا بالتأكيد ما يجب أن تشتغل عليه العصبة الوطنية لكرة القدم الإحترافية، تفعيلا للإستقلالية التي حصلت عليها من الجامعة، استقلالية التدبير وإبداع شكل جديد..
 

تنبيه هام

تؤكد «المنتخب» أنها تمنع منعا باتا استنساخ أو نقل أو نشر مواضيع أو صور منقولة من نسختها الورقية أو من موقعها الإلكتروني سواء بشكل كلي أو جزئي، أو ترجمتها إلى لغات أخرى بهدف نقلها إلى الجمهور عبر أي وسيلة من وسائل النشر الإلكترونية أو الورقية… وكل مخالف لذلك سيعرض نفسه للمتابعة أمام القضاء وفق القوانين الجاري بها العمل.

ADVERTISEMENTS
مواضيع ذات صلة
ADVERTISEMENTS