ADVERTISEMENTS

ديربي تحت الحصار..

بدرالدين الإدريسي الخميس 24 شتنبر 2020 - 10:50
بدرالدين الإدريسي - كلمات/أشياء

لن ينظر للديربي 128 بين الغريمين الوداد والرجاء، على أنه لحظة فارقة في السباق نحو اللقب، أو أنه سيحسم مصير البطولة الإحترافية في زمن الجائحة، قد يزيد الديربي الصورة وضوحا، وقد يسهم في إضافة ألوان جديدة لمرسم التتويج، إلا أنه بمنطق الأرقام والمعادلات لن يحسم شيئا، لأن ما سيأتي لاحقا، خمس مباريات من 15 نقطة قد تحدث ما لا يمكن أن نحدسه أو نتوقعه من متغيرات، بخاصة وأن صراع اللقب بالعودة إلى الترتيب العام الحالي ليس قصرا على الغريمين، بل هو أيضا شأن يعني بدرجة كبيرة النهضة البركانية وبدرجة ثانية المولودية الوجدية. بالطبع لو يفوز الرجاء كما فعل ذهابا، فإنه سينال أغلى ثلاث نقط في مساره البطولي، وسيبتعد بأربع نقاط كاملة عن الغريم وسيربح جولة في الصراع القطبي والثنائي، وسيظل على المسافة نفسها من ثاني المطاردين النهضة البركانية، فيما لو حسم فرسان البرتقال لصالحهم مؤجل الدورة 25، الذي خاضوه مساء أمس الأربعاء أمام الجيش الملكي، أما إن فاز الوداد فإن ذلك سيعيده للصدارة بفارق نقطتين، وسيعطيه أجنحة من حديد ليحلق نحو اللقب الثاني له تواليا. الديربي التاجي الذي سيلعب إذا خلف الأبواب الموصدة، نقاطه غالية جدا، وما سيكون على أرضية الملعب، فوق ما هو مأثور لدينا من تشابك تكتيكي، ومن نزالات ثنائية، ومن خرسانات دفاعية منصوبة ومن احتراس كبير من قبل المدربين معا، سيقودنا حتما إلى معرفة أي الفريقين جاهز للسفر الأخير الذي لا يحتمل أي خطإ من أي نوع، ولا أظن أن ما تداعى أمامنا من مشاهد تكتيكية في المباريات الأخيرة للرجاء وللوداد، يمكن أن يكون دليلا لمعرفة من من الفريقين الأكثر جاهزية لكسب النزال. الرجاويون وبعد أن وضعوا أيديهم على قلوبهم ونسورهم تمنع من مواصلة التحليق الجميل والممتع أمام اتحاد طنجة في مباراة تكبد فيها الرجاء خسارة لم يتذوق لها طعما منذ العودة إلى فضاء البطولة بعد الخروج من الحجر الصحي، لعلهم وجدوا في الفوز البين على الدفاع الجديدي ما يعيد لهم الإطمئنان، إلا أن الديربي هو حالة مستثناة من الزمن الكروي الحالي، وكيفية تدبيره ستكشف لا محالة عن إحدى مهارات النسور. والوداديون الذين انكسر خاطرهم وفريقهم يتعادل في الكلاسيكو أمام الجيش بالرباط بعرض شاحب، أدركوا أن فريقهم يستطيع في أي لحظة أن ينهض من رماده ليرسل لهبا جديدا، والحال أن الفريق صحح الأوضاع بمجيء الأرجنتيني غاموندي فحقق فوزين متتالين يدخلانه الديربي، وهو مسترجع لكم كبير من الثقة المهدرة، ولو أن الأداء الجماعي ظل على حاله موشوما بكثير من الترهل. ولو أن غاموندي سيكتشف لأول مرة الحمولات النفسية الرهيبة للديربي، برغم أن كثيرا منها ذاب بفعل غياب الجمهور الذي يلهب المشاعر ويدخل اللاعبين إلى فرن الضغط، إلا أنه يستطيع معرفة ما يحتكم عليه من رأسمال بشري، ليربح الرهان الشاق والصعب، ولو أنه في هذا كله يقف على مسافة من جمال السلامي الذي لا يكتفي بمعرفته الكاملة بأسرار الديربي، ولكن يضيف إليها أنه بات للأشهر التي قضاها على رأس العارضة الفنية للنسور، متحكما في مستودع الملابس، مالكا للقرار التقني، وعارفا بكل التفاصيل التي يحتاجها المدربون في تدبير مباريات من هذا الثقل، ولو أن السلامي على غرار غاموندي، سيحاول أن يحول الضغط النفسي إلى طاقة إيجابية تبث الأمل والثقة لدى لاعبيه، وتقصي عنهم صور التفوق الرقمي والتقني التي صدرها ديربي العرب وذهاب ديربي البطولة. ما يحتاجه ديربي الخميس لكي لا يكون جائحة كروية ضارة، أن تتنظف ذهنية اللاعبين من كثير من الشوائب السلوكية التي تنال من إبداعاتهم الفردية، أن ينجح المدربان معا في غزل خطط تكتيكية تجمل مهارات اللاعبين ولا تدفنها في التراب، وأن يكون التحكيم هادئا في إدارة مباراة قد تتحول في أي لحظة إلى مرجل يغلي، وليذهب فكر اللاعبين إلى جماهير تحترق وراء شاشة التلفاز من فرط البعاد، ومن فقدان القدرة على أن تكون هي اللاعب رقم 1 في الديربي التاجي..

تنبيه هام

تؤكد «المنتخب» أنها تمنع منعا باتا استنساخ أو نقل أو نشر مواضيع أو صور منقولة من نسختها الورقية أو من موقعها الإلكتروني سواء بشكل كلي أو جزئي، أو ترجمتها إلى لغات أخرى بهدف نقلها إلى الجمهور عبر أي وسيلة من وسائل النشر الإلكترونية أو الورقية… وكل مخالف لذلك سيعرض نفسه للمتابعة أمام القضاء وفق القوانين الجاري بها العمل.

ADVERTISEMENTS
مواضيع ذات صلة
ADVERTISEMENTS