قيود جديدة في إنكلترا والعالم يسجل عددا قياسيا أسبوعيا لإصابات كورونا
الثلاثاء 22 شتنبر 2020 - 19:30تسجل الوفيات الناجمة عن وباء كوفيد-19 انخفاضا في العالم لكن الإصابات الأسبوعية حطمت رقما قياسيا جدا ، ما يؤشر إلى أن الوباء بعيد عن التراجع، لا سيما في أوروبا حيث أعلنت بريطانيا الثلاثاء عن قيود جديدة بمواجهة هاجس موجة وبائية ثانية.
وسجلت قرابة مليوني إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد (أي بزيادة 6%) الأسبوع الماضي عالميا ، وهو "العدد الأكبر من الإصابات الذي يسجل على الإطلاق خلال أسبوع واحد منذ بدء تفشي الوباء"، في حين تراجع عدد الوفيات بنسبة 10% إلى 37700 حالة، كما أعلنت الثلاثاء منظمة الصحة العالمية.
وباستثناء إفريقيا، سجلت كل القارات ارتفاعا بعدد الإصابات بين 14 و20 أيلول/سبتمبر.
وخلال هذه المدة، عرفت أوروبا الارتفاع الأكبر بعدد الوفيات (27% خلال أسبوع). فيما تجاوز عدد الوفيات في الولايات المتحدة 200 ألف وفاة.
ورفعت المملكة المتحدة، البلد الذي يسجل أكبر عدد وفيات بالوباء في أوروبا، مستوى الإنذار الذي يقيس مسار انتشار الوباء الاثنين، وذلك بمواجهة تهديد موجة إصابات ثانية من شأنها أن تسفر عن وفاة 200 شخص في اليوم ما لم يطرأ "تغيير على المسار" المتصل بالمرض.
وقال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون في كلمة أمام البرلمان إنه ينبغي اتخاذ تدابير حاليا تفاديا لفرض تدابير أخرى ستكون مكلفة لاحقا .
وأكد أن التدابير الجديدة التي قد تبقى مفروضة لستة أشهر سيجري تعزيزها عبر فرض غرامات أكثر تشددا على المخالفين وحضور قوي للشرطة ودعم من الجيش.
وأضاف "إذا أخفقت كل إجراءاتنا في خفض معدل (انتقال الفيروس) إلى ما دون واحد، حينها نحتفظ بحق فرض قيود أكثر تشددا ".
وتشمل التدابير الجديدة التي ستفرض إغلاق الحانات والمطاعم عند الساعة 22,00 اعتبارا من الخميس، فيما شجع جونسون السكان على العمل من المنزل متى كان ذلك ممكنا .
ولن تطبق التدابير إلا في إنكلترا، لكن، وبحسب الحكومة البريطانية، فقد تحدث جونسون هاتفيا مع رؤساء وزراء اسكتلندا وويلز وايرلندا الشمالية و"قد اتفقوا على اعتماد مقاربة موحدة بقدر الإمكان".
في إسبانيا التي ضربها الوباء بشدة في الربيع، فرضت من جديد اعتبارا من الاثنين قيود جديدة في منطقة مدريد التي باتت بؤرة الوباء في البلاد.
ودعا وزير الصحة سلفادور إييا الثلاثاء سكان مدريد إلى الحد من تحركاتهم وتواصلهم إلى ما هو "ضروري" فقط.
وأسفر الوباء حتى الآن عن وفاة 965,760 شخصا في العالم منذ نهاية كانون الأول/ديسمبر، وفق حصيلة أعدتها فرانس برس استنادا إلى مصادر رسمية الثلاثاء الساعة 11,00 ت غ.
وأحصيت أكثر من 31,3 مليون إصابة شفي منها 21 مليونا على الأقل.
تبقى القارة الأميركية التي تمثل ما يفوق نسبة 38% من الإصابات التي سجلتها منظمة الصحة العالمية الأسبوع الماضي، الأكثر تضررا من الوباء رغم انخفاض الوفيات فيها بنسبة 22%.
وتسجل الولايات المتحدة العدد الأكبر من الوفيات الناجمة عن الفيروس في العالم مع تجاوز عدد الوفيات 200 ألف وفاة، وفق جامعة جونز هوبكنز.
وأظهرت حصيلة الجامعة ومقرها في بالتيمور 200,005 وفيات صباح الثلاثاء، من أصل 6,9 ملايين إصابة في البلاد، وقد توقعت هذه الوفيات عدة دراسات منذ آب/أغسطس، وستجعل فيروس كورونا ثالث سبب رئيسي للوفاة في الولايات المتحدة هذا العام.
وبعد الولايات المتحدة تأتي البرازيل (137,272 وفاة)، ثم الهند (88935) والمكسيك (73697) والمملكة المتحدة (41788).
وقبل نحو ستة أسابيع من الانتخابات الرئاسية الأميركية، تسجل الولايات المتحدة يوميا نحو ألف وفاة، وهو رقم إذا ما قيس بعدد السكان، يعادل أربعة أضعاف معدل الوفيات في أوروبا.
ويشكل هذا العدد الكبير الذي يشمل خصوصا أشخاصا سودا ومن أصول لاتينية (يمثل هؤلاء أكثر من نصف الوفيات لمن هم دون 65 عاما )، بالنسبة للمرشح الديموقراطي جو بايدن مؤشر عدم كفاءة الرئيس الجمهوري دونالد ترامب في معالجة التحدي الأكبر في عهده.
في أميركا الشمالية أيضا ، أعلنت كيبيك أنها تقف على مشارف "موجة ثانية"، وفق المدير الوطني للصحة العامة. ومقاطعة كيبيك التي تعد 8 ملايين نسمة وهي الأكثر تضررا من الوباء في كندا، سجلت 586 إصابة جديدة خلال يوم واحد، وهو عدد غير مسبوق منذ أواخر أيار/مايو.
تواجه الأرجنتين ايضا تداعيات الوباء، فقد سجلت الاثنين عدا قياسيا جديدا من الوفيات اليومية بلغ 429، ما يرفع إجمالي الوفيات الناجمة عن الوباء فيها إلى 13482، وفق السلطات.
وهو أكبر عدد وفيات يومي منذ بدء انتشار الوباء في البلد الجنوب أميركي، حيث لا تزال تدابير العزل سارية منذ 20 آذار/مارس وسط تخفيف تدريجي لها حسب المناطق.
في الأثناء، سجلت إيران الثلاثاء 3712 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد في الساعات الأربع والعشرين الماضية، في رقم قياسي للإصابات اليومية منذ بدء انتشار كوفيد-19 في البلاد في شباط/فبراير.
وسط هذا السياق من عدم اليقين، تعززت خسائر البورصات الصينية الثلاثاء، فقد خسرت بورصة هونغ كونغ نسبة 0,98%، وشنغهاي 1,29% وشنيجين 1,09%.
تأتي هذه الخسائر غداة يوم سيء للبورصات الأوروبية أيضا ، فقد انخفضت بورصة باريس بنسبة 3,74% وفرانكفورت بنسبة 4,37% ولندن 3,38%. وارتفعت قليلا منتصف الثلاثاء.
وقال ديفيد مادن محلل الأسواق في شركة "سي ام سي ماركت" البريطانية "إن المحن الصحية تعك ر المزاج العام".
في هذه الأثناء، انضم أكثر من 60 بلدا غنيا ، لكن من دون الصين والولايات المتحدة، إلى آلية وضعتها منظمة الصحية العالمية تسهل وصول الدول الفقيرة على لقاح محتمل ضد كوفيد-19، بحسب لائحة نشرت الاثنين.
في ما يتعلق بجائزة نوبل للسلام التي يعلن عن الفائز بها في 9 تشرين الأول/أكتوبر، سيعقد حفل التسليم بدون مأدبة عشاء وبحضور قليل وفي مبنى أصغر حجما ، كما أعلن معهد نوبل الذي ينظر في تنظيم حفل افتراضي إذا اقتضت الظروف الصحية ذلك.