البطولة مصيرها بأيديكم..
الثلاثاء 01 شتنبر 2020 - 15:03هل رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم وحده من اتخذ قرارا باستكمال ما بقي عالقا من البطولة الإحترافية منذ أن أوقفتها كرها جائحة كورونا، حتى نعتب عليه، وحتى نضعه وحيدا في بؤرة النقد والجلد وبطولتنا تئن كل يوم تحت وطأة التأجيلات؟
هل كان لقجع وحده من رفع تحدي عودة البطولة الإحترافية، حتى لا يلام إلا هو على مشهد التقطع والبثر والتسويف في رزنامة هذه البطولة؟
بالطبع كان قرار العودة قرار جماعيا، صحيح أن لقجع عض بالنواجد على أن تستكمل البطولة ما بقي ناقصا فيها لتحقيق العدالة الرياضية، ولكي نبرز لأنفسنا قبل الآخرين، قدرتنا على مغالبة الإكراهات والمعيقات وحتى المثبطات، لذلك إن كان ضروريا أن يسأل طرف عن التشوهات التي تحدث اليوم في مشهد العودة، فالجميع مشترك في المسؤولية، وإن قدر لهذه البطولة أن تصل لخط النهاية فإن مسؤولية ذلك تقع على عاتق الجميع، أندية وجامعة وعصبة إحترافية، وإن لم يكتب لهذه البطولة أن لا تصل لمنتهاها، فإن المسؤولية ستكون أيضا جماعية، إن تساهلت الأندية في تطبيق البروتوكول الصحي، فإن المدان في ذلك ستكون بكل تأكيد الأندية لأنها لم تستوعب أهمية التقيد بصرامة بنواهي وضوابط البروتوكول الصحي، وبعدها الجامعة لأنها لم تتشدد في تطبيق البروتوكول، بل ولم تعمل على تنزيله بالطريقة المثلى.
اليوم وقد برمجت العصبة ومعها الجامعة ست دورات من الثلث الأخير للبطولة بعد الإنتهاء من المؤجلات، سيحبطنا أن 22 مباراة من أصل 40 مباراة تم تأجيلها، وإذا كانت الجامعة وقد استوعبت جيدا ماذا أورث عدم إدخال الأندية في عزل جماعي من البداية، قد قررت إعمالا لمبدإ تكافؤ الفرص أن تتم تصفية كل هذه المؤجلات مع الإنتهاء من الدورة 26، فإن ما سنشهده لاحقا، سيكون كابوسا لبعض الأندية التي تأجلت لها ست مباريات كاتحاد طنجة، وسيكون مربكا للأندية الأربعة المعنية بالمنافسات القارية، فجميعها مربوطة بدرجات متفاوتة بالمؤجلات، وحتما فإن التعديل الذي سيحدث على الأجندة الزمنية للبطولة سيجعلها تمتد لغاية منتصف شهر أكتوبر، إذ سيكون من عاشر المستحيلات أن تنتهي البطولة يوم ثالث عشر شتنبر كما كان مقررا لها آنفا.
ولأن أي ضبط زمني لهذه «البطولة الكورونية» سيحتاج إلى مؤشرات لا تكون خادعة، كتلك التي استندنا إليها من قبل وقلنا أن بطولتنا ستنتهي منتصف شهر شتنبر، فإن أولى هذه المؤشرات أن تغير الجامعة لغة الخطاب وأسلوب المراقبة المفروض على الأندية، فإذا كان الحل الأمثل لتفادي السقوط المتكرر لأخبار الإصابات بكوفيد 19 في أوساط الأندية، هو العزل الجماعي أو الإقامة الجبرية للأندية بالفنادق أو الأكاديميات المانعة لكل اختلاط، فإن الجامعة التي أوصت بهذا الخيار، مطالبة اليوم بأن ترفع سقف التحذيرات، فلا حيزا زمنيا أصبح متاحا اليوم لبرمجة موجة ثالثة من المؤجلات، لأن غير ذلك سيكون إعلانا فعليا عن انتهاء البطولة الإحترافية معاقة بل ومشلولة بسبب ما وصفناه ذات وقت بالقوة القاهرة، بينما الحقيقة أن أي توقيف قد يطال البطولة الإحترافية سيكون بسبب التخاذل في تطبيق البروتوكول الصحي.
ليس من عادتي أن أستحضر في نقد الظواهر المشينة نظرية المؤامرة التي يتناقلها المشهد الرياضي الوطني ويقحمها عند كل تشهير بالبدع الرائجة، إلا أن ما أرقبه وغيري في تفاصيل العودة الصعبة والمريرة للبطولة الإحترافية، والأندية تخترق بالطول والعرض من وباء كورونا، ليفضي ذلك إلى جبل المؤجلات الذي يسد اليوم عين الشمس، يجعلني أتصور أن هناك صنفين من الأندية، أندية تعض بالنواجد لكي لا تترك حرفا من البروتوكول الصحي وأخرى تظهر ضعفا بينا في تسييج محيطها لتمنع عن لاعبيها وصول الوباء اللعين، وهذا البعض من الأندية إما فاقد للحكامة في تدبير الطوارئ، وإما لاعبوه فاقدون للثقافة الإحترافية فلا يستطيعون تقدير المخاطر، ولئن كانت بطولات أوروبية قد استكملت في دول مثل إيطاليا وإسبانيا في ذروة انتشار الوباء من دون أن تفقأ لها «كورونا» عينا، ومن دون أن تؤجل لها مباراة واحدة، فلأن الأندية هناك لم تتساهل أبدا في تطبيق البروتوكول الصحي ولأن اللاعبين من ذوي الإجازات العالمية في ثقافة الإحتراف، كانوا أكثر شراسة وضراوة من نواديهم في محاربة كورونا، لأن المباريات هي باب الرزق الذي لا يجب أن يغلق، فهل يا ترى نفكر نحن كما يفكرون؟
هناك حاجة أكبر من التناطح في الإجابة عن السؤال سلبا أو إيجابا، تلك الحاجة هي أن تتذكر الأندية أن قرار العودة هو قرارها وأن مصير هذه البطولة بيدها، فلتفعل ما بدا لها..