ADVERTISEMENTS

عبقرية شباب المغرب

بدرالدين الإدريسي الثلاثاء 25 غشت 2020 - 11:55
بدرالدين الإدريسي - كلمات/أشياء

حكمة كبيرة أن تكون ذكرى ميلاد ملك المغرب عيدا للشباب، فرمزية ودلالات هذا الإقتران الجميل، تتمثل في أن المغرب بلد شاب بقياداته وبساكنته، وبلد شاب بإراداته وطموحاته وشغفه الدائم للبناء والتطور وبلد شاب بحيويته وإصراره على ربح رهانات التجدد والتطور.
وإسوة بملكه وقائده وملهمه، فإن شباب المغرب يظهر في شتى مناحي الخلق والإبداع مدى نبوغه وعبقريته، فما أكثر ما نبغ شباب المغرب في الخلق والإبتكار معتمدا في ذلك على طاقته الخلاقة والإيجابية التي هي من أكبر موروثاته الفكرية.
يوم السبت الماضي والمغاربة يحتفلون مع ملكهم المفدى جلالة الملك محمد السادس حفظه الله بالذكرى السابعة والخمسين لميلاده، مجددين ارتباطهم الوثيق بقيم النبوغ  والإبداع، ومتسلحين بالطموح لبلوغ المعالي ولتتبوأ بلادهم المكانة التي تستحق في حاضرة الكون، جاءت واحدة من البشارات الجميلة الدالة على عبقرية هذا الوطن في إنجاب شباب نستطيع أن نفاخر بهم بين شباب العالم، بمدينة كولن الألمانية رفع كل من ياسين بونو ويوسف النصيري العلم المغربي خفاقا، وقد ساهما معا بقسط وفير في تتويج فرسان الأندلس بكأس أوروبا ليغ، بعد أن هزموا في نهائي مثير نادي إنتر ميلان الإيطالي.
كانت لحظة شبيهة بتلك اللحظات التاريخية التي كانت لها الأبدان تقشعر، وكانت تنتفض لها الجوارح بل وتدمع لها العيون، عندما كان أبطال من شباب المغرب يتألقون في مسارح الرياضة العالمية، يجعلون من المغرب وطنا ونشيدا وعلما يزهو بين الأوطان، ويعطوننا فخرا فوق فخر بالإنتماء لمغرب التحديات، من نوال وعويطة إلى كل النيازك الجميلة التي تلألأت في سماء العالم وهي بالعشرات.
ياسين بونو ويوسف النصيري هما صورة من شباب هذا الوطن الذي يقهر المستحيل ويتجاوز المعيقات ويهزم بالعمل والطموح والصبر كل عوارض الطريق، ويتجاوز بالإيمان الكبير بالقدرات كل العقبات التي تجعل للإنتصار سحرا لا يقاوم ومذاقا لا شبيه له.
كلا الشابان أطلا على الحياة بأحلام الطفولة العريضة التي تبدو مع الأيام مرهقة وصعبة ومعقدة، ولكنها لا تنال من عزم وإصرار وطموح الشباب، بل إنها من جنس عزائمهم التي تأتي على قدر العزم.
من بيئة كروية مغربية افتقدت ذات وقت للتكوين القاعدي الممنهج والعلمي، خرج يوسف النصيري وياسين بونو بملكات تقنية كبيرة وبخريطة حلم عريضة، هي ما ساعدهما على أن ينجحا في اختبار كرة القدم المستوى العالي، فما نالا إجازة العبور للإحتراف الأوروبي بالإنضمام لأتلتيكو مدريد ومالقا الإسبانيين، إلا لأنهما امتلكا جرعات من الإبداع ولأن وعاء الموهبة عندهما كان باتساع خارطة الأمل، إلا أن ما سيأتي بعد نجاحهما في كسر قاعدة عزوف الكرة المغربية عن تصدير مواهبها لأوروبا، سيكون شاقا وصعب التحمل، لأن الإرتقاء في سلم الإحتراف سيتطلب منهما جهدا خارقا وطاقة كبيرة من التحمل، وتلك لعمري واحدة من الخصال التي إن تربى عليها الشباب لم يتهيب من صعود الجبال ولم يتخلف يوما عن طلب المعالي.. 
نسعد ونبتهج، ويملؤنا فخرا ما أنجزه الأسدان ياسين بونو ويوسف النصيري وقد باتا أول عربيين يتوجان بكأس أوروبا ليغ، ولكن يحفزنا ما شاهدناه مبهورين يوم الجمعة بكولن الألمانية، على أن نمضي خلف عاهلنا الشاب بالروح والفكر والنباهة والفروسية، لنجعل كل أيامنا احتفالا بالشباب، بطموح وعزم وأحلام الشباب، ولنردد مع الشاعر: 
ولولا الشبابُ وذكرى الشباب ..
لعاشَ الفتى عمره كارهًا..  

 

تنبيه هام

تؤكد «المنتخب» أنها تمنع منعا باتا استنساخ أو نقل أو نشر مواضيع أو صور منقولة من نسختها الورقية أو من موقعها الإلكتروني سواء بشكل كلي أو جزئي، أو ترجمتها إلى لغات أخرى بهدف نقلها إلى الجمهور عبر أي وسيلة من وسائل النشر الإلكترونية أو الورقية… وكل مخالف لذلك سيعرض نفسه للمتابعة أمام القضاء وفق القوانين الجاري بها العمل.

ADVERTISEMENTS
مواضيع ذات صلة
ADVERTISEMENTS