تقرير: هل نستنسخ قانون "الويفا" للتصدي لفيروس التأجيلات؟

لكل تشريع لا بد من آثار قانونية تترتب عنه، إلا أنه فجأة ستجد أسرة كرة القدم عبر العالم نفسها أمام نوازل تخضع لمنطق الزجر دون فرض العقاب ولا نوعية هذا العقاب.
في زمن "كورونا" مثلا البصق ممنوع.. السعال صار ممنوعا، لكن ما هو نوع العقاب المفوض؟ الجواب ستجدونه في التقرير.
في زمن كورونا أيضا التغييرات المسموح بها صارت 5، لكن في 3 فترات توقف لا غير، لكن ماذا عن المخالفين؟ أيضا ستجدون الجواب في التقرير كي تتضح الصورة أمام الجمهور الكريم..

• "كورونا" تفرض منطقها
لئن كانت البشرية قد رضخت لجبروت هذا الفيروس التاجي، وصارت ملزمة بارتداء أقنعة واقية وكمامات إجباري، إنتقلت من صيغة الفرض والأمر لصيغة التجريم والعقاب لاحقا،٫ فإن كرة القدم لم تسلم من منطق هذا الفيروس وهذه الجائحة.
في زمن "كورونا" صار التوقف والوقت المستقطع حاضرا بعد انتصاف اللعب عبر فترتين، وشرعت "الفيفا" بروطوكولا سارت على هديه باقي الإتحادات القارية، وبعدها المحلية، فيه جملة مقتضيات ما سبق وأن عرفها من احتكوا بالجلد المدور منذ ظهوره الأول لغاية تفشي الجائحة.
ومن جملة هذه التشريعات، تشريع قانون 5 تغييرات، لكن وفق "تايمينغ" وضوابط صارمة منها «أن تتم التغييرات الخمسة في 3 فترات توقف لا غير»، مع إمكانية إدراج تغيير إضافي بين الشوطين أي داخل مستودع ملابس كل فريق فلا يندرج هذا ضمن فترات التوقف، نعم جرى تشريع هذا القانون وأبلغت به الفرق وقبلها الحكام، ولكن ماذا عن العقاب؟

• واقعة العبدي 
ما حدث خلال مباراة الدفاع الحسني الجديدي أمام الجيش المكي، شكل أول واقعة وأول نازلة في هذا الموضوع، بعدما تصدى الدكاليون لتغيير رابع للفريق العسكري في فترة توقف رابعة.
سيتقدم الدفاع باعتراض تقني ضد الجيش وسيعود حكم الساحة جلال جيد لمساعديه وخاصة لغرفة "الڤار" التي ساعدته باستحضار التغييرات التي أقدم عليها الجيش، وهي العملية التي استغرقت 5 دقائق ويخلصوا إلى أنه خرق هذا التشريع الجديد فتم سحب اللاعب المستبدل وعودة اللاعب الذي خرج.
هنا سيراسل الدفع الجديدي العصبة والجامعة ليطالب بنقاط المباراة، مؤكدا أنه لا يعنيه إصلاح هذا الخطأ من طرف الحكم والفريق العسكري، بل ما يهمه هو ما يترتب من آثار قانونية على هذا الخرق ومستحضرا حكاية تجاوز الفرق لتبديلات الأجانب التي كان مسموحا بهافي السابق وخسارة الوداد مرتين مباراتين لهذا السبب.

• من المسؤول؟
بحثنا في هذا الموضوع وساءلنا أكثر من طرف، تحرينا مع حكم دولي قال لنا أن المسوولية مشتركة بين أكثر من طرف، منها الحكم جلال جيد كونه مسؤول عن تدوين عدد التغييرات وفترات التوقف، كي لا يحدث الذي حدث.
ومضيفا ذات الحكم الذي استشرنا معه «في السابق كانت هناك 3 تغييرات، لذلك حين كان يقدم فريق على تغيير رابع يتدخل الحكم لمنع حدوث هذا، لذلك كان عليه فعل الأمر نفسه في هذه الواقعة».
مسؤولية المساعد والحكم الرابع أيضا وحتىحكام "الڤار"، لكن المسؤولية الكبرى يتحملها الكاتب العام للجيش الذي كان معنيا بمعرفة تفاصيل القانون الجديد ومعه إحصاء فترات التوقف تفاديا للحرج الذي تابعه الجميع في المباراة؟

• أين الأثر القانوني؟
للأسف لا "الفيفا" ولا غيرها أنتجت من خلف هذا التشريع أثرا قانونيا أي ما سيتحمله كل فريق أو لاعب خرق البروطوكول سواء بالبصق أو السعال أو غيرهما، وهنا ستنتفض "الويفا" لتؤكد حتمية إنذار اللاعب الذي يبصق وطرد اللاعب الذي يتعمد السعال، بل وفرض خوض أي فريق تطاله "كورونا" لمباراته مع تحمل كل تبعاتها ما لم تتجاوز الإصابات 15 لاعبا.
وحين سألنا السيد حسن الفيلالي رئيس لجنة القوانين والأنظمة عن سر هذا الفراغ التشريعي قال: «"الفيفا" تترك باب الإجتهاد في الأحكام مفتوحا أمام مصراعي الجامعات المحلية.
إننا أمام نوازل استثنائية وتترك صلاحية الأحكام للجان القضائية أو لجان المسابقات داخل كل بلد لتكيف الحكم مع الواقعة وفق ما هو أمامها، ولن نخرج عن هذا السياق، وبالتالي ستؤول هذه النازلة لذات اللجنة القضائية التي قررت في مباراة الدفاع الجديدي والرجاء لتقرر في مصير الحكم وفق اجتهادها وتكييفها لما حدث».

• إستسناخ أوروبي
سنواصل مع حسن الفيلالي لنتحدث معه عن التضارب والإختلاف الموجود بين حالات تكررت، إذا أصيب لاعب أو لاعبان وتأجلت مباريات فرقهم وأصيب فريق بأكمله وتأخر الإعلان عن التأجيل.
وكي نقرب القارئ الكريم من الصورة كان لا بد من هذا التوضيح: «التأخر أو التارب كما سميته سببه توصل العصبة أو الجامعة بمراسلات رسمية من الأطراف المتضررة والمعنية بالتأجيل.
من يراسل أولا بختم وزارة الصحة تتأجل مباراته ومن يخبر الجهازين شفاهيا لا يعتد بكلامه لغاية الإثبات، نحن سائرون أمام هذا المد الذي يواكب موجة ثالثة نسأل الله اللطف في بلادنا لتفشي الفيروس، وما يمكن أن ينتج عنه من تأجيلات متكررة.
لذلك نحن أمام خيار واحد لا ثاني له، طالما كان رهان الجميع وبالتوافق على استئناف البطولة واستكمال الموسم، سندرس تعديل بند إصابة 20 بالمائة من مجموع أفراد كل فريق كي يكون موجبا للتأجيل، سنحاول فعل ما يقره الإتحاد الأوروبي الذي رفع السقف لـ 15 لاعبا كحد أدنى يوجب هذا التأجيل، مصر كذلك عملت بهذا المقتضى لأن هذا سيدفع الفرق لاتخاذ تدابير وقائية أكثر صرامة ويجنبنا هذا الجدل المرتبط بالتأجيلات المتكررة والتي ستعقد الأمور كثيرا».
 
• هذا قدر الدفاع الجديدي
قدر الدفاع الجديدي أن يخير عن طريق اللجنة القضائية وبعدها لجنة الإستئناف رهانه على الفوز بالقلم في مباراة الرجاء التي تقرر إعادتها وانتهت بالتعادل.
وقدره هذه المرة أن يكون أيضا أول فريق يعرض نازلة التغييرات الجديدة في زمن "كورونا" على أنظار نفس اللجنة ومرة أخرى مطالبا بالفوز بالقلم أمام الجيش الملكي.
فهل يظفر الدكاليون هذه المرة بما ضاع عنهم في المرة السابقة؟ أم أن اللجنة ذاتها ستصدمهم مرة أخرى بحكم خارج توقعاتهم؟