الوداد وبرق الشرق
السبت 08 غشت 2020 - 17:21من وجدة الشرقية التي عرك سندبادها فرسان الوداد وأسالوا لهم العرق البارد الخميس المنصرم، لغاية بركان الشرقية الأخرى التي شاء القدر أن تمتحن الوداد يومه الخميس، ومعه ينتهي مؤجلا بطل المغرب ليصبح على قدم المساواة مع باقي الفرق قبل خط الثلث الثالث المستقيم.
شاءت تصاريف كورونا أن ترمي بوداد العالم غاريدو، لفرن فارسي الشرق بأن يختبرمن ثالث ورابع الترتيب تواليا، وهو الذي اختار قدره بنفسه بأن يقبل على لهيب أو عاصفة الشرق دون أن يمر من ميزان مواجهة ودية، فأقبل بصدر مكشوف على برق المولودية ورعد النهضة وقد تضيع صدارته بين كليهما في حال واصل غريمه زحفه.
التعادل بالميدان لا يعد في عرف الفرق النتيجة المفضلة، لكنه مقابل هذا لا يصنف كارثة، إلا أن تعادل الوداد أمام المولودية وجد له تصنيف الكارثة في تقديرات وتقييمات الوداديين، وكيف لا وقد فرض صياغة بلاغ ناري من الوينرز يستبق البلاء قبل وقوعه، ويحذر اللاعبين من مواصلة رعشة الأداء التي هي إمتداد لما قبل كورونا.
ما حمل جماهير الوداد على هذه السوداوية في التعاطي مع نقطة المولودية، والتي لم تجردهم من الصدارة ليس هو التعادل في حد ذاته بل هي الصورة والمظهر المتوسط والرعونة التي كان عليها بعض لاعبيه.
ما حملهم على كل ذلك التوجس، هو العادة والتعود فجماهير الوداد في آخر 6مواسم أدمنت حلاوة الألقاب محليا وحتى التعملق قاريا، حتى صارت صدارته للبطولة شأنامتكررا لا يرقى لخانة الإنجاز كما هو لدى غيره، وصدارة مجموعته في عصبة الأبطال تهد مألوفا، بل زكاها هذا العام كونه سينهي تصنيف الكاف للأندية زعيما ومتصدرا.
وحين يعترف غاريدو بلسانه، أن الوداد في تقييمه الشخصي هي ريال مدريد إسبانيا، فهو هنا يلف حبلا على عنقه ليربط من لسانه كما يربط الثور من قرنه، وهو مثل إسباني شائع متداول في بلاده، لأن ريال مدريد يا سيد غاريدو متعود على أن يكون سلطان إسبانيا وملك إوروبا، وحين يخفق في أحد أو كلي الرهانين فهذا يصنف فشلا ذريعا.
هذا هو الإختلاف بين الوداد وجماهير الوداد وبين بقية البقية، وهذا هو مبرر كل الضجة والهوس الذي أثاره التعادل المتحصل عليه أمام رجال بنشيخة ولهم كل الحق في ذلك.
على غاريدو أن يتخلص من عنهجيته، ومن بعض التطرف الملازم لأفكاره والتي يعرفها عنه الرجاويون والتوانسة والمصريون ومن عبر من رحابهم.
ولن ينسيني غاريدو موقفه بعد مغادرته بعد الرجاء، وأتمنى أن يخيب حدسي ويخطئ تقييمي له، كونه فشل فشلا ذريعا في تجربة العين الإماراتي وقد غادره مهانا بالرباعيات والخماسيات التي ما ألف البنفسجي الخسارة بها، حتى خسر بها مع الفيلسوف الإسباني وبعدها تعريجه غير المبارك صوب نجم سوسة التونسي وكيف غادر مقالا لا لشيء سوى لكونه رمى بالنجم بعيدا عن صدارة البطولة.
غاريدو هو مدرب كؤوس ومسابقات محددة المباريات، لذلك ظفر بكأس العرش والكونفدرالية، ولا يتوفر على نفس البطولات الطويل، ومن شكك فليعد لترتيبه مع الرجاء في موسمين فقد تركه سابعا في موسمه الأول في أسوأ إياب للرجاء وبعدها تركه في وسط الترتيب قبل تعويضه بكارطيرون.
أيضا على غارديو أن يتحلىبخاصية الخلق والإبداع، وأن يخرج من النمطية والتقليدية باعتماد نفس التشكيل وعدم التنويع، كما أنه مطالب بأن يمنح الفرصة لعناصر تم استقدامها فأحيلت على الثلاجة.
يبدو أن زمن السعيدي نوصير ثم النقاش قد ولى، وبناء وداد جديدة هو مطلب جماهير الوداد العريضة وداد تضم زبد البحر وليس التقاط ما عافه السبع من لاعبين، لذلك قلت أن برق الشرق الوجدي والرعد البركاني بإمكانه أن يخلف زخات طوفانية على سماء وداد غاريدو وعواصف هوجاء ما لم يتصد لها بقليل من المرونة وكثير من الجرأة؟؟؟