الريال.. شهر من الخيال
الجمعة 17 يوليوز 2020 - 13:32بالقطع لن يسقط من الذاكرة أن ريال مدريد غادر مسرح التباري مكرها يوم الثامن من مارس الماضي كحال كل أندية العالم التي امتثلت لأحكام نافذة من جائحة "كورونا"، على وقع هزيمة مرة أمام زملاء زهير فضال، ريال بتيس بميدان الأخير، هزيمة أعادت ريال مدريد للمركز الثاني على بعد نقطتين من الغريم برشلونة..
كان الرهان، والليغا تعود مجددا إلى الواجهة متحدية وباء "كورونا"، أن ينجز ريال مدريد ريمونطادا رهيبة وتاريخية ليأمل تتويج موسمه بالحصول على اللقب 34 لليغا الإسبانية، والحقيقة أننا تصورنا أن يحدث هذا الأمر مع زين الدين زيدان، ولكن ما تصورنا ولو للحظة أن تحدث الريمونطادا بهذا الشكل الخرافي.
أمس الخميس أكملت الليغا شهرا منذ عودتها لمسرح الأحداث متحدية وباء كوفيد 19، وبانقضاء هذا الشهر يكون ريال مدريد قد لعب 10 مباريات، حقق خلالها 10 انتصارات، ومعها العلامة الكاملة، 30 نقطة من أصل 30 ممكنة.
كان ريال مدريد يحتاج لتحقيق الفوز ليحسم تتويجه بالتاج الإسباني للمرة 34 في تاريخه، وقد فعل، كعادته منذ العودة، ونجح في هزم ضيفه فياريال بثنائية كريم بنزيمة في وقت كان الغريم برشلونة يسقط بالكامب نو أمام أوساسونا ليهدر منذ العودة 9 نقاط كاملة، وهي علامة دالة على أن زملاء ميسي كانوا أبعد ما يكونون عن مواصلة الاحتكار للقب الليغا.
وإذا ما جزم جميعنا بأن برشلونة كان هذا الموسم أبعد ما يكون عن المستويات التي تؤهله لإطالة الإحتكار، فإن لا حق لأي حد في أن يبخس ريال مدريد جدارته في قيادة قطار الليغا من محطته الأولى لغاية محطته الأخيرة، بتدبير ذكي لكل الفصول الساخنة والمضطربة وبارتكاب أقل الأخطاء الممكنة في تدبير اللحظات الصعبة والحرجة وبالتفوق على الغريم برشلونة في المواجهتين المباشرتين، في ذهاب وإياب الكلاسيكو، وعلى الخصوص المهارة الرائعة في حسم الثلث الأخير الذي تميز بالظفر بكل النقاط الممكنة.
إن الذين يتحدثون اليوم عن "هدايا الحكام" وعن "هلوسات الڤار" وعن "محاباة الإتحاد الإسباني"، إنما يظلمون ريال مدريد بكل مكوناته ويجنون على جمالية كرة القدم ويخدشون العدالة التي تتمنع بها كرة القدم، حيث تكون أرضيات الملاعب هي ساحة التقاضي للفصل بين الأندية..
لنعترف أن ريال مدريد أنجز شهرا أسطوريا هو من صميم خوارقه التاريخية، التي تجعل منه سيد أندية العالم، وأن هذه النجمة 34 التي طلعت في سمائه هي شعاع عاكس لجهد خرافي بذله أبناء زين الدين زيدان على مدى 10 أشهر كاملة..