الـ«شان» بلا «شان»
الجمعة 03 يوليوز 2020 - 17:29وكأني كنت أتابع فيلما سبق لي مشاهدته أو مباراة تعرفت سلفا على نتيجتها، هذا هو ملخص تعقبي لاجتماع المكتب التنفيذي للـ«كاف» الذي التأم يوم الثلاثاء، وخرج بتوصيات أشبه ما تكون «الجنازة كبيرة والميت فار».
ولكم أن تعودوا لمواكبتنا لكافة ما حفل به مطبخ الـ«كاف» خلال الفترة الأخيرة لتصلواهذه الحقيقة، ولو أننا أعدنا نسر أعمدة وزوايا عالجنا فيها كافة هذه القرارات قبل تثبيتها من طرف أحمد وحوارييه لبدت لكم وكأنها مباشرة.
فقد كتبت سابقا «لماذا لا يقلها أحمد» وكنت أقصد إستحالة تنظيم الـ«كان» في موعده، وحتى حين خرج ليزايد بالمعجزات التي ما عاد لها وجود وهو يحاور «لوموند» الفرنسية ليقول لها أن الـ«كان» قار وثابت في مكانه وموعده، فقد قلت أنه هذيان وهلوسات الحجر الصحي لا غير.
لذلك قرر أحمد أحمد نفي الـ«كان» ليناير 2022 في نفس العام المونديالي الذي ستكون فيه دولة قطر موعودة مع الحدث الكروي الكوني...
وتوقعنا أيضا أن يكافئ أحمد الكامرون كي لا تغضب عليه٫ و أن يراضيها بعد جفاء الماضي سيما و أن انتخابات رئاسة الـ«كاف» المقبلة ستكون بأراضيها٫فقلنا أن جابومي الملعب التحفة مرشح ليحتضن باقي فصول عصبة الأبطال في استنساخ لما حدث في أوروبا و قد حدث ذلك فعلا.
لكن أن تحدث كل هذه الأشياء وقد سبقها توقعنا فهذا محمود ومحمول على الإجتهاد الذي يستحق صاحبه نصف الأجر، لكن أن يصر أحمد علي أن تظل مسابقة الـ«شان» قائمة الذات، وقد تحولت لعبئ ثقيل تخلصت منه بلدان مثل تونس ومصر اللتان أعلنتا وبجرأة كبيرة الإنسحاب منه حتى بعد تأهل تونس للنهائيات، وتسير الجزائر على هديها، فهنا يبدو أحمد وكأنه إما لم يقرأجيدا في السبورة أو أنه يجهل أجندة العام المقبل إن شاء الله.
فهو لم يقدر على أندية أوروبا كي يفرض الـ«كان» في غير موعده والتصفيات المؤهلة له في غير موعدها، يقينا منه أنها لن تسرح لاعبيها المحترفين في هذه التواريخ، لذلك يرى أنه قادر على الفرق الإفريقية الأخرى كي يرغمها على توقف بطولاتها شهرا ونصف شهر يناير المقبل كي يكون واقفا مع هذا الـ«شان» البئيس.
وبعيدا عن المزايدات الرخيصة والديماغوجية الخرقاء بأن المغرب مطالب بالمشاركة٫ تماشيا مع توجهه السياسي «جنوب جنوب» فهنا الرد واجب على هذه الفئة التي إعتادات ركوب الأمواج، باستحضار المصلحة الداخلية أولا كون توقف البطولة العام المقبل لفسح المجال أمام مشاركة المنتخب المحلي في شان الكامرون هو إعدام فعلي لهذه البطولة.
وثانيا المنتخب المحلي سيشارك في نسخة مونديال العرب في قطر نهاية نفس العام ولا حاجة له بهذه المشاركة ولا يبدو وجيها ولا منطقيا أن يشارك المحليون مرتين في نسختين ذات منفعة وغاية واحدة، وثالثا بلدان أخرى مثل مصر وتونس علقت مشاركتها بالـ«شان» ولا أحد يزايد على جذورهما الإفريقية، لذلك كفى من هذا الترويج السخيف؟؟؟
من حق أحمد مكرر أن يستميت في الدفاع عن منتوجه و يبقي عليه، لكن حان الوقت على ما يبدو لمعالجة جدوى وآثار المشاركة في هذا الـ«شان» السلبية على الكرة المغربية قبل التفكير وتقييم باقي النظريات السفسطائية الأخرى.
لقد أظهر رئيس الـ«كاف» وبلا مجال للشك أنه عاجزعن تدبير الأزمات وعن الإتيان بحلول عملية وابتكارات إحترافية، والدليل عو هذا التخبط الذي أصبجت عليه التظاهرة الأهم كرويا والتي تهم المنتخات بالقارة وأعني بها الـ«كان» الذي ما عاد له عنوان ...
موقفي واضح وهو موقف من له غيرة على منتوج البطولة،وهو كون الحضور بالـ«شان» وإن كان من باب الواجب، فليكن بمنتخب أولمبي وليس بلاعبي فرق البطولة حتى لا تتوقف كما توقفت في السابق ونسدد حاليا فاتورة كل تلك التراكمات. هذا الـ«شان» في تقديري المتواضع ما عاد له «شأن» و لعل الـ«شان» الحقيقي هو الذي سيكون في قطر ..