معجزة البرمجة والسبق صناعة
الإثنين 29 يونيو 2020 - 17:19حين نؤسس لنقاش فيه من التخصيب ما ينفذ لأعماق العقول الراقية ويتجاوب معه المعنيون بأموره، ونوثق للتاريخ دون أن يكون ذلك إعتدادا منا بالذات والعياذ بالله ولا هو نرجسية طاغية، بأننا كنا ومنذ اليوم لدخولنا مجتمعين لمغارة الحجر الصحي النبوي والعزل الوقائي لغاية الإيذان برفعه، من الذين نظروا أفتوا في شأن عودة البطولة والنشاط الكروي بتدرج كان من صميم تدرج إنجلاء الوباء وانحساره، ومطابقا لتسطح المنحنى، وبروز مؤشرات الخير بالسيطرة عليه أو حتى بمقاومته ببروطوكول علاجي فعال وناجع.
بل حين نجهر بهذا، وخاصة في هذا الشهر حين رفعنا من حدة المطالب وأبرزنا عناوين فيها من الجرأة الشيء الكثير بتوجهنا المباشر بالخطاب للحكومة في محاولة لإستنهاض تأخرها وتذكيرها، أن ثلث البطولة المتبقي فصل وليس بالهزل بطولة لها تقاليد ورزنامة وتواريخ، تتداخل وتتقاطع مع تواريخ تهم الفرق الوطنية والدخول المدرسي وحتى العطل والأعياد الدينية والوطنية وبالتالي يلزمها رفع الحجر بفتح الجيم على الحجر بسكونه.
كل هذا كان له صداه عند «أصحاب الحال»، لأننا لم نزايد لا بنموذج فرنسي ولا هولندي ولا إغريقي، وأكدنا على مغربة مقاربة التعامل مع ورش البطولة، إنسجاما مع «مغربة» كل المقاربات الإحسانية والإجتماعية التي أسس لها بلدنا في تعامله وتصديه للجائحة ليواصل عزفه على وتر الإستثناء الذي يميزه عالميا.
هذا الصدى هو ما مكننا من أن نحرز التقدير والتهنئة بوصفنا شركاء فغليون فيما آلت إليه الحبكة الختامية لفصل العودة، بالشكل الذي كفل وسيكفل لكافة المتداخلين والفرق الإحتكام لعدالة الكرة فوق بساطها الطبيعي والحي وليس لما تفرزه الصالونات المخملية ومجالس النميمة من فتاوي وتنظيرات.
وسيكون هذا الصدى سببا في أن نحوز وبصفة الشريك حصريا برنامجا تاريخيا لما تبقى من الثلث المعلق، وستجدونه في ملف وروبورتاج بهذا العدد، وفيه ما بدا لي شخصيا معجزة ملعوبة، لو تم كسب رهانها فستمثل رب الضارة النافعة بكل تأكيد لكرتنا الوطنية، ومرجعا للأجهزة التي سترعى قطاع البرمجة الذي جرى تصويره لنا طيلة المواسم السابقة، على أنه «لوغاريتم» معقد عصي عن الحلول ٫و أن ما يسري في إسبانيا و يطبق في أنجلترا مستحيل تطبيقه هنا.
وحين أقول معجزة فأنا أعني ما أقول، فكيف لا تكون معجزة أن ننهي ثلث البطولة كاملا مكمولا في شهر واحد لاغير، ونفصل في 10 جولات متبقية ب 80 مباراة في 32 يوما، ونحن الذين كنا نتعذب ونتعصر كي نلعب 4 جولات وفق 4 أسابيع في شهو واحد.
معجزة لأن «البوكسينغ داي» الذي يمثل صناعة إنجليزية يتباهى بها البريطانيون، ويقولون أنهم يفخرون بأمرين استثنائيين «قيادتهم السيارة من اليمين و«بوكسينغ داي» عطلة رأس السنة٫ وهنا نحن بطولتنا ستواصل «بوكسينغ داي مغربي» خالص لشهر كامل في رهان شيق يثير كل أشكال الفضول لتتبع أي نهاية سينتهي؟؟؟
معجزة أن نشاهد لاعبينا يلعبون كل 3 أيام، وأن يصبح مقعد حافلة كل لاعب داخل كل فريق أشبه بغرفة داخل فندق، فبمجرد إنهاء مباراته السبت سيغادر مستودع الملابس بعد الإستحمام، ليلحق بهذا المقعد ويقصد المدينة التي ستحتضن مباراته الثلاثاء وبعدها يعود ليلحق بنفس المقعد ليلحق بمدينته الأصلية ليخوض مباراة الجمعة أو السبت التالي وهكذا...
وكما أن الجامعة تسعى وهو واثقة من كسب رهان هذا التحدي غير المسبوق، فإن إنخراط «المنتخب» كشريك فعلي في تأكيد هذه العودة التي نتمناها ميمونة إن شاء الله مكنها من أن توثق متابعة تاريخية استغرقت 3 أشهر كاملة رافقنا خلالها وفيها لاعبين ومدربين وحكاما في حجرهم الصحي لغاية رفع غطاء هذا العزل، ويليق بهذا المشوار الإستقصائي أن يصلح حبكة لفيلم وثائقي شيق، كان مبررا لحيازة هذا السبق الذي كان وسيظل صناعتنا بل لعبتنا المفضلة؟؟؟