البطولة و"بؤرة التوت"
الثلاثاء 23 يونيو 2020 - 12:54«اللي حرثو الجمل دكو» وما اجتهد الجميع دولة ومواطنين لتحقيقه، كل من موقع مسؤولياته قوض صرحه «فريز لالة ميمونة»، في بؤرة مهولة دخلت تاريخ كورونا بإجمالي إصابات ناهز 600 في يوم واحد وهو ما لم تسجله بلادنا حتى في ذروة الفيروس وفي عز انتشاره.
رئيس الحكومة في البرلمان في جلسة مع إحدى اللجان، يتناهى لعلمه الخبر المزعج والرياح المسمومة القادمة من الغرب، لما كان يتذاكر ويتفاصل على إعادة تصنيف المناطق وإلحاق بعضها بالقسم الأول تقديرا لها على تضحياتها التي أعقبت التصنيف السابق، فإذا به يعلم بأن لالة ميمونة جرت لقنيطرة وسحبتها للخلف وفرضت على كل هضاب المنطقة حالة إستنفار لم تشهدها منذ اليوم الأول لتفشي الجائحة.
ما علاقة التوت بكرة القدم والبطولة قد يقول قائل منكم؟ هي علاقة أكثر من متلازمة ومترابطة كون العثماني والحكومة ككل ظلت تتوجس عبر لسان كل من تناول الميكروفون من أفرادها، من تنامي موجة قوية لفيروس كورونا من شأنها أن تربك خارطة طريق رفع الحجر الصحي كما خططت له، ومعه رفع القيود على الكرة لتعود البطولة لنشاطها.
الآن، وبعد أن زاد خل هذه البؤور عجين الحكومة حموضة بما ينتجه يوميا من أرقام قوية لعدد المصابين، دون اعتماد عدد المخالطين والمخلطون الذين خالطوهم، فإن الغموض يتعاظم أكثر والشك يضرب اليقين في مقتل بشأن إمكانية استئناف البطولة.
فالحكومة تقول أن القنيطرة منطقة معزولة ومحجور على ساكنتها وحدودها، ومعها أصيلا والعرائش وكل واد اللوكوس لغاية طنجة العالية، وهي مدن كلها لم تقلح في مغادرة منطقة باء وسيتواصل مسلسل خندقتها.
لذلك كيف لنا أن نتصور بطولة ترفع شعار تكافؤ الفرص، تتيح مثلا لكل فرق بقية المدن حقها في التدريبات ومغادرة عزلها الصحي، على أن يظل الحجر مفروضا على لاعبي الكاك واتحاد طنجة؟
هنا تتعقد الخيوط أكثر، ومجال الترقب لن يطول لأن الحكومة مطالبة بل ملزمة بأن تكشف عن خارطة طريق المرحلة بتفصيل دقيق، وبطبيعة الحال الكرة والبطولة منضويان تحت لواء وخانة الأوراش التي يترقب مريدوها معرفة مستقبلها ومصيرها، إن بأن تعود عجلتها أو أن يعلق نشاطها.
ونحن نصل لهذا التاريخ دونأن تحدد لا الجامعة ولا الحكومة موعدا لعودة البطولة، أو أن تبث بسيفها البتار في أمرها وتعلنها سنة بيضاء، فإن اليقين وليس الشك هذه المرة يكبر ويتنامى ليقودنا لاستنتاج صعوبة إن لم نقل إستحالة العودة. فها هو شهر يونيو تآكل والسيناريو الذي اقترحته الجامعة يوم عرضت بروتوكول الإستئناف، قام كله على أساس أن يكون القرار قد صدر قبل 18 يونيو كي تعود البطولة 18 يوليوز إن شاء الله عبر فاصل المؤجلات والبالغ عددها 9 مباريات، أي بعد استفادة الفرق من شهر كامل من التحضير الجماعي.
كما قام السيناريو على أن يكون الأسبوع الأول من شهر غشت هو فاتحة عودة مباريات الدورة 21 على أن يسدل الستار على نهاية البطولة في الأسبوع الأول من شهر أكتوبر.
كل هذه الرزنامة صارت اليوم متجاوزة بعدما واصلت الحكومة تسويفها ومماطلتها وترددها بشأن حسم قرارها، والذي حتى لو اتخذ اليوم فإن سيفرض عودة تحت الضغط وعودة محملة بالكثير من الشحنات والهواجس دون أن يكون لهذه العودة بوصلة أو حتى دليل أو مرشد سياحي.
وبالعودة لبؤرة التوت التي ستسقط العديد من أوراق التوت عن أشخاص ومسؤولين، فقد ساهمت الفراولة وبحسب أكثر من مصدر في عودة النقاش حول استئناف البطولة لنقطة الصفر، بل عقدت الفراولة كل معادلات العودة والتي صارت تتباعد أكثر وحتى لو جرى تفعيلها، فمؤكد أن الموسم المنصرم سيتأثر وسيشهد دربكة ما بعدها دربكة.