رحلة الألف ميل.. تستمر «قطار الحياة»
الإثنين 11 ماي 2020 - 20:28الأربعاء 29 أكتوبر 1986 «إبتدى المشوار..» كيف..؟
وضعت «المنتخب» على سكة «قطار الحياة» في إتجاه مرافئ أكشاك «سابريس» المنتشرة حول مدن وقرى بلد جبال الأطلس، وبدأ البحث عن مصير ليس مجهولا..
في تلك الصبيحة وقعت عيون مقتني الصحف المغربية على منشور جديد في الأكشاك من دون سابق إنذار ولا إعلان.. منبر جديد يغنى المكتبة الإعلامية/الرياضية المغربية التي لا تحظى إلا بمساحة ضيقة في الصفحات الداخلية لمختلف الصحف التي كانت تصدر وقتذاك، وهم من إعتادوا على الأخبار السياسية وهي تكتسح واجهة الصفحات...
كان المخاض عسيرا وبعد تخوفات كثيرة.. لن أقول كوابيسا ولكن بضغط مرتفع.. فَوَّر دمنا نحن الثلاثي الذي ركب القطار.. زادنا إيماننا القوي والدافع إلى إعطاء الإعلام الرياضي المغربي المكانة التي يستحقها في صفحات المنشورات، وتغيير نظرة زملاء بأقسام التحرير لإعلام رياضي فرض نفسه على دول الشمال وباقي القارات.. ولم لا عندنا بعد النتائج الطيبة التي حققها رياضيو المغرب.. التألق الرائع لنوال وعويطة وذهبتيهما بأولمبياد لوس أنجلوس 84 وبلاء الأسود الكروي بالمكسيك 86 وفرض وجودهم في الدور الثاني كأول بلد عربي/ إفريقي دون أن ننسى الدارالبيضاء 83 وألعاب البحر الأبيض المتوسط.
إبتدأ المشوار و«المنتخب» من محطة لأخرى تفرض صحافة رياضية متخصصة بصورة الصفحة الأولى على ثمانية أعمدة وحوارات مطولة وأخبار الأندية.. بالمختصر المفيد فرضت ثقافة رياضية باحترام ومصداقية وقدسية الخبر بدون بهارات ولا فبركة.. وغيرت عقليات إعتادت على صحافة رياضية كانت إلى زمن قريب يتيمة..
صدر العدد الأول والثاني.. إستمر الصدور.. وإستمر الإقبال بين مؤيد ومعارض وبين ثقة ولا ثقة... أمواج تتلاطم الجريدة من محطة..لمحطة.. زادها الصبر وقوة الإيمان بالوصول لأبعد محطة .. بشفافية وسخاء وإعطاء كل محطة الوقت الكافي للتأكد من إتجاهها.
طبعا بعد فرح الولادة اليسيرة شيئا ما، ولله الحمد أنها لم تكن قيصرية بفضل الإستشارات القوية والتهيئ السيكولوجي لتجنب ما يمكن أن يعترض العجلات من العصي، خصوصا أن البعض تنبأ لنا بالكبوة في بداية المشوار.. ولم ينجح ممارسو الهدم ليبتلعوا معاولهم التي اهترأت لأنها كانت تضرب ف«الخاوي».. إدعاءات بأن التمويل خارجي، وبحماية ناس لنا لهم سمعتهم الطيبة في هذا البلد (لا ترمى إلا الشجرة المثمرة).. كثر اللغط وبدأت بعض الإستنساخات تغزو الأكشاك، وكيف لمنبر نزل بدون أجراس ولا هرج يسلب القراء من صفحات منابر مختلفة.. متناسين أن الرأس المال الحقيقي لهذا المنشور هو الإيمان القوي والروح المغربية لمسؤوليه وتجربتهم الكبيرة بالميدان ومهنيتهم التي إعترف بها «البراني»..
مع بداية الإنتشار والمثل القائل «تجري الرياح بما لا تشتهيه السفن» والكمال لله سبحانه وتعالى.. مع الأحداث السياسية والكونية التي تؤثر على المجتمعات من بينها عقبات أولية لنا وللإعلام الرياضي وبداية النفور من الأنشطة الرياضية.. أثرت على سير القطار منها أحداث الخليج الأولى ..قضية ثابت.. والنتائج السلبية للأسود التي طغت على الساحة ما كان يدفع بالقارئ إلى النفور من الأخبار الرياضة.. فكانت «صهد» الكساد يصل بين الفينة والأخرى.. ولكن الحمد لله بالإصرار والإيمان وبقوة وبطموح.. استعدنا المدمن على الصفحات الرياضية..
سنة 1997 نزل أحد الثلاثي من القطار لأسباب تخصه وبمحض إرادته ليستمر الثنائي (الإدريسي وبدري) متحدين كل المشاكل المادية التي عاشتها «المنتخب» في الحقبة الأولى لإعادة النظر في الإدارة الجيدة التي كانت بيد واحدة.. والبحث عن الثقة الدائمة لأسرة التحرير.. ولتستمر بمجهود رجالات وأقلام تكونت وتقوت بحضورها للتغطيات القارية والدولية لرياضيي المملكة...
ومن بين من تربى وترعرع داخل هذه المعلمة / الإعلامية التي أعطت ولا زالت كفاءات وأخرجت كذلك للساحة «ديناصورات» ينطبق عليهم ما قال المتنبي « لما إشتد ساعده رمانا» عذرا من المتنبي على التأويل .. وهذا لم ينقص من عزيمة هذا المنشور الذي أصبح منبر الرياضة المغربية بامتياز.. وليس منبر الثلاثي أو الثنائي..
لكل من مر بالخيمة مثل ما يسميها الزميل الإدريسي ستظل «المنتخب» خيمته.. و«الزاوية» دائما أبوابها مشرعة بدون مزوار برأي العبد لله.. الله مع الجميع ومعكم، أنتم سفراِؤها في كل المنابر والقنوات والمواقع الإعلامية المغربية باختلاف مشاربها.. وللباقين تحت ظلها أنتم سكانها.. وعلى الدوام الدار داركم الكبيرة.. ويستمر «قطار الحياة» إن شاء الله إلى ما لا نهاية..
وكل إصدار ورأس مالنا «القارئ الكريم» بألف خير.. والله الموفق..