ڤيروس كورونا وكرة القدم الأوروبية: من ينتظر ماذا؟
الأحد 19 أبريل 2020 - 12:35على الرغم من التخفيف الحذ ر لأوامر الحجر المنزلي في بعض البلدان، لا تزال قيود الإغلاق سارية في غالبية دول العالم للحد من تفشي فيروس كورونا المستجد، وعلى رأسها الأوروبية مثل إنكلترا، إيطاليا، إسبانيا، ألمانيا وفرنسا، دول البطولات المحلية الخمس الكبرى في كرة القدم المتوقفة منذ أكثر من شهر.
ومع تخطي عدد ضحايا "كوفيد-19" عتبة 160 ألف شخص حول العالم من أصل أكثر من مليونين و300 ألف إصابة، في ما يأتي عرض لواقع خطط إعادة استئناف الدوريات الخمس الكبرى في القارة العجوز.
أكدت العصبة الإنكليزية الممتازة مرارا وتكرارا أن هدفها إنهاء الموسم باقامة المباريات الـ92 المتبقية، لكن استمرار أزمة "كوفيد-19" يحول حتى الآن دون وضع جدول زمني محدد.
وفي ظل تبقي تسع مباريات لغالبية الأندية العشرين في البطولة، تردد ان الاجتماع التي عقدته الجمعة عبر تقنية الاتصال بالفيديو، ناقش إمكانية إنهاء الموسم في غضون 40 يوما. وأشارت تقارير الى الأندية تبلغت ضرورة إنهاء الموسم المحلي بحلول 31 يوليوز، على أن يبدأ موسم 2020-2021 بحلول الأسبوع الأول من شتنبر على أبعد تقدير.
تم تمديد فترة الاغلاق والحجر الذاتي في المملكة المتحدة حتى السابع من ماي على الأقل، وثمة قبول عام بين الأندية بأن استئناف الموسم سيكون خلف أبواب موصدة بوجه المشجعين، في ظل القيود المفروضة على التجمعات والتي يرجح ان تبقى سارية في المستقبل المنظور.
وأفاد بيان للعصبة الانجليزية الممتازة أنه يجري العمل على عدد من السيناريوهات المعقدة، مع مخاوف من أن الفشل في إنهاء الموسم قد يكلف البطولة أكثر من مليار جنيه استرليني (1,2 مليار دولار).
تحدث رئيس العصبة الإسبانية خافيير طيباس الأسبوع الماضي عن امكانية استئناف الموسم في أيار/ماي، لكن تصريحاته أتت قبل قرار السلطات السبت تمديد الإغلاق أسبوعين حتى التاسع من أيار/ماي.
وأكد تيباس أنه لا يمكن للفرق معاودة تمارينها إلا بعد انتهاء حالة الطوارئ في البلاد، لكنه كان مصمما على أن إلغاء الموسم "ليس خيارا" نظرا الى التداعيات المالية الهائلة التي ستطال الأندية بسبب توقف المداخيل.
وقدر تيباس أن الإلغاء سيكلف الأندية قرابة مليار اورو (1,08 مليار دولار)، محددا ثلاثة مواعيد ممكنة لاستئناف الدوري هي 28-29 ماي، 6-7 يونيو و28-29 يونيو.
ومن المتوقع أن تقام المباريات بغياب الجمهور، أقله في المراحل الأولى بعد العودة، وحتى أن بعض الفرق تواجه احتمال اللعب خارج أرضها بسبب أعمال بناء مجدولة في منشآتها.
واقترحت الجامعة الملكية الإسبانية للعبة الترتيب الحالي للفرق لتحديد أي منها سيشارك في المسابقتين القاريتين الموسم المقبل في حال الغاء البطولة نهائيا، لكن العصبة الاحترافية الاسبانية والاتحاد الأوروبي لم يعطيا موافقتهما على الخطة.
قالت الجامعة الإيطالية لكرة القدم أن البطولة قد يستأنف "في أواخر ماي، أوائل يونيو"، معتبرا أن أولئك الذين يدعون الى إلغاء الموسم "لا يحبون كرة القدم أو الإيطاليين".
واعتبر رئيس الجامعة غابرييلي غرافينا أن الفرق بحاجة الى ثلاثة أسابيع لتحضير لاعبيها من أجل استئناف الموسم بعد رفع إجراءات الإغلاق والحجر الذاتي المقرر مبدئيا في الرابع من أيار/ماي.
وأشار الى أنه "ستكون هناك فترة مراقبة لضمان خلو جميع المشاركين من الفيروس. إذا كانوا جميعهم (فحوص) سلبيين، فلا توجد مشكلة في مسألتي التباعد الاجتماعي أو انتقال العدوى".
لكن مسؤولين صحيين حذروا من استئناف الدوري الشهر المقبل.
ووفقا لوسائل الإعلام الإيطالية، انضم بريشيا وطورينو الى لائحة الأندية المعارضة علنا لاستئناف الدوري الذي تتبقى 12 مرحلة على نهايته، مع ثماني مباريات مؤجلة من مراحل سابقة، ما يعزز فرضية عدم التمكن من إنهاء الموسم قبل أواخر يوليوز.
ستعقد رابطة الدوري الألماني لكرة القدم اجتماعا عبر الفيديو في 23 أبريل بمشاركة الأندية الـ36 للدرجتين الأولى والثانية، وذلك لمناقشة امكانية استئناف المباريات في أوائل ماي، وإن من دون جمهور.
وعاد اللاعبون الى التمارين مع الالتزام بإرشادات التباعد الاجتماعي، وإذا أعطت السلطات الصحية الضوء الأخضر، قد يكون الـ "بوندسليغا" أول بطولة أوروبية كبيرة تعاود نشاطها.
لكن هناك جدل حول توافر ما يكفي من الاختبارات لكشف "كوفيد-19" والحفاظ على سلامة اللاعبين.
وفي ظل حظر التجمعات العامة حتى 31 غشت، تتعزز فرضية أن تقام المباريات من دون جمهور، على أن تجري الأندية اختبارات للاعبيها والمدربين والموظفين كل ثلاثة أو أربعة أيام، ويوضع في الحجر الصحي من تثبت إصابته بالفيروس وليس الفريق بأكمله، مع أمل بإنهاء الموسم بحلول 30 يونيو.
ويحظى هذا التاريخ بأهمية كبيرة لأنه سيضمن قرابة 300 مليون اورو (326 مليون دولار) من عائدات النقل التلفزيوني وحدها، ما قد ينقذ بعض الأندية من خطر الإفلاس.
تركز الأندية الفرنسية على إمكانية استئناف اللعب وإنهاء الموسم بحلول أواخر يوليوز، وذلك على رغم قرار الرئيس إيمانويل ماكرون تمديد الإغلاق حتى 11 ماي وحظر التجمعات حتى منتصف يوليوز.
واستنادا الى ذلك، لن تتمكن الفرق من العودة الى التمارين قبل 11 ماي على أقل تقدير (المهلة قابلة للتمديد بحال ارتأت السلطات الصحية ذلك)، مع سيناريو محتمل بأن يستأنف الدوري في حزيران/يونيو خلف أبواب موصدة.
ووضعت رابطة الدوري لنفسها موعد 23 غشت لانطلاق موسم 2020-2021، لكنها لا تزال عازمة على إكمال الموسم الحالي أولا.
وتبقى هناك عشر مراحل على نهاية الموسم من أصل 38. وأوضح أحد مسؤولي الرابطة أن "السيناريو المفضل" هو استئناف الموسم في 17 يونيو على تقام مرحلتان في الأسبوع لكي يصل دوري "ليغ 1" الى نهايته في 25 يوليو.