ADVERTISEMENTS

كورونا التي عرت واقع اللاعب المغربي

المهدي أحجيب الخميس 02 أبريل 2020 - 15:16

" لا أملك حياة من غير كرة القدم " سياق متصل أدرجته كمثال حي و استشهاد من لاعب أستون فيلا الانجليزي أنور الغازي الذي سبق و صرح انه لا يملك في حياته المعيشية سوى مداعبة كرة القدم داخل رقعة التباري ؛ سياق بأبعاد مختلفة جدا تجمع بين فهم مادي و فهم روحي تعلقي؛ ولكل منا وجهة نظره و زاوية معالجته وفق ما يقرأه من وراء السطور. 

جاءت كورونا و طارت بأكبر ورش اسثثماري في العالم؛ و احدى القطاعات الضخمة و العريضة التي اكتسحها ملايين البشر؛ فعلا ملايين البشر؛ هنا لن اتحدث في معرض هذا الحديث فقط عن اللاعب بل من اعلى الدرجات الى اقصاها ؛ من رئيس و نائبه و كاتب عام و نائبه ؛ مرورا بمختلف اطقم الفريق التقنية و الادارية و الطبية ؛ وصولاً إلى ذلك الشيخ الذي يحمل على ظهره امتعة الفريق يوميا و دون تعب معتبراً الساحرة المستديرة المصدر القوتي الوحيد والمحرك الأساسي لماكينة اقتصاد جيبه. 

دعوني أقول ان كورونا ماهي الا فيروس عرى واقع اللاعب المغربي؛ المقصد بطبيعة الحال هنا ليس لاعب البطولات الممتازة بقسميها الأول و الثاني؛ بل لاعب الهواة و الهواة.... و في كلمة الهواة معاني و دلالات؛ كيف لهذا اللاعب الذي يصرف راتب 3000 درهم او اقل شهريا في زمن عشق و متاهة اللعبة و هو الأن في حالة يرتى لها؟  لا تأمين اجتماعي يغطيه من عراء كورونا و لا مصروف جيبي يقضي به ما تبقى من الحالة المجروحة. 

لا مستوى دراسي نافع و لا تكوين مهني دافع ؛ فقط كرة بشكل دائري منفوخة من هواء جعلها المتنفس الوحيد و القلب النابض اقتصادياً لحياته ؛ ها هو الأن يخلص الضريبة بالثلاث ؛ في غياب موارد مالية و مصادر مادية حقيقية و قادرة على صنع الفارق و تعويض ذلك اللاعب الذي كان و مازال يعاني في قسم عنون بالظلمات .

تباين واضح من حيث أجور اللاعبين، و اختلاف شاسع من حيث قيمتها بين فريق آخر، وبين قسم وقسم.. فما يمكن أن يتقاضاه لاعب في قسم النخبة، لايمكن أن يكون بنفس القيمة لدى لاعب في قسم الهواة، و هذه حقيقة لا مجال لنكرانها في ظل الارتفاع الواضح و المتواصل لأجور اللاعبين في مختلف المنافسات و الدوريات الوطنية و العالمية ؛ و هو ما يصنع الجدل كالعادة وسط هذا التضخم المالي .


"أطراف ؛ أطراف" هكذا يمكن وصف راتب لاعب الهواة و التي يتوصل بقوته الشهري عبر أقساط قد تقصر او تطول مدتها ؛ و من المضحك المبكي صراحة أننا مازلنا نعيش في وسط كروي ضخم الموارد المالية و مازال يطرح أكثر من علامة استفهام حول حسن التسيير و التدبير لا التبذير.... 


دعوني أقول أن كورونا خلقت العداوة بين اللاعبين بمختلف مستوياتهم؛ كنفس تلك العداوة التي تخلق بينهم وسط الميدان عندما يضيع لاعبا هدفا كان محققا ؛ نعم عداوة صنعتها المنحة صاحبة المحنة ؛ في زمن ظل فيه المحيط الرياضي يعتبر مسألة أجور اللاعبين من بين الأمور التي تشكل خطا أحمرا لا ينبغي الاقتراب منه، حيث الرفض التام للتصريح بحقيقة رواتب لاعبيها ؛ ورغم كل التكتم، فاللاعبون يقرون بهزالة ما يتوصلون به ويعتبرونه لايرقى لخلق التحفيز المطلوب للارتقاء باللعبة، والانخراط في مسلسل تأهيلها!

 

خلاصة القول؛ و بدون تقطيع فقد كشفت لنا كورونا حقيقة لاعبنا المغربي الذي امتهن لعبة كرة القدم و دفع الثمن غاليا بعد توقف اضطراري توقف معه المورد المالي و القوت اليومي المعيشي في غياب تغطية اجتماعية او صحية تعوضه ولو بشكل نسبي عن ما يحس به من حاجة و عوز وسط مجتمعه بأبعاد مختلفة. 

تنبيه هام

تؤكد «المنتخب» أنها تمنع منعا باتا استنساخ أو نقل أو نشر مواضيع أو صور منقولة من نسختها الورقية أو من موقعها الإلكتروني سواء بشكل كلي أو جزئي، أو ترجمتها إلى لغات أخرى بهدف نقلها إلى الجمهور عبر أي وسيلة من وسائل النشر الإلكترونية أو الورقية… وكل مخالف لذلك سيعرض نفسه للمتابعة أمام القضاء وفق القوانين الجاري بها العمل.

ADVERTISEMENTS
مواضيع ذات صلة
ADVERTISEMENTS