زكرياء حدراف: بعد الحجر «اللي فرط يكرط»

• ألتزم بتدريبات صارمة وهذا هو وقت «الكوتش مونطال» 
• العودة للمغرب كانت قرارا حكيما ونهضة بركان سيكسب الرهان

بصراحته المعهودة وبتلقائيته التي ميزته عن الكثير من اللاعبين محليا، زكرياء حدراف خصنا بحوار حصري من بيته وهو يتعايش مع حجر صحي اختار له أكثر من مسلك، كي لا يتسرب إليه الملل كما قال.
حدراف يتدرب في بيته وكأنه داخل صالة رياضية، ومعه في هذا الحوار نأخذكم لأكثر من مشهد يجيب عليه «الكوتش مونطال» كما ستطالعونه:
ــ المنتخب: زكرياء حدراف والحجر الصحي، كنت واحدا من المبادرين للوصلات التحسيسية التي تحث على ملازمة البيوت، أين أنت من هذا؟
زكرياء حدراف»: وأنا يا أخي في بيتي منذ توصلنا بالقرار ولم أغادره ولو في وجود أكثر من طارئ، أنا أصلا شخص بيتوتي في حياتي الخاصة ولست من هواة السهر والخرجات والتجوال وحياتي اليومية العادية كانت مطبوعة بهذا الشكل، لذلك لم أتأثر بالوضع بخلاف ما يصلني من كثير من الأصدقاء.
أنا منضبط وممتثل وأمارس على نفسي رقابة ذاتية لأنها رسالة ولأنني مسؤول على أسرة.
ــ المنتخب: وماذا عن الروتين الذي تتبعه؟
زكرياء حدراف: ينطلق كل يوم مع صلاة الفجر، بعدها الإفطار والمذاكرة مع الأسرة والأولاد ثم الإنطلاق في البرنامج التدريبي الذي توصلنا به، وهنا لا بد و أن أقول شيئا هاما «اللي فرط يكرط» وأعني أنه بعد أن نستأنف التدريبات إن شاء الله سيظهر الفرق بين الذين اتبعوا النهج التدريبي باحترافية وبين من تعاملوا معه باستهزاء.
ــ المنتخب: هل تقصد أنك تتدرب وكأنك داخل النادي؟
زكرياء حدراف: الأمر مختلف بطبيعة الحال وما يفرض الإختلاف هي المساحة، فالبيت ليس هو الملعب والمعدات المتوفرة في النادي ليست تلك المتوفرة لدى كل لاعب، إلا أني جلبت ما يعينني في هذا الروتين الذي هو محدود في الزمن ونتمناه أن ينقضي سريعا إن شاء الله.
أتدرب صباحا وأخلد لساعات النوم المطلوبة، أقرأ القرآن الكريم وأتابع جديد الوباء في العالم ومساعدة الزوجة قدر ما أستطيع واللعب مع الأطفال ثم التدريبات المسائية فالنوم المبكر وهكذا دواليك.
ــ المنتخب: يبدو برنامجا قاسيا نوعا ما وأنت وسط الأسرة السي زكرياء؟
زكرياء حدراف: بل هو أمر أسعد الأسرة لأني وسطهم ومتواجد معهم، ويتشارك معي ولدي في التدريبات وهذه الجائحة قربت أكثر من شخص من زوجته وأولاده وهنا تكمن فائدتها.
ليس قاسيا، هذا هو النمط الذي ينبغي أن يتبعه اللاعب المحترف مع كورونا أو بدون كورونا، هذا هو الإنضباط الذي لو سار عليه الجميع لانصلحت العديد من الأحوال.
ــ المنتخب: كتب له الله أن تعيش هذا الوضع بالمغرب، ماذا لو كنت في السعودية؟
زكرياء حدراف: بغض النظر عن التجربة، كان قرار العودة الذي كتبه الله لي ولأخي محسن ياجور أفضل قرار على الإطلاق وفيه أكثر من حكمة.
أن نعيش هذه الظروف وسط الأهل والأحباب ومع إخواننا المغاربة مختلف كليا عن أن نعيشه في أي بلد آخر ولو كانت السعودية ولك أن تتابع أخبار إخواننا المحترفين هناك، الحمد لله أن العودة كانت في وقتها.
ــ المنتخب: نأتي لحدراف البركاني، ما زلنا ننتظر من نسخة حدراف السابقة الكثير؟
زكرياء حدراف: وأنا أشاطرك الرأي وأعد جماهير نهضة بركان بالكثير إن شاء الله بعد زوال هذه الغمة علينا، أعدهم بحدراف السابق وربما نسخة أفضل من حدراف الذي يعرفه الجمهور المغربي.
نهضة بركان فريق أكثر من رائع واختياري له كان صائبا وسيكون له شأن كبير إن شاء الله محليا في البطولة وقاريا في كأس الكونفدرالية.
فقط ننتظر أن تنقشع سحابة  كورونا وسيكتشف الجميع نهضة بركان الحقيقي والفريق الذي سيعلن بطلا.
ــ المنتخب: في هذه الظروف الدقيقة أين هو زكرياء الكوتش مونطال، خاصة داخل الأسرة؟
زكرياء حدراف: أنت تعرفني وأنا وأنت على تواصل دائمين، أنا شخص مؤمن  بالله كثيرا وكل قدر الله أقبله وأرى أنه خيرا، أحمل بذرات الأمل والتفاؤل لأسرتي وعائلتي مع وصايتهم خيرا وأن يستفيدوا قدر ما يمكن من هذا الدرس الكبير، هذا هو وقت الكوتش  مونطال كي تبقى المعنويات مرتفعة وأن نقطع دابر اليأس.
ــ المنتخب: كلمة حدراف لعموم الجماهير المغربية والبركانية؟
زكرياء حدراف: كورونا ستزول يوما ونتمنى زوالها سريعا وبأقل تكلفة ممكنة إن شاء الله، لمن أتمنى أن يكون ما عشناه جميعنا درسا لنا وكل واحد يقرأ كما نقول في سبورته هذا الدرس كما يريد.