غاريدو ورجل المرحلة
الجمعة 28 فبراير 2020 - 14:17سأبدأ من حيث سينتهي أحدكم: وماذا لو يتوج غاريدو بلقبي الأبطال و درع البطولة؟ سأجيبه أن هذا في علم الغيب؟ وحكم القيمة الذي أطلقته بشأن رجل المرحلة إنطلقت فيه من أدبيات متواترة عالمية ومسلمات بديهية تسبق زواج أي فريق بأي مدرب كيفما كان نوعه...
وتقول هذه المسلمات والبديهيات أن رجل المرحلة، تسبق رياح طيبة وأرقام تشفع له الحلول أهلا وأن ينزل سهلا داخل أي فريق يخطب وده...
لكن مع صديقنا الإسباني غاريدو المسألة مختلفة، لأن غاربدو رحل عن المغرب في فبراير من العام المنصرم وعاد في فبراير من هذا العام ويالها من مفارقة ومصادفة فبرايرية؟
وطيلة هذه الفترة إنقلكم لما تحصل عليه غاريد، فقد غادر الرجاء مقالا بعدما غدر به أمام نجم الساحل، وغادر العين الإماراتي مقالا بعد مرغ بكرامته الأرض بسيل من الهزائم الثقيلة لدرجة أن إعلام الإمارت سماه ب «أبو الخمسة» سخرية من الخماسيات التي كان يخسر بها، ومؤخرا غادر نجم الساحل مقالا بسبب بهدلة أبناء سوسة وابتعادهم عن الترجي بفارق 18 نقطة بالبطولة وإغراق النجم في وسط الترتيب.
غاريدو أثبت مع الرجاء أنه ليس مدرب نفس طويل، لذلك نتائجه في البطولة كانت متدنية ومعه أنهى الرجاء موسمه في صف سادس أو سابع، وحين رحل تركه خلف الوداد ب 18 كاملة، فكيف يكون رجل المرحلة؟
وإذا ما تركنا هذه المعطيات الرقمية والتقنية البئيسة للمدرب الإسباني في عامه المنقضي، والتي لا تشفع له تدريب وداد تراهن على الإزدواجية، ونحدثنا عن طبيعة الرجل فهنا يكبر ويتعاظم مؤشر الإستغراب.
غاريدو من النوع الصدامي و لنا في 7 صدامات أحصيناها له يوم مر من الرجاء، ما يغني عن كل تعليق. بل هو أول مدرب في تاريخ الرجاء من يصطدم بالكروشي الهادئ والمسالم...
واصطدن بالحافيظي وطرد الراقي بعد أن إتهمه بالتمرد عليه وعديد المواقف التي عاشها بالأهلي قبل هذه التجربة، والتي تشرعن تخوفي وتعزز موقفي من المدرب.
وكلنا يعلم أنه داخل الوداد لاعبون تحولوا لدناصير بسبب القيدومية، فهل سيقبلون عنف غاريدو كما سيقبل غاريدو دلالهم؟ بل كيف سيكون تعامله مع الناصيري نفسه؟
لذلك سأكدب هذه المعطيات وأكذب نفسي وأصدق رواية أن غاريدو هو رجل المرحلة، ولو أني كنت أرى أنه لو أبقى الناصيري على صابر مع نداو ثنائية ودادية، ويقودهما من خلف الستارة غاموندي كان سيكون الأمر أجدى وفيه ترشيد للإنفاق والمصاريف.
الآن وأمام ما وقع، فلا يسع الوداديين سوى أن يقبلوا بالأمر الواقع ويتعايشوا معه، لأنه ما عاد هناك هامش للخطأ وسيكون ضربا من الجنون لو نسمع قريبا مغادرة غاريدو لسبب أو آخر، لأن الأمر لم يعد يحتمل ذلك.
الكرة في معترك المدرب الإسباني ليرد علي، وأن يعكس كل ما قلت ويبرز أنه فعلا الخيار المثالي وعلى أن النظارات التي إلتقطه بها الناصيري تختلف كليا عن النظارات التي عالجت بها هذا الزواج.
أتمنى أن يسدل الوداديون الستارة على هذه المشاهد التي لا تليق بالفريق، فحين جرى الحديث عن الهوية فأنا أعتقد أن الهوية ليست خطة أو تكتيك، الهوية الودادية تأسست عبر التاريخ على قيم الإستقرار وعدم التخبط كما نتابعها اليوم، وتغيير المدربين فيما يشبه حالة الإسهال المزمن بسبب ميكروب أو فيروس مستشري...