حرب العصبة والرجاء
الأربعاء 26 فبراير 2020 - 10:10الأمور تطورت وأصبحت خارج السيطرة وهذه مسألة خطيرة جدا وينبغي التعاطي معها قدر ما تستحقه من تمحيص وتدقيق وكذا نقاش.
فحين تغيب الثقة بين المؤسسة التي هي العصبة الإحترافية والفريق الذي هو الرجاء، ويتم اللجوء لأصحاب الحكمة وأطراف أخرى التي هي رئيس الجامعة من أجل الوساطة، فهنا نصبح أمام أمرين لا ثالث لهما:
إما أن هذه العصبة فاقدة لشرعية اتخاذ القرارات الهامة والثقيلة وتحمل مسؤوليتها بالكامل إزاءها، من برمجة وتقرير مصير نتائج والتصديق عليها وغيرها من الأمور.
أو أن حكاية الإستقلالية التي جرى الترويج لها بداية الموسم، مجرد فزاعة وفقاعة لا غير وواقع الحال يقول أن العصبة ما تزال خاضعة بالتبني لجهاز الجامعة.
أسوق كلامي هذا على ضوء ما حدث في حكاية مباراة الرجاء ونهضة الزمامرة، وسعي الرجاء لتأجيل مباراته واشتراط العصبة بوصفها جهاز ومؤسسة شرطا، قد نختلف كما نتفق بشأن صوابه لكنه يظل من صميم صلاحياتها والحديث عن التجاوزات له سياقات زخرى للتداول والنقاش بشأنها.
فحين تقر العصبة يوم الجمعة تثبيت المباراة ويتوجه الرجاء لرئيس الجامعة للتواصل معه بهدف إيجاد صيغة ما لإنهاء هذا الصراع وبعدها في اليوم التالي تطل علينا مراسل رجاوية، تتضمن نفس الإلتزام الذي فرضته العصبة على الرجاء وهو اللعب بتزامن مع الشان فترد العصبة بقبول الطلب والتأجيل، هنا لنا أن نتساءل: لماذا دارت الرجاء هذه الدورة كاملة على نفسها وفي نهاية المطاف قبلت بشرط اللعب بتزامن مع الشان ؟ والذي كان بالإمكان حسمه ساعة الإجتماع مع بلقشور والصديق العلوي في مقر العصبة ودون حاجة لتدخل لقجع أو غيره؟
وسأواصل الإبحار بكم هائل من الأسئلة في هذا العمود ولعله في هذه الأسئلة ما يفيد: لماذا أحرج السلامي نفسه بطلب تأجيل مباراة الزمامرة يوم الإثنين وهو الذي سيلعب الحمعة أمام مازيمبي أي أنه يملك 5 أيام هامش للراحة والتحضير ؟ أليست المبررتين معا بمركب محمد الخامس ولا توجد هنا قوة قاهرة تفرض هذه الجلبة والضجة و هذا الغبار المتطاير؟ ألسنا كإعلاميين طالما انتقدنا المدربين واللاعبي المحلي لكونه لا يساير الطفرة الأوروبية باللعب كل 3 أيام كي يطور مستواه وطالما أسسنا ودافعنا على أنه ينبغي القطع مع زمن الريع الكروي مع هذا النوع من الإمتيازات؟
هل يدرك المسوولون عندا أنه اليوم تلعب الأهلي والزمالك كلاسيكو مصر «المتشنج» والجمعة سيلعبان مثل الرجاء لقاءين من نار أمام مازيمبي والترجي وإتحاد الكرة المصري رفض تأجيل الكلاسيكو؟
ألا يبدو السلامي منتحرا وخاسرا في هذه العملية؟ فكيف يطلب تأجيل مباراة الزمامرة وهو مكتمل الصفوف وممكن أن يربحها ويوافق على لعب 4 مؤجلات بتزامن مع الشان من دون نجومه الذين سيكونون مع المنتخب المحلي؟
أليس في الأمر تناقضا بأنك تطالب بعدم إضعافك في البطولة وتقبل باللعب من دون دولييك 4 مباريات كاملة؟
ألم يقدم السلامي هنا دليلا على أن الأولوية هي كأس محمد السادس وبعدها عصبة الأبطال والبطولة تأتي في سياق ثالث ليجرنا الحديث هنا ما دام الأمر كذلك لنتساءل لماذا أثيرت ضجة عدم اللعب إذن أمام الدفاع الجديدي؟
أكتفي بهذا الكم من الأسئلة وكل جواب عليها بمنتهى الهدوء، سيقودنا لحقيقة واحدة و هي أن الأصل في كل هذه القصة هو دق طبول الحرب بين الرجاء والناصيري أو الرجاء والعصبة. وأن ما تكهنت به يوم جمع الصخيرات بعد تقديم الناصيري ترشحا واحدا أوحد هو الذي سيترسخ. قلت في ملف متكامل يومها «لقد إنطلقت حرب داحس والغبراء»