ADVERTISEMENTS

هل أصبح الجمهور يتحكم في مستقبل المدربين؟

المنتخب: عبد اللطيف أبجاو الجمعة 07 فبراير 2020 - 10:33

عادت ظاهرة تغيير المدربين لتجتاح مجددا البطولة الوطنية، فرغم أن شطر الذهاب لم يسدل ستاره، إلا أن مقصلة الإقالة ضربت جملة من الرؤوس لعدة أسباب، ولم تمهل المكاتب المسيرة مدربيها، إذ غالبا ما تلجأ لحلَ التغيير التقني كلما تراجعت النتائج، وينتظر أن يعرف هذا الموسم رقما قياسيا من حيث تغيير المدربين، خاصة أن الحصيلة مرشحة لترتفع في الدورات المقبلة.
ضد التيار 
في الوقت الذي تحمل الأندية على عاتقها أن تتسلح بالإستقرار التقني مع بداية كل موسم، فإنها تأبى إلا أن تتخطى هذا الميثاق، مع بداية كل أزمة تقنية، فتُقدم المدرب كقربان من أجل تهدئة وإخماد نار الإحتجاجات والإنتقادات.
وراح مجموعة من المدربين ضحية نزوات المسيرين وخوفهم من ضغط الجماهير، بدليل أن منهم من يلعب بالكاد مباراتين أو ثلاث ليجد نفسه خارج أسوار النادي، وهو ما يعطل المشاريع التقنية التي تضعها الأندية.
ضغط الجمهور
لم يعد الجمهور أداة دعم ومساندة، بل إنه أصبح عنصر مؤثر في اتخاذ القرارات التسييرية والتقنية، بل تعداه أيضا للاعبين، ولنا في المشهد الكروي المغربي مجموعة من الحالات التي أكدت الدور الذي يلعبه، فكم من رئيس اضطر للخروج مكرها بسبب ضغط المشجعين، وكم من مدرب ولاعب لم يتحمل الإنتقادات بل التهديدات، ولم يجد بُدَا من الهروب تفاديا لهذا الضغط.
ويبدو أن ضغط الجمهور يكون إما بطريقة مباشرة، عندما يتحامل الجمهور على المدرب، أو بطريقة غير مباشرة، أي عندما يريد المكتب المسير أن يحمي نفسه ويخمد نار الإحتجاجات، فإنه يلجأ للحل الأقرب، ألا  وهو فسخ عقد المدرب.
النتائج السبب الأول
غضب الجمهور يكون مرده الأساسي النتائج السلبية، فعندما تدير الإنتصارات ظهرها للفريق، فإن الضحية الأولى يكون هو المدرب، الذي يؤدي فاتورة هذا التراجع، خاصة أن الإنتصارات تبقى الصديق الوفي لأي مدرب، لذلك ليس أفضل من سلاح النتائج الإيجابية، لأي مدرب ليضمن بقاءه ويتفادى أن تضربه الإقالة.
غير أن النتائج السلبية قد لا تكون السبب الوحيد لهذا لغضب الجمهور والإحتجاجات، ذلك أن مجموعة من المدربين، ورغم أنهم سجلوا نتائج إيجابية، إلا أنهم يتعرضون لضغوطات، يكون سببها هو تحريض هذه الجماهير من جهات، تأبى إلا أن تزرع نار الفتنة وعدم الإستقرار بالفريق، وهؤلاء يسموا بأعداء النجاح والمدرب.
وضعية الكيسر
يعيش محمد الكيسر وضعية متناقضة جدا بأولمبيك أسفي، حيث يتعرض لشتى أنواع الإحتجاجات والضغوطات المجانية من محسوبين عن جمهور أولمبيك أسفي، وقد أثارت وضعية الكيسر استغراب جميع المتتبعين، أمام الحملة التي يتعرض لها لمدرب، رغم العمل الكبير الذي يقوم، والنتائج الإيجابية التي يسجلها في كأس محمد السادس للأندية الأبطال، بدليل أن القرش المسفيوي ما زال يحتفظ على مكانه في المنافسة، وأقصى أندية عربية عريقة كالرفاع البحريني والترجي التونسي.
وكان من الطبيعي أن تؤثر هذه الوضعية على نفسية الكيسر، بدليل أنه أكد استغرابه للحملة التي يتعرض لها، وأضاف أنه ما كان ينتظر الإحتجاجات، علما أنه ما زال يقاوم تلك الإنتقادات، لكن إلى متى؟
متاعب فاخر 
إنقلبت وضعية محمد فاخر رأسا على عقب مع حسنية أكادير، ذلك أن إسمه ارتبط بقوة بهذا الفريق، كيف لا، وهو الذي قاد الفريق السوسي للفوز بلقبين غاليين بالبطولة، وأدخله امن بابه الواسع، وعاد هذا لموسم، وكله آمال من أجل إعادة كتابة التاريخ بالقلعة السوسية، غير أن الأمور سارت عكس التيار، إذ ذهب فاخر ضحية انتقادات قوية من جمهور الفريق، الذي لم يقبل بإقالة المدرب السابق ميغيل غاموندي.
بلاغ حسنية أكادير لفكَ الإرتباط بفاخر كان واضحا، عندا أعاد ذلك لقوة قاهرةـ تمثلت في عدم قدرة المكتب المسير تحمل الاحتجاجات والأجواء المحقونة التي رأى أن سببها فاخر، وتلك حالة تؤكد تأثير الجمهور في قرارات المكاتب المسيرة.
معاناة طاليب
لم يسلم عبدالرحيم طاليب من بطش بعض مشجعي الجيش ونعثهم بالمشوشين، حيث انتفض في وجههم بعد مباراة يوسفية بزشيد ثم رجاء بني ملال، ولم يتقبل الانتقادات التي وجهت له وللاعبيه.
ورغم ان الجيش، سجل نتائج مشجعة قياسا  بالتغييرات البشرية التي قام بها في بدية الموسم، إلا أن فئة من الجمهور لم تتقبل بعض النتائج، وبدا أن طاليب متأثر بتلك الإحتجاجات، التي اعتبر أن الغرض منها، هو زعزعة استقرار الفريق.
وعانى المدربون الذين تعاقبوا على تدريب الفريق العسكري من ضغط الجمهور، على غرار عبدالرزاق خيري وعزيز العامري ومحمد فاخر، الذي نتذكر معه، لائحة الجمهور التي رفعها في الموسم، وبها تهديد بحياته، الشيء الذي دفع بع لتقديم استقالته.
شرذمة السكتيوي
لم يكن المشوار الجيد لنهضة بركان ليقنع فئة من جمهور نهضة بركان، حيث أبت إلا أن تنتقد الفريق لمجرد تراجع النتائج لفترة قصيرة، بل دفعت المدرب طارق السكتيوي الخروج عن صوابه وهدوئه المعهودبن، ووصف تلك الفئة التي حاولت التأثير عليه وعلى لاعبيه بالشرذمة. 
وكان ممكن أن تستمر هذه الانتقادات لولا أن الفريق البركاني قد رد بقوة عندما اكتسح إيدجوبي البنيني في كأس الكونفدرالية الإفريقية 5/1، وكان ذلك الفوز والتأهل لدور الربع خير رد على المنتقدين وتأكيد أن الضغط الذي مارسته بعض من الجمهور كان مجانبا للصواب، خاصة أن الفريق ماض في تسجيل نتائج تستحق الدعم والمساندة، بذل الضغط على المدرب والدفع به للرحيل.

 

تنبيه هام

تؤكد «المنتخب» أنها تمنع منعا باتا استنساخ أو نقل أو نشر مواضيع أو صور منقولة من نسختها الورقية أو من موقعها الإلكتروني سواء بشكل كلي أو جزئي، أو ترجمتها إلى لغات أخرى بهدف نقلها إلى الجمهور عبر أي وسيلة من وسائل النشر الإلكترونية أو الورقية… وكل مخالف لذلك سيعرض نفسه للمتابعة أمام القضاء وفق القوانين الجاري بها العمل.

ADVERTISEMENTS
مواضيع ذات صلة
ADVERTISEMENTS