يا لطيف
الخميس 28 نونبر 2013 - 05:03ما زلت متمسكا برأيي منذ مدة حول الـمنتخب الوطني وحول مصائبه المتراكمة في شقها التقني والروحي والبشري والبنائي، والدلالة الجديدة قدمها بميدان جديد يعتبر في منطوق رشيد الطوسي جوالا بميادين المغرب بدون إقناع ولا ارتياح شامل. وجديد المرحلة أَرّخَ لضياع إضافي للمرحلة بنفس الأجيال التي تعاقد معها بنواة قال عنها ستكون زفة لكل المغاربة، لكنها لم تكن كذلك حتى ولو طالبنا بالصبر بقاء الطوسي على إدارة الـمنتخب الوطني لغاية كأس إفريقيا، مع أن الواقع يؤكد أن الطوسي لم ينجح في أجنداته الهادفة ولأسطوله المتعاقد معه بأكثر من خمسين لاعبا منذ تقلده منصب القيادة التقنية، أكثر من ذلك لم ينجح الطوسي في اختباره الجديد مع الأسود في معركة أخرى مع نفس الخصم الجنوب إفريقي الذي واجهه في أكبر حدث قاري ونال على إثره شرف أجمل لقاءات كأس إفريقيا مع أنه خرج مقصيا من الحدث وعاد ليلعب أمامه بالمغرب في صورة غير متطابقة الروح والشاكلة والوجوه البشرية، واسألوا مدرب جنوب إفريقيا مع من لعب أمام المغرب في آخر مواجهة، هل بنفس المجموعة التي لعب بها في النهائيات أم بمجموعة جديدة، وسيتضح الأمر عندما نؤكد على الإنقلاب الذي أحدثه الطوسي بين مباراة جنوب إفريقيا بالنهائيات وبين المباراة الجمعة الودية في غياب المياغري والقنطاري والكوثري والشاكير وشافني والقديوي وبلغزواني، أي أننا أمام كثير من المغالطات التي تؤسس لعملية بناء منتخب وطني لا يستقر على حاله ولا يلعب بمقومات الفريق المقاتل ولا يجد متنفسه الرجولي في الخطوط غير المستقرة من الدفاع إلى الهجوم باستثناء العرابي وبرادة اللذين حافظا على تنافسيتهما بين الإقناع والاإقناع مع الطوسي.
طبعا إنتهى الجديد بجدلية البحث عن الحقيقة الواضحة بأكادير، إذ لم نستطع إيجاد الجواب المقنع لوضع الـمنتخب الوطني بخصوصياته البشرية والتواصلية والأدائية والروحية، فلا هو أمتع ليتعادل أو يخسر في لقاء كبير بالسيطرة والفرص، ولا هو أقنع بالنهج الذي عراه بشاكلة غير مألوفة ومعذبة، ولا هو غيّر مشاكله الفضيعة عندما يهدر الكرات والتمريرات ولا يستعيدها بالروح والتلقائية، وفي النهاية كنا أمام منتخب لا يجد لنفسه الحلول الدفاعية والوسطية والبنائية رغم أن اللاعبين من طينة إحترافية، وأمام عناصر أخرى لا ترقى إلى الدولية الدائمة من قبيل بلهندة وتاعرابت لوضعهما الشارد في الأنانية والعالمية والفردية مناصفة مع غياب اللاعبين من المستوى العالي على مستوى الوسط المقاتل. قد يكون للخطة التي وضعها الطوسي نسبتها العالية في تواضع المنتخب الوطني المغيب على مستوى سرعة الإيقاع وفرض الأسلوب على الخصم، ولكن أن يلعب بالشاكلة التي وضعها طيلة المباراة تعتبر مقامرة ومغامرة مع منتخب أكبر من جنوب إفريقيا، وهي من قزمت عوبادي المسكين لوحده مع أنه قائد الوسط الدفاعي بامتياز مع موناكو، وهي من عرت الأروقة الدفاعية، كما هي من وضعت الهجوم في المنفى لقلة الفرص التي تضمنها النزال، كما بدرجة عالية من وضعت بلهندة في حجمه الصغير وقالت لتعرابت لا مكان لك بالمنتخب الوطني المفروض أن يكون رجاله مجتمعين على روح واحدة وليس الإستهتار بالفرديات القاتلة والمضيعة للفرص الغالية.
اليوم تأكدت الصورة من أن الطوسي لم يحقق أهدافه الإستراتيجية، ولا يمكنه أن ينجح في ظل ما قدم إليه لصناعة جيل لا يبعث على التفاؤل من منطق الوحي التقني الذي يتعامل به وبمنطق اللاإستقرار ومنطق النواة التي لا تجد لنفسها طريق الإرتياح والتواصل مع النهج الناجح، وما زلت أقولها لست ضد الطوسي كشخص، ولكني مع ناخب لم يتوفق على الإطلاق مع الـمنتخب الوطني نتائجا وروحا وتناغما وسلطة على المستهترين.