الوجه الآخر لحكيم زياش: أنا صعب الطباع و"المهرجون" لا يستطيعون فهمي
الأحد 26 يناير 2020 - 12:10يتصرف حكيم زياش (26 عاما) بعفوية كبيرة، لا يهمه الآخرون، إنه يفعل ما يمليه عليه ضميره وطبائعه، إنه يتصرف وفق شعوره فقط.
عندما أجرت معه صحيفة "أد" الهولندية مقابلة صحفية خارج الملاعب، أكد أن الكثير من الشخصيات في كرة القدم زائفة! لكن زياش تحدث أيضا عن جوانب من حياته، تحدث عن شبابه، كما تحدث عن مبادئه وأحاسيسه التي يتعبرها بمثابة بوصلة في الحياة.
الحديث مع زياش لبعض الوقت يقود إلى الكشف عن فلسفة الرجل، إلى المبادئ التي تتأسس عليها تصرفاته، يقول نجم أجاكس: "لدي دليل المستخدم! لكن قلة قليلة من الناس يمكنهم قراءته بشكل صحيح، هذا يعتمد في بعض الأحيان علي أنا، وأنا أحيانا يصعب فهمي وتقييمي".
زياش هو اللاعب الأكثر إثارة للحديث في البطولة الهولندية، وحسب الكثيرين إنه الأفضل في "الإيرديفيزي". إنه يشغل النقاد بطريقة لعبه التي يرى فيها البعض مخاطرة كبيرة.. ومهما كان هناك إجماع بأن بقاءه في الدوري الهولندي واستمراره اللعب في "الإيريديفيزي" بمثابة معجزة، خصوصا بعد التألق الكبير الذي تميز به في مسابقة عصبة الأبطال الموسم الماضي، حيث كشف النجم الكبير للعالم أفضل ما لديه. لكن عكس ما افترضه الجميع لم يرحل زياش وظل وفيا لفريقه أجاكس، ولم يحركه أي شعور تجاه الأندية التي اهتمت به، وظل يعتز بلحظاته التي يقضيها في أمستردام.
زملاء زياش في الفريق يحسون هذا الشعور في ذهنه كل يوم عندما يظهر ابتسامته للكشف عن مزاجه سواء في غرفة تبديل الملابس أو في ملعب التدريبات.. إنهم يعتبرونه محترفا بمعنى الكلمة، لكن تطغى عليه العاطفة، ولديه علاقة طيبة مع الجميع، وهو أول من يحضر دائما إلى الملعب. إنما في المباريات أو في المقابلات التلفزيونية تظهر نظرة زياش الجادة والصارمة التي يُسَاء فهمها أحيانا.. هناك من يحب نظرته وهناك من يرى فيها نوع من الغرور، لهذا لكل واحد نظرة معينة.. لكن زياش لا يهتم بكل هذا ويقول: "فقط بيئتي المحيطة بي يمكنها أن تؤثر علي، إذا انتقدني المقربون مني، حتى لو كان ذلك قاسيا، فإنني أقبل هذا الانتقاد".
+ كيف تصف "دليل المستخدم" الخاص بك؟
"أستطيع تقييم الناس، ولا أحب المزيفين منهم، لدي حاسة مثل ملتقط هوائي يمكنني من خلاله انتقاء الشخص الحقيقي والشخص المزيف، يكفيني الحديث مع هذا وذاك ومن خلال هذه المحادثة أعرف من يتحدث من قلبه ومن يتظاهر. هذا أمر مهم جدا بالنسبة لي. إذا وثقت في الشخص فإنني أثق فيه ثقة عمياء، وإذا لم أثق فيه فإنه لا يهمني على الإطلاق ولا آبه لرأيه. العديد من الشخصيات المزيفة والخاطئة تسير اليوم في ملاعب كرة القدم. لذلك أنا أثق في عدد قليل من الناس. ما يحدث في حياتنا اليوم عبارة عن عرض عرائس كبير، يزداد سوءا يوما بعد يوم".
+ كيف يمكن حدوث هذا؟
"من خلال كل الآراء التي يمكن أن يدلي بها الجميع، الناس الذين لم يتحدثوا معي أبدا لا يستطيعون فهمي، البعض منهم يتصل بي لمعرفتي بشكل جيد، ومعرفة ما هي ردود فعلي. أنا أسمي هؤلاء الناس بـ"المهرجين"، إنهم يريدون الالتفاف دون معرفة الحقيقة، لكن في بعض الأحيان لا يكون الخطأ منهم. عرض العرائس الذي ذكرته يعتمد أيضا على منصات التواصل الاجتماعي التي دمرت العالم. الجميع يريدون أن يظهروا كل شيء، العالم تغير للأسوإ والكثير من الأشياء باتت أقل قيمة".
+ لكنك تشارك في منصات التواصل الاجتماعي، وأنت عضو نشط في "أنستغرام".
هذا يظهرني متناقضا، لكن عندما أنشر شيئا ما أفعل ذلك أنني أحببته، وأنشره كما هو، لا أنشره من باب الفضول، أو من باب "أنظروا إلي".
+ بخصوص آراء الناس، ما هي آراء المحلل التلفزيوني الذي يثير اهتمامك؟
"رافاييل ڤان دير ڤارت، إنه واقعي وصريح، ولا يقوم بأي دور مدمر. في الموسم الماضي عندما كنا مسافرين لمواجهة ريال مدريد في منافسات عصبة الأبطال، كان يجلس بجانبي على مثن الطائرة، سافر معنا كضيف شرف استدعاه أجاكس، لم أكن أعرفه على الإطلاق في السابق.. لكني تحدثت معه طيلة مسافة السفر حول كثير من الأشياء، شخص مثل فان دير فارت مع مشواره الاحترافي العظيم.. لا يمكنني أن أقول عنه سوى أنه هو نفسه اللاعب العظيم، شعرت به على الفور. هذا ما يمكنني أن أقول عنه".