تقرير "المنتخب": الرجاء بشخصية الأبطال
السبت 28 دجنبر 2019 - 14:02كان رائعًا أن نجد للرجاء البيضاوي ملمحًا وصورة وشخصية، وهو يقابل أمس السبت في ملعب النار والإعصار شبيبة القبائل الجزائري برسم ثالث جولات عصبة الأبطال الإفريقية، فقد كان هامش الخطإ ضيقا، ولم يكن هناك مجال لإضاعة مزيد من النقاط بمركب محمد الخامس بالدار البيضاء، بعد أن انتعشت الآمال بعودة النسور بفوز استراتيجي من الكونغو على حساب فيتا كلوب، فوز غطى نسبيا على تجريدهم من كل النقاط في مباراة كارثية افتتح بها الرجاء دور المجموعات، أمام حامل اللقب الترجي التونسي.
كانت المباراة وهي قمة مغاربية خالصة، بحاجة إلى روح وعزيمة وشخصية الأبطال، ليعبر الرجاء حاجزا كبيرا، وقد حضرت هذه الروح وهذه الشخصية بأجمل صورة، في مباراة تذكرنا فعلا بالملاحم التي تكتب عادة في سهرات الأبطال.
بعد شوط أول مخنوق تكتيكيا، حضر فيه التزام اللاعبين حرفيا بالتعليمات التكتيكية، وبرز خلاله لاعبو شبيبة القبائل بإحكامهم لرقابة المنطقة والتضييق على مفاتيح لعب الرجاء، سينجح النسور في مستهل الشوط الثاني بفضل تحويرات تكتيكية وعلى الخصوص بفضل الحضور القوي للروح الجماعية التي تحتاجها مثل هذه المباريات، في ضرب القواعد الدفاعية للشبيبة وإصابة الهدف في مناسبتين بواسطة بين مالانغو والشاب الرائع سفيان رحيمي، وكان بمقدور الرجاء، أن يزيد الغلة في ثلاث مناسبات بواسطة كل من أيوب نناح وبين مالانغو ليتفادى الزلزال الذي أحدثه لاعبو شبيبة القبائل في الثلث الأخير من الجولة الثانية وكادوا على إثره يصلون إلى مرمى الزنيتي، لولا القائم الذي تعاطف معه.
هي إذًا مباراة ملحمية تلك التي وقع عليها الرجاء، مباراة وضعته في صلب ودينامية الإنتصارات، فهذا ثالث فوز استراتيجي للنسور بعد الأول في عصبة الأبطال أمام فيتا كلوب هناك بأدغاله بالكونغو، وبعد الثاني في البطولة الإحترافية خلال الديربي أمام الغريم الوداد.
روح الأبطال، شخصية الأبطال، إبداع الأبطال، هذا ما يحتاجه الرجاء البيضاوي ليكون حلمه بتحقيق النجمة الإفريقية الرابعة ممكنا لا مستحيلا..