فرانسوا ڤوليي «المنتخب»: ننقل خبرتنا للفتح
الخميس 12 دجنبر 2019 - 19:50إلتقت «المنتخب» بمركز تكوين الفتح ، بالفرنسي جون فرانسوا فوليي مدير مركز تكوين أولمبيك ليون ،بعد الشراكة التي عقدها الفريق المغربي مع نظيره الفرنسي، بحضور رئيس الفريق الرباطي حمزة الحجوي والمسؤول الأول داخل ليون جون ميشيل أولا.
ــ المنتخب: ما هي أهداف الشراكة بين ليون الفرنسي والفتح الرباطي؟
فوليي: إنها إتفاقية تم توقيعها من أجل التكوين في البداية، أنتم تعلمون أن أولمبيك ليون يعتمد بالأساس على التكوين في أوروبا، والفتح الرباطي بدوره معروف في الأوساط الكروية بالمغرب بسياسته على مستوى التكوين، أهمية هذه الشراكة تتجلى في مساعدة الفتح على التطور على مستوى التكوين والحفاظ على نفس النسق الإحترافي في المغرب، أما بالنسبة لنا نحن كفريق أولمبيك ليون هو دعم الفريق الرباطي من خلال وضع توصيات على مستوى الثقافة الكروية المغربية وكذا بالنظر للتجربة الكبيرة التي إكتسبها مسؤولو ليون في هذا الجانب.
نحن نتواجد في المغرب من أجل دراسة وضعية الممارسة هنا، ومعرفة الطرق التي من خلالها سوف نتمكن من مساعدة الفتح الرباطي على استمرارية التطور، وهنا أود القول أن الفريق المغربي هو سيد المشروع وأن دور النادي الفرنسي يقتصر فقط على المشورة وتقديم التوصيات بالنسبة للمشروع.
ــ المنتخب: لماذا تم اختيار الفتح الرباطي بالتحديد وليس فريقا مغربيا آخر؟
فوليي: إختيارنا كان مرده بالأساس لطبيعة النادي الرباطي كنادي مكون، يمتلك صورة جيدة في فرنسا، كما أن هناك علاقات صداقة قوية تجمع مسؤولي الناديين.
كما تعلمون فإن أي شراكة تنسج عبر علاقات إنسانية أولا، ليس فقط استراتيجية، توجد هناك روابط مشتركة بين الناديين فيما يتعلق بالتكوين وأشياء أخرى، هذا ما دفعنا إلى توقيع الشراكة مع إدارة الفتح الرباطي.
ــ المنتخب: أكيد أنه كانت لكم زيارة لمركز تكوين الفتح الرباطي، ما تعليقكم حول المنشآت الرياضية هناك؟
فوليي: إنها بنية تحتية جيدة للغاية، لقد أبهرني حتى جودة المشروع الرياضي الذي بلغت مدته 10 سنوات، وبالمناسبة أود إستحضار أمر مهم هو أن أحد مسؤولينا كان من بين المشاركين في بداية هذا المشروع، وبالتالي فإن الروابط بين الناديين تاريخية وليست وليدة اليوم، وهذا ما يجعلنا دائما قريبون من النادي الرباطي، لأن زميلنا "آلان" كان يعمل هنا وبالتالي فالأجواء ليست غريبة عنا، نحن سعداء للغاية بعد هذه الشراكة، نتطلع من أجل تحقيق أهدافنا المشتركة من أجل مساعدة الفتح الرباطي على مواصلة التطور.
ــ المنتخب: كيف تنظرون لمستقبل نادي العاصمة على مستوى التكوين في ظل هذا المشروع الطموح خصوصا ونحن نعلم أن أولمبيك ليون له خبرة طويلة في هذا المجال وكان له الفضل في بروز مواهب فذة مثل ألكسندر لاكازيت، كريم بنزيمة، نبيل فقير وآخرون؟
فوليي: بالنظر للمستوى الرفيع على مستوى الحكامة والتسيير التي يعرفها النادي الرباطي، أعتقد أن النادي في مرحلة البحث عن تطوير الذات، ورغبته في الحفاظ على مركزه ضمن النوادي ذات الصيت الكبير في المغرب على مستوى التكوين الأكاديمي للاعبين، هناك كذلك إستقرار بالنسبة للإدارة التقنية للنادي، لأن النادي له توجه بضم لاعبين قدماء ضمن الإدارة التقنية، وهنا أظن أن الهدف الأسمى من وراء هذا كله هو تكوين لاعبين صغار السن من أجل الوصول إلى الفريق الأول.
إنها فلسفة مشتركة بين الناديين، وليد الركراكي مدرب الفريق ترعرع وتعلم أبجديات الكرة داخل فرنسا، وهذا معطى إيجابي بالنسبة لنا كذلك، وهذا ما يؤكد كما أسلفت أن هناك روابط مشتركة عميقة بين الناديين هي التي سهلت من توقيع الشراكة.
وجودنا هنا كذلك يهدف للتقرب من المواهب الكروية المغربية، وخصوصا المتواجدة في مركز تكوين الفتح الرباطي، ولم لا رؤية لاعب شاب بقميص ليون في المستقبل سنكون فخورين بذلك!
ــ المنتخب: بالعودة إلى علاقاتكم المتميزة خارجيا، هل حصدتم ثمار شراكات وقعتموها مع أندية أخرى؟
فوليي: أريد التأكيد أن الشراكات التي نوقعها لا تتعلق فقط بإنتداب اللاعبين، هناك شراكات ذات الأهداف التكوينية والرياضية، التي من خلالها نعمل على نشر مبادئ التكوين الخاصة بنا وهذه هي القاعدة.
أما بخصوص التعاقدات، فنحن منفتحون على هذه المسألة، إنها بالتأكيد قيمة إضافية للنادي، خصوصا بالنظر للتحديات الكبيرة التي تنتظرنا كعصبة الأبطال الأوروبية، وهذا ما يجعلنا نضع معايير خاصة بالنسبة للاعبين المخول لهم حمل قميص ليون.
نتوفر حاليا على شراكات فتية، لدينا شراكة في بيروت مدتها 8 سنوات، هناك أتلتيكو المحلي الذي صار يمتلك أفضل الأكاديميات في لبنان، اللاعبون الشباب هناك يمضون على عقود إحترافية مع نوادي أخرى، أما بخصوص مجاورة هؤلاء الشباب للنادي الفرنسي فهذه مرحلة أخرى، هناك كذلك إتفاقية مع داكار السينغالية دامت مدة 3 سنوات، في فيتنام كذلك دامت 4 سنوات.
ثمار الشراكات يتم جنيها بعد مرور 7 أو 8 سنوات على الأقل على إحصائها، وبالمناسبة أتمنى أن نحصل على مواهب شابة من الفتح الرباطي في المستقبل.
ــ المنتخب: تحدثتم حول الفريق الأول، هناك المدرب وليد الركراكي الذي ترعرع داخل فرنسا، ما رأيكم حول دور المدرب في منظومة التكوين؟
فوليي: لقد كانت لدينا محادثات طويلة مع وليد، إنه يؤمن بأهمية التكوين، وبالمناسبة فإن المغرب يعيش حالة فريدة من نوعها بتواجد جيل جديد من المدربين يبلغون من العمر بين 40 و45 سنة، لديهم وعي بعقلية اللاعب الشاب، ومنهجية التكوين، بالنسبة لوليد، أظن أنه من نوعية المدربين المتطلبين والمعروفين بالصرامة خصوصا وأنه تدرج داخل الأندية الفرنسية، ويدرك متطلبات الاحتراف من أجل حصد الألقاب.
وهذه النوعية متواجدة أيضا في فرنسا ولديها القدرة على منح الإضافة في كل ما يتعلق بجانب التكوين القاعدي.
ــ المنتخب:أكيد أنكم شاهدتم مواهب داخل مركز تكوين الفتح، هل نشاهد في المستقبل هذه المواهب تلعب على أعلى المستويات؟
فوليي:لم أر بعد الكثير منها، لقد أتيت في أبريل الماضي وشاهدت مباريات الفتح الرباطي وأيضا شاهدت مباراة للكبار، أعتقد أن هناك لاعبين في المستوى لهم مستقبل واعد، وبإمكانهم أيضا اللعب في أوروبا، عبر ليون لم لا، وأتمنى ذلك.
الإمكانيات التقنية للاعبين المغاربة مثيرة للإهتمام، ونحن بدورنا في ليون لدينا ثقافة وذكريات جميلة مع اللاعبين المغاربيين هنا أذكر كريم بنزيمة وحاتم بنعرفة، وأنا أتطلع لمشاهدة لاعبين في المستقبل بقميص ليون.
ــ المنتخب: هل يفتقد نادي الفتح الرباطي لأمور تتعلق بالإمكانيات أو خبرة في تكوين المستوى العالي، بالنظر للتجربة التي راكمتموها في هذا المجال؟
فوليي: لا أعتقد ذلك، بل على العكس نادي الفتح لديه مكامن قوة، أولا لأن هناك طموح ونظرة شمولية بالإضافة إلى وجود قيم ومبادئ محددة، وهذا هو الأهم لأنه بتوفر هذه العوامل كاملة، يمكن استشراف المستقبل ووضع أهداف محددة إنطلاقا من الشراكة الموقعة بيننا التي تمثل إشارة قوية على أن نادي الفتح الرباطي لا يضيع وقته وله رغبة جامحة في بناء مدرسة الغد مشتل مواهب المستقبل في المغرب.
ــ المنتخب: بالمناسبة، هناك لاعبون مغاربة يزاولون حاليا داخل البطولة الفرنسية نذكر على سبيل المثال نايف أكرد اللاعب السابق للفتح والحالي لديجون، حمزة منديل أيضا وأمثلة عديدة أخرى، هل سنرى في المستقبل لاعب بقميص ليون الفرنسي؟
فوليي: لقد رأيت نايف عندما لعب أمامنا، إنه لاعب جيد جدا، ينشط في وسط الدفاع الأيسر، الأمر يتطلب التدرج، حيث ضرورة المرور بأندية متوسطة كديجون ثم هناك حظوظ قائمة بالنسبة للاعبين المغاربة لمجاورة ليون أو الإنتقال المباشر من الفتح إلى ليون وهي إمكانية متاحة. اليوم، إنطلاقا من الإتفاقية الموقعة، يمكن لنا حصر المواهب المتواجدة داخل الفتح الرباطي، سوف نتابع مدى تطور مستواهم، إنطلاقا من تواصلنا المستمر مع مدير مركز التكوين، ثم هناك إمكانية زيارة هؤلاء اللاعبين الشباب لمركز تكوين ليون.
ــ المنتخب: سيد جون فرانسوا، رسالة أخيرة للاعبين الشباب المزاولين داخل نادي الفتح الرباطي أو أندية مغربية أخرى؟
فوليي: أعتقد أن الرسالة الأبرز هي العمل الجدي والمثابرة داخل مدرسة الفريق، وأن رياضة كرة القدم هي لعبة تتطلب الكثير من الصرامة والرغبة، والانصياع لأوامر ونصائح المدربين المشرفين، لأنه أحيانا نعتقد أننا نعلم كيف تسير الأمور لكن كرة القدم هي رياضة مليئة بالعبر والدروس المستمرة، كما أن تواجد مركز تكوين داخل بلد مثل المغرب هو خبر جيد بالنسبة لهذه الفئة.