موريتانيا تعيدنا للنفق
السبت 16 نونبر 2019 - 09:05ما الذي يغضب في هذه الأصفار التي انتهى إليها لقاؤنا أمام المنتخب الموريتاني؟
بالقطع ليس ما يغضب، الأصفار الرقمية التي تكرس واقعا ظل الفريق الوطني يعيش عليه منذ قرابة السنة، أصفار تفضح هشاشة كبيرة في منظومتنا الهجومية وتقول بافتقادنا لرؤوس حربة من العيار الثقيل، ولكن ما يغضب هو هذا التدني الفظيع للأداء الجماعي، لهذا الموت البطيء لأسلوب لعب ولمنظومة تكتيكية ولشخصية قوية لطالما تميز بها الفريق الوطني وأرهب بها الخصوم.
مؤسف حقيقة أن نقف بعد كل هذا الذي شاهدناه من فريقنا الوطني في رسميته أمام المرابطون وفي ودياته الأربع، وإجمالا في المباريات الخمس التي تدبرها تكتيكيا وفنيا وحيد خاليلودزيتش، على تبخر هوية لعب أسس لها بمهارة عالية هيرفي رونار يوم وصل للفريق الوطني، وعلى اندحار صروح تكتيكية هي التي أطل بها أسود الأطلس على القمم الإفريقية، وهي التي قادتهم للترشح لمونديال روسيا.
طبعا أقدر أن لكل مدرب قناعاته التي يؤسس عليها منظومة اللعب، ولكن عندما أرى فريقنا الوطني لا يتحكم في الإيقاع ولا يقدر على تنويعه ولا يستطيع اللعب بأسلوب الضغط العالي برغم كل الذي يملكه بشريًا من خامات هائلة، عندما أرى هشاشة البناء الهجومي ورخاوة المد في اتجاه منطقة الخصم، وعندما أجد أن لاعبينا لا يملكون القدرة على تدويخ دفاع الخصم بمحاصرته في منطقته عن طريق الكثافة الهجومية، أقول بمطلق الأمانة أن كرة القدم التي نلعبها لا علاقة لها بما نراه اليوم في الملاعب العالمية، في كرة القدم الموصوفة بالحداثة.
فريقنا الوطني بأسلوب زجاجي، لم يستطع برغم نسبة الإستحواذ العالية للكرة، برغم ما ناله من أخطاء مباشرة ومن ضربات زوايا وبرغم ما أتيح له من فرص للتهديف، أن ينال سلاح النجاعة الذي هو وحده ما يصنع الفارق.
ليست الكارثية في تعادل الفريق الوطني، أنه جاء على أرضه وأمام منتخب موريتاني شجاع ولكن بمحدودية ظاهرة على مستوى الفرديات والنهج التكتيكي، فهذه الأشياء تقع، ذلك أن فريقنا الوطني وقع في مواقف مماثلة وقد تمرد الحظ عليه، لكن الكارثية في أن يعطينا المردود الفني العام أمام موريتانيا كما كان في الوديات الأربع الماضية، الإنطباع على أن فريقنا الوطني سقط في قعر بئر لا قرار له، دخل بإرادته في نفق لا أحد يعلم كيف سيكون الخروج منه.
ليس هذا حكم قيمة في حق خاليلودزيتش ولا جزما بأنه ليس هو رجل المرحلة، ولكنها انطباعات لجماهير مقهورة مما شاهدت وخوفها كبير من أن تكون الفأس قد وقعت في الرأس..