النصيري.. نخشى أن يتحول من حدث عارض إلى حالة مَرَضِية
الجمعة 15 نونبر 2019 - 21:35يكاد تصور يوسف النصيري هدافا من العيار الثقيل يكون تصورا خرافيا أشبه بالأساطير.. بل إن نجاحه وبلوغه الشباك يكاد يكون مصادفة المصادفات، وكأن تسجيله للهدف بات ظاهرة شاذة، وعجيبة من عجائب الطبيعة، مثل ولادة طفل برأسين!!
من شاهد النصيري وهو يضيع هذا الكم الهائل من الأهداف خلال مباراة أسود الأطلس أمام المنتخب الموريتاني سيتلمكه شعور رهيب أكثر من الاستغراب وأكبر من الدهشة! فهو فعل كل شيء.. تمركز جيدا، ونادى على الكرات بشكل رائع، وأدرك بحدسه في أكثر من فرصة أين يمكنه أن ينتظر الكرات، وأثقن قراءة تحركات المدافعين، وامتلك قدرة فائقة في الوصول للكرات الهوائية، وسدد مرارا وتكرارا للمرمى.. لكنه مع كل ذلك عجز عن التهديف وتوقفت ملكاته عن إتمام الفرص الهجومية بشكل موفق. فقد كان إما أرعن عند التنفيذ، وإما عشوائي، وكأنه على غير عادته ظل يتحدث لغة فيها الكثير من الشجع ومن التعقيد!! ولا مجال للمبالغة إذا قلنا أنه أضاع أزيد من 10 فرص حقيقية للتسجيل، مع العلم أن أي لاعب آخر يملك حاسة التهديف يمكنه أن يحول نصف، أو حتى ربع فرصة إلى هدف! فلماذا تعطلت حاسة التهديف عند النصيري إلى هذا الحد؟ ولماذا باتت شهيته لتسجيل الأهداف تحت الصفر؟ وهل لهذه الدرجة لم يعد يلتقط الموجات الحسية التي تقوده إلى الشباك؟
كان باستطاعة النصيري أن يكون رجل زمانه في خط هجوم الأسود خلال مواجهة موريتانيا لوحدها لو استغل كل الفرص المتاحة، كما كان بإمكانه أن يريحنا جميعا من صداع الرأس الذي آلمنا طيلة المباراة، لكنه لم يفعل.. وكأن لا فرصة كانت لديه لفك الارتباط بينه وبين الرعونة والعشوائية التي تمسك بها أحيانا، وبينه وبين سوء الحظ الذي لازمه أحيانا أخرى.
ومهما قد يكثر الحديث عن هذا الاستعصاء الذي عانى منه النصيري أمام موريتانيا بسبب أن الفرص المتعددة التي خلقها لم تستطع أن تتستر على فضيحة تدبيرية أصر على التمسك بها من فرط الرعونة والعشوائية.. فإن ما نخشاه حقيقة على النصيري هو أن تتحول حالته من حدث عارض إلى حالة مَرَضية لا قدر الله.